حِكََمٌ جادَ بها الخاطِر
الجزء الثاني
عبد المنعم مصطفى حليمة
"أبو بصير الطرطوسي"
بسم الله الرحمن الرحيم
* مَن امتَهَنَ شيئاً تَطبَّع بطباعِه، وتخلَّق بصِفاتِه.
* شِدّةٌ يُمازجها لِينٌ أقوى على التحمل ومواجهة الضربات من شِدَّةٍ من غير لين، أو لينٍ من غير شِدَّةٍ.
* لو يعلمُ البخيلُ ماذا يخسر ببخله، لكان من أجودِ النَّاس.
* لا تُفرِغ شحناتِ طاقتِك بكثرة اللعنِ والشَّتم، حتى إذا جاء وقتُ العملِ والجِدِّ فقدتَ القدرةَ على الحركة والنهوض.
* اللجوء إلى الشَّتم واللعن سلاحُ المفلس الضعيف .. والقوي صاحبُ الحجّة لا يفعل شيئاً من ذلك.
* أن تُسْدِي رغيفاً لفقيرٍ خير من أن تبكي عليه.
* قافلةُ الحقِّ تسير، وكلابُ الباطلِ تنبح.
* مَن صمتَ في موضِعٍ يتعيَّنُ فيه البيان كان كشيطان أخرس، ومن نطَق في موضعٍ يتعين فيه الصمْتُ كان كشيطانٍ ناطِق.
* أسوأ ما في العالِم أن يجعل رِزْقَه رهينة طاعة الحكام.
* من جعل قوتَ يومه رهينة طاعة المخلوق، دخل في عبوديته.
* من معاني حفظ الله لدينه، أن لا تتواطَأ أمة الإسلام على كتمان علم، ولا على ضلالة.
* لو لم يكن الإسلام دين الله، لاندثَرت معالمه وتعاليمه منذ زمنٍ بعيد، من كِثرة الكلاب التي تكالبت عليه، ولا تزال.
* أزهدُ الناس بعلم العالم أهلُه .. وأزهدُ الأهل بعلم العالم زوجته .. وعوام الناس يقولون: مُطرِب الحي لا يُطرِب.
* لا تزالُ في منجاةٍ من أمرِك ـ مهيوب الجانب ـ ما دمتَ صامِتاً .. فإذا تكلمتَ أعرَبت عن نفسِك ومستواك للآخرين .. فاجتهد أن لا تقل إلا خيراً.
* إذا ترخّص العلماء لأنفسهم بالتقية .. اندثر العلم، وخفيَت معالمه عن الناس.
* صَمتُ العالمِ .. دعوة للجاهل بأن يتكلّم.
* أبواب الخير .. فُرَص .. اغتنمها قبل أن تُغْلَق، فتندَم، ولاتَ حين مَنْدَم.
* لولدِك طاقة هائلة؛ إن لم تساعده على تفريغها فيما ينفع، فسيُفْرِغها فيما يضر .. ومن مساعدتك له أن لا تجعله يعيش ساعة فراغ.
* فعلُ الحسنات يحتاج إلى ذكاء وتخطيط .. فليس الذي يعمل حسنة ينتهي مفعولها وأثرها بعد ساعة أو يوم، كالذي يفعل حسنة ينتهي مفعولها وأثرها بعد عام أو مائة عام .. وليست الحسنة التي تشمل نفراً أو بضعة أنفارٍ، كالحسنة التي تشمل مئات أو آلاف الناس.
* مجاورة العالِم لك، حِجةٌ لكَ أو عليك.
* كلمةُ حقٍّ يُرادُ بها باطل، أشد ضرراً من كلمة باطل يُرادُ بها باطل.
* للشيطان مذهبان يزينهما للناس، ويرتضيهما لمن يصعب عليه أطره إلى الكفر .. فمن لم يُفلح معه من جهة مذهب جاءه من جهة المذهب الآخر، وهما: الغلو والجفاء .. الإفراط والتفريط .. وما أكثر الذين يستجيبون له.
