حمار الشيخ
المال العام
جميل السلحوت
وحفاظاً على حماري وحرصاً مني عليه من أن يصيبه مكروه ، فإنني سأرفض رفضاً قاطعاً تأجيره لأي مؤسسة رسمية فيما لو عُرض على ذلك، لأنه وكما يقول المثل الشعبي ( ابن الحزينة يعلم أولاد الجيران ) فقد علمتني السيارات ذات اللواحات الحمراء أو المخصصة للمؤسسات الرسمية أو الشخصيات الرسمية الكبيرة ،انها في غالبيتها مثل حمار العرس في موروثنا الشعبي الكل يركبها ،والكل ينقل عليها الماء والحطب سواء كان مخصصاً لهذا العمل أو غير ذلك ، وأنا أرفض أن يكون حماري حمار عرس ، في حين أن السيارات ذات اللوحة الحمراء تقبل بذلك، أو هي على رأي استاذنا الدكتور محمود العطشان مثل فرس حاتم الطائي الذي جاد بلحمها بعد أن لم يجد ما يقدمه لضيوفه ، وهي أيضاً تكون مطية للأغراض الشخصية يقودها الولدان والصبيان ،ولا يأبهون بالحفر والمطبات والجدران ، والسبب بسيط انها مال عام لم نتعود الحفاظ عليه ، ولا يهمنا كيفية الحصول عليه ، وكأننا من أغنى الدول والشعوب ، فسبحان الله الذي لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، غير أن زميلتي اللطيفة لمياء ذات اللسان الطويل والتي لا يعجبها العجب ولا الصيام في شهر رجب ضحكت بملء فيها، عندما علمت بأفكاري ، وقالت ساخرة بأنني لن أجد أي شخصية أو مؤسسة رسمية تقبل استئجار حماري ، لأن ذوي الشأن لا يستطيعون استعمال الهاتف الخلوي الذي تسدد فواتيره من المال العام من على ظهر حمار ! فاستظرفتُ فكرتها وتخيلت أحدهم وهو يستعمل الهاتف الخلوي من على ظهر حمار ، وإن أوصلني خيالي التعيس وأطماعي الأتعس بأن أبني قصوراً في الهواء، وأن أؤجر حماري بشرط أن اكون مرافقاً للمستأجر الذي سيترك هاتفه الخلوي معي في ساعات راحته أو ساعات خلوته لأمور شخصية، فأقوم بالاتصال مع أقربائي وأصدقائي في أرض الشتات ، وبهذا أحصل على نصيبي من المال العام المهدور دون أن يعلم بذلك أحد ، استبعدتُ الفكرة سريعاً عندما جال في خاطري وضع لوحة حمراء على أبي صابر، فمن سيضمن لي بانه لن يتحول الى مال عام ؟
عليّ الطلاق من.....
لا أدري ان كان ميلادي وعيشي في بيئة عشائرية دلالة على حسن الحظ أو سوئه نظراً لكثرة المشاكل والخصومات التي تحتاج الى أيام وليالي وسهرات، وحرق ساعات لحلها أو تعقيدها، لكن الملفت للانتباه حضور بعض الأشخاص لهذه الجلسات والذي يكررون أمام كل جملة يقولونها لازمة لا غنى عنها وهي " عليّ الطلاق " وكأن الزواج والطلاق سلعة رخيصة الثمن تشترى وتلقى على قارعة الطريق، ليدوسها الانسان والحيوان ، والبعض منهم والذي يعتز بذكوريته ورجولته يكرر لازمة ( عليّ الطلاق من مروة " مروءة " الرجال والنسوان ما فيهن خير ) أو ( عليّ الطلاق من شاربي والنسوان ما فيهن خير ) دون أن يعلم أن في النساء مروءة وشهامة وخير أكثر من حضرته ، وأن زوجته المصون لو كانت تعرفه قبل الزواج لما قبلت به زوجاً ،حتى ولو قضت بقية حياتها عانساً ، ودون أن يعلم أو يريد أن يعلم أن شعرات شاربه العظيم تنمو مثلها وبشكل غزير شعرات في الأماكن الحساسة من جسد النساء اللواتي يطلق منهن ، ودون ادراك من حضرته عن الفوارق البيولوجية والخلقية بين الذكورة والأنوثة .
أما محسوبكم فقد قررت أن أقص شاربي كي لا أتساوى مع هذا الصنف من الرجال الذي يُفاخر بشاربه مهيناً زوجته بشكل خاص ، وجنس النساء بشكل عام ، وان كان هذا الصنف وديعاً ومطيعاً للنساء عندما يلتقيهن كطاعة كلب الصيد لصاحبه، وذلك بعد أن رأيت أحدهم يريد فتوى لارجاع زوجته الى ذمته بعد أن رمى عليها الطلاق من شاربه العظيم على مشكلة ليس لزوجته علاقة بها من قريب أو بعيد ، غير عالم أو مستعد لأن يعلم بان الطلاق يقع على زوجته، وليس عليه أو على شاربه .