نهج الساسة في تحويل التياسه إلى كياسة

نهج الساسة في تحويل التياسه إلى كياسة

د.مراد آغا *

[email protected]

كما يقول المثل المصري ظل راجل ولا ظل حيطه وبعيدا عن الزيطه والزمبليطه فان مايميز أكثر الساسه في عالمنا العربي أنهم  رفع عتب أي وجودهم أو عدمه سيان مهما تعددت الظروف والازمان

أي بالمشرمحي هناك من يتم تصويره وتكريره وتدويره على العباد بأنه وحيد عصره والحاكم بأمره فخر الأماجد والمكرمين من مراكش الى فلسطين مرورا بسور الصين محرر المعذبين ومطعم المحرومين ومشرشح الظالمين  ومختار السلاطين الى أبد الآبدين

المهم وخير اللهم اجعلو خير فان جل هؤلاء بالكاد يستطيع أحدهم انشاء وقراءه أو استقراء جمله عربيه بالفصحى بدون أخطاء رافعا للمكسور وناصبا للمجرور ومسابقا  للشحرور في التغريد بلغه فيها من الهشاشه مايدهش الحشاشه وأهل السلطنه والبشاشه لكنها بعيده كل البعد عن لغه من يتم تصويره على أنه الزعيم الأوحد

ناهيك عن أن من يحكم فعلا هم من الحاشيه الواقفه والماشيه مع هؤلاء والتي تمهد لهم الطريق وتحول وبقدره قادر البطريق وقاطع الطريق الى صديق ورفيق

وتحول الأسود أبيضا والأبيض أسودا وتجعل من الغراب حجه في الجمال والاطراب

ويضاف الى الجوقه المذكوره الآلاف من الأتباع  من السباع والضباع ذات الخبره والباع في ترويض الجياع وبناء القصور والقلاع امعانا في التمجيد والتوحيد للزعيم ذو الهمه الحديد مكيع الصناديد

وان تخيلنا أن جل هؤلاء المتربعين والمتصنبعين على رقاب العباد والبلاد في عالمنا العربي يتلقى أوامره وتعليماته من ذوي الهمم من الفرس والروم والعجم فان اجتماع هؤلاء في قمم هي أشبه بالعدم لكن الصوله والجوله وتناطح العمائم والطرابيش والعقالات والعمم ناهيك عن نقر الانوف والكفوف والدفوف وحشر وزجر الألوف في سبيل انجاح تلك القمم ومايرافقها من شحذ للهمم والذمم هو الذي يزيد الزيطه والزمبليطه  

هذا لمن حضر من بدو وحضر من الزعماء العظماء من موريتانيا حتى جزر القمر

أما من لايحضر فان الغايب حجتو معو والله يباركلو وينتعو

أما مجريات تلك القمم وخير اللهم اجعلو خير بدءا من الولائم والعزائم والكافيار والشيش طاووك والشيش كباب وتخمه المتخم وتنعيم المنعم فان اجتماعاتها لاتخلو من الشخير والصفير لأن حاله الملل ومايرافقها من خطابات خلبيه ومخمليه لايفقه حتى من يلقوها محتوياتها ولاحتى مفرداتها ولا حتى طريقه القائها ونترها في وجه الحاضرين من الصابرين والمتلولحين بين نيام وشاردين

أما عند التذكير بأهم القضايا والمحن والبلايا في عالمنا العربي فان علامات الاستفهام والاستعلام والاستبهام المرافقه والتي تستنكر ضمنا قطع سلاسل أفكار الثوار والاحرار من الحاضرين ومتكبدي عناء ومشقه السفر لسماع المسموع في ماوصلنا اليه من خضوع وركوع المرافق لشعارات الدين ممنوع والعتب مرفوع وبلا تفتيق جروح وشرشحه ودموع

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنجعي  فان تحويل القزم الى طويل والنمله الى فيل والمترنح والدخيل الى شامخ وأصيل ومايرافق المهنه من موشحات ومواويل وتحويل وبقدره قادر في مدارسنا السياسيه أهل التعاسه والتياسه من الساسه الى حجج في الحكمه والكياسه لهي وبكسر الهاء من خصائل وعلامات مدارس الأعراب في السياسه والتي جعلت علاء الدين يرفرف ويطير على الحصير  وأخرجت المارد من القمقم بعد  فرك وحك المصباح السحري وأذهلت الأنام وساكني الأرحام من كبير وصغير ومقمط بالسرير

لذلك فان الكم لن يستطيع مع الكيف شيئا وان اجتمع هؤلاء مجتمعين وغاب من غاب وجاء من جاء فان الحاجه لوضع الانسان المناسب في المكان المناسب هي الضاله في عالمنا العربي والذي لايخلو والحمد لله من أهالي العلم والمعرفه والدرايه والذين ان اعطوا فرصهم فان وجه هذا العالم سيتحول قطعا نحو الأفضل بدلا من سياسه الضحك على اللحى واتباع منهجيه تأرجح الساسه بين التياسه و الكياسه  هذا والله أعلم

 وعذرا من كل شريف وأهل لمنصبه في عالمنا العربي الواسع والحبيب.

               

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]