* من تلبيسِ إبليس أن تنشغل بالمندوب على حساب الواجب، وبالمهم على حساب الأهم .. وبالمتشابه على حساب المحكم .. وتقدم البعيد على حساب حقوق القريب .. فتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .. ثم تحسب أنك ممن يُحسنون صنعاً .. حينئذٍ توقع أن يكون الشيطان قد اتخذك خليلاً.
* إن كنت باكياً فابكِ على كل دقيقة تَمرُّ من حياتك من دون أن تسجل لنفسك فيها حسنة.
* لا تنشغل بعيوب الناس عن عيوبك .. ولا بإصلاحهم عن إصلاح نفسك .. فترى القَذاةَ في أعينهم وتنسى الجذع في عينك .. فيكون مثلك ـ حينئذٍ ـ كالشمعة التي تُضيء للناس وتحرق نفسها .. وتدخل في زمرة المعنيين من قوله تعالى:) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (.
* من شهادة الزور أن يتشبَّعَ المرءُ بما لم يُعطَ، وما ليس فيه.
* أسوأ القضاة من يذهب ليُقاضي ويُحاكم التاريخ .. ويتطوع من تلقاء نفسه للقضاء بين عظماء التاريخ .. بينما واقعه المعاصر ـ رغبةً أو رهبةً ـ لا يقول فيه رأياً ولا حكماً.
* عمَلُك هو نَسَبُك وعشَيرتُك وقبيلتُك .. ومن لم ينفعه نسَبُ العمل .. لا ينفعه نَسَبٌ آخر .. وقل لي ما هو عملك. أقُل لك: ما هو نسَبُك .. وما هي قبيلتُك وعشيرتك.
* أفضَل ما يُكسَى به المرء ثوبي الرفق والتواضع .. فما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه، ولا نُزِع من شيءٍ إلا شَانَه، وإن الله تعالى رفيقٌ، يُحبُّ الرفقَ، ويُجازي ويُعطي عليه ما لا يُجازي ويُعطي على العنف والشدة.
* إن كنت قادراً على ظلم الناس .. وحملتك نفسك الأمَّارة بالسوء على ظلمهم .. فتذكّر أن الله تعالى أقدر عليك من قدرتك على الناس، وأنه مع المظلوم عليك.
* إذا أردتَ أن تعرفَ هل أنت من أهل الجنَّة أم لا .. فاسأل جارك .. وانظر لنفسك أين أنت منه.
* لا تزالُ بخيرٍ ما لم تُصِب دمَاً حراماً .. وما لم تغتَبِط لسَفْكِ الدَّمِ الحرام.
* كما لا ترضى أن تكون حقلاً لتجارب صلاحية الأطعمة، والأدوية، لا ترض أن تكون حقلاً لتجارب الأفكار والقوانين الوضعيّة.
* الحرُّ من يأنَف عبادة المخلوق، أيَّاً كان هذا المخلوق .. أما مَن يدخل في عبادة المخلوق ـ ولو بوجه من الوجوه ـ لا يعرف معنى، ولا طعمَ الحريَّة، مهما تشدَّق وتشَبَّع بها.
* المؤمنُ جنَّتُه في قلبه، تطوفُ معه حيثما طافَ وحلّ وأقامَ، لا سُلطان لعدوّه على انتزاعها منه.
* الإنسانُ الذي يفقد الإيمان، يفقد الغاية من وجوده .. وتُصبح البهائم والدواب أفقه منه.
* مِن أصدق ما قرأت، كلمات ذاك البطل المجاهد: نحن إثنان؛ أنا وكلماتي، ولكي يحيى أحدنا ينبغي للآخر أن يموت .. فالحياةُ لا تَتّسع لكلانا .. وأحب أن أموت أنا لتحيى كلماتي .. فكان له ما أراد، رحمه الله.
* احذَر من تزكية أهل الأهواء والبدع لك .. فإنهم يفعلون ذلك من أجل أن تزكيهم.
* الكريمُ الذي يُحسِن تفسير تواضع الناس له، فيُكرمهم .. واللئيم الذي يُسيء تفسير تواضع الناس له، فيهينهم.
* ليس المتكبر الغني الذي يلبس جميلاً وجديداً ـ ثم يحمد الله ـ إنما المتكبر الذي يحتقرُ الخلقَ، ويردُّ الحقَّ.
