في لحظة الوداع
هايل عبد المولى طشطوش
أزفت ساعة الرحيل ودقت أجراسها معلنه بدء رحلة العذاب والآم وكان لا بد يا وطني من الرحيل !! إنها رحلة الأشواق والأحزان كان أول خيوطها خطواتي التي حطت على أعتاب مركب الأسفار .... عند هذة اللحظة انتابتني أشواق تخالطها الدموع الحرى والآهات المجروحة ...ولكن لا بد من الفراق يا وطني ...
أيها التراب الطهور الذي فوق جباته درجت أولى خطوات صباي الأول ،وفوق ذراة الباسقات ترعرع فكري ونما عقلي ،وبين حوارية الضيقة كان ملعب طفولتي ،وفي أحضان الأمهات الدافئة كانت رحله الحياة ،.... إنها صور كثيرة تخالج نفسي وتخالط فكري عند لحظه الوداع ... إنها لحظات الوداع التي أخاف أن تكون رحله اللاعودة إلى هذا الثرى الطيب ..إلى تلك القرية الوادعة التي أودعتها أسراري وأخباري ....،!!؟؟
لوحت الأيادي معلنة بدء رحله الفراق وما هي إلا ساعات يا وطني حتى صرت عن ثراك بعيد وعن سماءك غريب ،وفي بلاد الغربة يا وطني رغم أن الصور جميله والمناظر آسرة وآخاذة لكنها في نظري سوداء قاتمة لا أرى فيها سوى صورة أطفالي وهم يلوحون بالوداع ولا أرى فيها إلا صورة الأهل الطيبين ولا اشتم فيها إلا رائحة الدحنون الأصيل في مرابعك الفسيحة الرحبة ...
من هنا يا وطني ابعث لك بأشواق يعجز عن وصفها الشاعر المفتون وتعجز عن رسم تفاصيلها ريشة فنان مبدع ...إنها أشواق من عاشق ملتاع في هواك ... إليك يا وطني من عاشق متفتت الأكباد كلمات مكتوبة بمداد الروح وعصارة الجسد إليك محبتي إليك أشواقي إليك أحزاني إليك يا وطني ..!