لا للصمت المهين
فاطمة عبد المقصود
وتمضى المأساة في طريقها تستكمل فصولها وأحداثها كما رسمتها الأيدي المغموسة في الدماء..السيناريو ينفذ بدقة متناهية فلا اعتراض من هنا أو هناك ..الصمت الآثم يمنح الفرصة لإنجاز المهمة تلو الأخرى ..هاهي الجريمة النكراء تمر دون ضجيج أو إثارة فلتتلوها أخرى وليستمر النهج، نهج الدماء المراقة...
آه من شقاء أمتنا حين تصبح وتمسى تقتات الذل وتمضغ العار ، ترتدي ثياب المذلة والصغار فلا تألم ولا تتحرك كأنما هذا هو سبيلها وكأنها ليست أمة الخلود والتسامي ، الأمة التي نيط بها حمل أشرف رسالة في الوجود.
ليس عجبا أن يفعل الصهاينة ما يفعلون ، فالوغد الجبان لا يتجرأ فيفعل شيئا إلا في غيبة الفارس الأصيل ..
ولكن العجب من قوم حسبوا أن مهمتهم هي الجلوس إلى الموائد في أحاديث لا تجدي فتيلا، العجب من أمة نسيت دورها، وهانت عليها نفسها حتى حسبت أنها هكذا خلقت وأن لا عيش يستلذ لها إلا بهذا الهوان المقيت..
العجب أنه كلما زاد تآمر الأعداء كلما ازددنا ركوعا لهم وتقديما للتنازلات ... إن كنا نكره الموت أفلا نحسن الحياة ؟!