أس أم أس
ليلى زيرق
[email protected]
في
زمن اختلف فيه الأنام حول الحق والباطل وتشابه فيه المتعلم والجاهل واختلط نسب
الحرام بالحلال كنت انتظر أس أم أس.
في
عصر مشبع بالتفاهة ومحشوٍ
بالابتذال ومزين بالمزايدات والخلاف بين الناس
مازلت انتظر أس أم أس
بين
الليل والنهار والأعياد واللقاءات مازلت كما أنا على قيد الانتظار لأس آم أس
~ ~
~ ~ ~ ~
إن
هذه البدعة الجديدة اختزلت المشاعر من الحب إلي الخوف ووصل الأرحام في بعض الكلمات
الصغيرة فارغة من الروح..
جاءت الأم خائفة مرتبكة للأب الذي يعتزم أن ينام شخيرا اسأل عن ابك لقد تأخر وقيل
أيضا انه نديم لبعض الأشخاص الذين يدخنون ،هز بكتفيه وقال لا تقلقي سأرسل له أس أم
أس لأعرف هل يدخن أم لا؟؟
..بعد أن خرجت أختها من غرفة العمليات أرسلت لها أس أم أس لتطمئن عليها وعلى
المولود
بعث
برسالة قصيرة معزيا اعز أصدقائه في وفاة والده،معللا عدم حضوره لانشغاله
المتواصل،ومبديا فرحة عارمة لأن الله منَ علينا بهذه الوسيلة التي تصل بغياب
صاحبها !!
كل
عام وانتم بخير أرسلتها عشر مرات ولم ترسل يا الهي إن الشبكة تحت ضغط غير طبيعي
اليوم لا الرسالة تصل ولا الهاتف يلتقط الاتصال ...آآآه لقد نسيت إن اليوم عيد
والجميع يهنئ بعض بهذه المناسبة التي نتذكر فيها أن هناك أناس غيرنا في هذه الحياة
لذلك نرسل لهم ا س أم أس.
بتلقيه هذه الرسالة المفعمة بالمشاعر الطيبة،حيث القلب كان ينبض وحيدا،أُعجب بالرقم
وطلبه من جديد ليتزوج هذه الفتاة بعد حين,,,ولم تتفق أجهزة استقبال الطرف الأول
للطرف الجديد وأرسل لها أس آم أس طلقها فيها ليبحث عن رقم ضال أخر ورسائل أخرى
شكرا لك أيها أس أم أس رغم انك رسالة قصيرة إلا انك تُوهم الأغبياء أنهم سيلجون
الجنة من أوسع أبوابها لأنهم وصلوا أرحامهم وعزوا المفقود له وأكملوا نصف دينهم
وأتموا واجباتهم على أكمل وجه..هل هو الأسى أم اليأس؟