همسات صرخة دون تصريح
مناصر سهيل
الوطن هو مأوى كل شعب يؤمن بوطنه وما الحنين إلا رسالة مغترب, إنها الكلمات العطرة التي أحست بها الزهرة فكان الإحساس سيد, لتبدع الكلام في ذاك المغترب الذي لا يهون أبدا قول كلمة حبيبي وطني, فيشعر وقلبه بفراق الأهل وفي نفس الوقت يكاد يبدع
كلمات الحنان وغن كان جاهلا في بحر الجاهلة غارق, فإنه يشاهد عالم الغرباء بعين وطنه فيشهد أمانة وطنه ويسمح لنفسه شهادة حبيبي وطني, فبعينه يشاهد ذاك آخر مغترب في البلد الذي هو مغترب فيه, فيسال ذاته تارة فتارة أخرى يلوم ذاته فالأولى ما فاعل هذا سعيد بوطن الغرباء غني, وتارة أيكون مغترب بشرفه أما أنا هارب من وطني, فيسمح لنفسه أن يقول حبيبي وطني.
ولكن الوطن واحد هو المأوى ونحن من نأويه وطننا, فقير, غني, نامي, هو وطننا مهما تجلت عنه بلدان الغرب.
وطني, وطني. وطني حبيبي غدرني الزمان أن تركت السبيل للعدو, كذا يتمتم المغترب حين يدرك أن وطنه لا يبنى بسواه ويرى وطنه يتدنى من مستواه فيقول يا ويحاه يا
ويحاه هجرت وطني بلا وثائق ولا هويتي فها أنا في سجون الأوطان حبيس يا ويحاه يا ويحاه.
حين يسمعها ذاك المتنعم طعم الغربة في بلاد الغرباء يقول أحقا أني جزء من وطني إن هجته وكأن هجرتي هجرة عشرة من أمثالي. فبعقله يفكر فيقول أنا وطني ووطني أنا فيتوجه إلى الخطوط الجوية ومن بعدها إلى وطني الحبيب..
فيحس حين يصل أرض الوطن إحساسا حميما فلا يهون على نفسه أن يتجلى أمام ارض الوطن فيعانق الأهل فيذوق مطلوع الحاجة, أو كسكسى الماما, أو بقلاوة الجدة..
فيرسل حنينه إلى كل المغتربين, فيسعد وأهله ووطنه فيبادر كتابة كلمات الحنان الوطني
أو تأليف أعاجم صيحات الحراق.
فتبقى ذكريات صيحات ذاك الذي يحن لوطنه الذي ترك هويته وراءه في عقل المغترب الذي عاد للوطن فيبدع الإرشاد لشباب وطنه ويكاد يفجر قدرات إمكانيات وطنه فيدرك فعاليته فيدرك جزئيته الوطنية فيحاول مسح الحراقة من المعجم, فبلا تصريح ولا خفاء يصيح حبيبي وطني..