الواجب الملقى على كلِّ مَنْ يدّعي حبّ الحسين

الواجب الملقى على كلِّ مَنْ يدّعي

حبّ الحسين (ع)

يحيى السَّماوي

[email protected]

الآن وقد مرت الذكرى السنوية لاستشهاد إمام الحق والهدى ، الحسين بن عليّ وأهل بيته ـ عليهم الصلاة و السلام ، وصحبه الأخيار ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ على أيدي الفئة الضالة ـ عليها لعنة الله ـ فإن سؤالا بحجم هذه المأساة  وبحجم الضمير الإنساني ، يطرح نفسه علينا جميعا : هل ثمة علاقة بين ما حدث في كربلاء بالأمس البعيد ، وما حدث ـ ويحدث ـ في عراق اليوم من جرائم وحشية ارتكبتها فلول القاعدة ومشايعوها من بعثيين وقتلة أجراء ولصوص ومنافقين ؟ وبشكل أدق : هل ثمة فروق جوهرية بين يزيد  وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد والشمر وحرملة ، وبين أسامة بن لادن والظواهري والزرقاوي وأبو عمر البغدادي  ومشايعيهم ممن أوغلوا في جرائمهم بحق الشعب العراقي ؟

المنطق يقود الى نتيجة واحدة : لا فرق بين الإثنين ، ما دام أنهما يتماثلان في الإفتراء على الدين الإسلامي ، ويستبيحان النفس التي حَرّم الله قتلها بدون وجه حق .... فليس من فرق بين سيف " الشمر " وبين سكين " الزرقاوي " ما دام أن الأداتين تستهدفان رقابا بريئة ... وليس من فرق بين نابش قبر " عبد الله الرضيع " ومفجّري مرقدي الإمامين  في سامراء ... ولا ثمة  فرق ٍ بين مضرمي النيران بخيام  " سكينة وزينب " عليهما السلام ، ومضرمي النيران بالبيوت الآمنة في مدينة طوزخورماتو ... فكما تتماثل الفضيلة مع مكارم الأخلاق ، فالجريمة تتماثل هي الأخرى مع الخطيئة ...

وإذا كان حبُّ المال والمنصب ، هو الدافع الحقيقي الذي حمل الشمر وابن زياد ـ مثلا ـ على ارتكاب جرائمهم  بحقّ سبط رسول الله وأهله وأصحابه ، فإنّ سارقي مال الشعب العراقي وهادري ثرواته (وما أكثرهم الان باعتراف لجنة النزاهة ) هم بالضرورة ، صورٌ أخرى من صور الشمر وابن زياد ..

الان وقد مرت الذكرى السنوية لفاجعة كربلاء ، فإن الحبَّ الحسيني ، يوجب على كلّ مَنْ يدَّعيه ، المجاهدة ضدّ أحفاد الشمر وحرملة وابن زياد من تكفيريين وقتلة مستأجرين ومن لصوص .... فالحبُّ الحسيني ليس مجرد شعائر موسمية ، تظهر  في فصل وتختفي في فصل آخر ...

الحسين فعلٌ وليس شعارا ... هو الدهر كله ، وليس موسما ... هو العطاء اللامحدود وليس الأخذ والإستحواذ ... هو الشمس البشرية التي آذن الله لها بالشروق الأبدي ما بقي الحق والهدى واليقين ... وهو المفرد الذي لا يعدله جمع الجموع ..

الحسين هو الرفض القاطع لكلّ ما هو مخلٌّ بكرامة الإنسان .. هو  الرفض للوصاية الخارجية ... هو الرفض للإستكبار والتجبّر والإحتلال ... وهو حرب المعروف على المنكر ...

صحيح إنّ الحسين عليه الصلاة والسلام  واحد لا يتكرر ... لكنّ الصحيح أيضا ، هو ،انّ  يزيد وابن زياد والشمر وحرملة  سُـلالة ٌ وليسوا أفرادا  .... فكل مفجّرُ مقهى وبيت ٍ آمن هو ابن زياد ... وكلّ ذابح نفس بريئة هو شمرٌ ... وكل لص ومختلس هو حرملة ... وكل مَنْ يصدر فتوى بالقتل الطائفي هو يزيد.