من يهديني البنفسج

همسة صادق

همسة صادق

[email protected]

لطالما تاقت عيونها لثغر البنفسج...في صغرها كانت المُدلَّلة ، تقطفه لها أمّها لتزين به حرير شَعرها،

في الماضي كان لها حضنٌ تنعمُ بدفء حنانه ،تهنأ بطيبِ رؤياه..

طَوت الأيام صحائف الذكريات الليلكية ، تمزّقت سراديب الجُّمان في أكفِّها السرمديّة ..

إنْ حلَّقتَ في عالمها اليوم ، وجدتها سراباً ترتجي السكينة ،إنْ اقتربتَ من أسوارها لسعتكَ شِرار أحزانها ..

لأنها

غارتْ في سجنها ومن خلال قضبان ألمها ، تبحثُ عن البنفسج..بنفسج أمّها التي كانت عندها مُدلَّلة.

كم مرة ، سألتْ جفونها الذابلة ..متى ستكتحلين بألقِ البنفسج؟

كم مرة ، نادتْ شغاف عمرها.. متى ستهديني غمزةً من غمزاتِ البنفسج؟

رداؤها المُندّى بثغر البنفسج ، كان عنواناً لضفاف عالمها ، كان جرس ألحانها حين تغفو عيونُ البنفسج .

اصطفّت البتيلة مع كواكب الجنة تسلك طريقهم لتغترف من مناهل الفردوس شربةً سُكِبتْ في كؤوس البنفسج..

لتحبو نحو رفوفه بين مروجه تشبِكه قلائداً على الخدِّ تتلألأ..

آهِ ، من أحلامٍ لاتقوَى أن تُسرع فتتحقق

آهٍ ، من حسراتٍ لاترضَى أن تُهجرْ فلا تتكرر

أيا بتيلة اصبري

سيأتي اليوم الذي أُهديكِ به

قلباً يتدلّى من وِداجهِ ، عيون البنفسج ....