غزة... تُسقط القناع

غزة... تُسقط القناع

حسن قاطرجي

مليون ونصف من إخواننا وأهلنا في (غزة) يستصرخون ضمائر المسلمين في العالم يومياً منذ أسابيع في مناظر مؤلمة وقاسية للتحرك والضغط على حكومة (أولمرت) الصهيونية لكي يُفَك عنهم الحصار الذي يحرِمُهم الغذاء والماء والأدوية وحتى الكهرباء.

ويتعرض 250 مريض يعانون من الفشل الكلوي من إخوانكم - يا مسلمون - لاحتمال الموت يومياً . ويعاني المرضى في المستشفيات ومنهم الأطفال الرضّع لأقسى ظروف الحياة تئن لهم أمهاتهم وهنّ يرَيْن أبناءهن في عذابٍ وعُسْر في الحياة... وظهرت على شاشات التلفزة ـ وخاصّة فضائية (الأقصى) ـ صرخات الأمهات يستغثن ويرفعن أصواتهن مُدَوّية: أين أنتم يا مسلمون؟ ألا تَرَوْننا؟

وواللهِ الذي لا ربّ غيره لَلْموتُ أهون علينا من حياة الذلّ والعار هذه. لقد أسقطت (غزة) القناع عن المتخاذلين والمتهاونين والعملاء والمتواطئين والمسؤولين اللامبالين وصدق في حق الجميع:

رُبَّ وامعتصماه انطلقتْ

مِلءَ أفـواه الثّكالى اليُتَّمِ

لامستْ أسمـاعهم لكنها

لم تلامس نخوة المعتصمِ

بالله علينا لا تكون ردة فعلنا استنكارات ومواقف شجب وإضاءة شموع أو إطفاء الكهرباء فحسب!! لنعزم على برنامج تغيير عملي جاد،ّ ولنتعلّم درساً قاسياً نرتّب عليه خطوات عملية تدل على وعينا واكتشافنا (الحقيقة) التي أول قوانينها:  }إن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم {، ولنأخذ درساً من مشاركة المسلمة إخوانها في اقتحام أزمات يجبُن عنها بعض الرجال فقد شاركن إخوانهن في برنامج تربوي ـ تغييري استطاع للمرة الأولى تحطيم حدود (سايكس ـ بيكو)، وأثناءها واجب علينا أن نستنفر ألسنتنا وجهودنا وقلوبنا ودموعنا ونَمُد أيدِيَنا بسخاء لنصرة إخواننا وأخواتنا... وحينئذ تكون هذه الخطوات حلقةً متصلة بأَخًواتها لنصل إلى التغيير المنشود لئلا نُلْدَغ مرة جديدة بعد مئات المرات السابقة.