* ما تحصل عليه بالرفق، وحسن الخلُق .. لا يمكن أن تحصل عليه بالفجور، وسوء الخلُق.
* من أدمنَ الكذِب، وعُرِف بشدّة الكذب .. لا يلوم الناسَ لو كذَّبوه فيما قد صدق فيه.
* من إهانتك للعلم .. أن تضعه عند غير أهلِه .. وأن تبذله لمن يُدبر عنه.
* مَن عاشَ لنفسه، ينتهي ذكره، ويندثر أثره بموته .. ومن عاش للناس، يبقى ذكره بعد موته ما بقي الناس، وعلى قدر ما عاش وقدّم لهم.
* إيَّاك أن تأكلَ أو تلبسَ بأخيك المسلم؛ فتخونه وتبيعه للعدو بثمنٍ بخس .. لئن تموت جوعاً خير لك من أن تفعل ذلك.
* الظلم أنواع ودرجات .. أعظمه، وأشده ضرراً على صاحبه، الشِّرك ) إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (. ) إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً (.
* المنكَرُ ـ أيَّاً كان صاحبه، ومن أي طريق جاء ـ يُنكَر .. وليس من إنكار المنكر، إنكاره بما هو أنكَر منه .. فمن أنكر المنكر بما هو أنكَر منه، وقع في المنكر.
* تواطؤ الناسِ على إغراق المجتمع بالمنكَرات من غير مُنْكِر .. كمن يتواطأ على خرقِ السفينة وإغراقها في البحر من غير منْكِر.
* من توسّع في نقل الشَّتائم .. فهو شاتم.
* لا تُشاركوا في الشّتم؛ بنقل ونشر شتائم مغمور ـ يبحث عن الشهرة بأقصر وأحقر طريق ـ لا يُؤبَه له.
* العقوبة من جِنس العمل .. وكما تَدِينُ تُدان .. وأنت وما تزرع؛ فإن زرعت خيراً حصدت خيراً، وإن زرعتَ شراً حصدتَ شراً .. وإن كنت لائماً ـ وقت الحصاد ـ فلا تلومَنّ إلا نفسَك على ما فرطت .. ) يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى . يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (. ) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (.
* المؤمن أمره كله خير؛ إن عاشَ عاشَ حميداً، وإن ماتَ ماتَ شهيداً، جهاده عبادة، وهجرته سياحة، وسجنه خلوة، إن أصابته سرَّاء شكَر، وإن أصابته ضراء صبر .. وهو يتقلّب بين أجرين: أجر الشكر، وأجر الصبر .. ثم إن قضى نحبه، انقلب ـ بإذن ربه ـ مسروراً، إلى جنة عرضها السماوات والأرض.
* المجاهد في سبيل الله كيفما آل أمره فهو منتصر .. فإن ظفر بالعدو فهو منتصر، واغتبط لهذا الانتصار .. وإن ظفر بالشهادة فهو منتصر، واغتبط لهذا الانتصار .. فهو يتقلب من نصر إلى نصر، وهذا ما يغيظ العدو منه.
* إذا سار المرء في طريق الغدر، فقد جعل لعدوه عليه سلطاناً.
* الإسلام ميدانه الأرض كلها .. وهدفه الناس كلهم .. لأنه دين الله .. فلا يقبل من أتباعه أن يحصروه في أرض دون أرض .. أو يُقصِرُوه على قومٍ دون قوم.
* الإسلامُ قيمة عظمى .. لا ينتصرُ أحد به إلا إذا ارتفع إلى مستواه.
* لا يُحسن تمثيل الإسلام من لا يرقى إلى عزته وقوته.
* كم من ذليلٍ أراد أن يُذلّ الإسلامَ معه .. فذلَّ وسقَط .. وبقي الإسلامُ عزيزاً.
* للعلم أصل، وفرع، وسياج .. لا يكتمل إلا بها معاً: فأصله التوحيد، وفرعه الفقه، وسياجه الأدَب.
* العلم قبل العمل .. ومن يفعل العكس، فقد ظلَم.
* الجهلُ المركّب أن يرى الجاهلُ جهلَه علماً .. فهذا مشكل، يَستعصي على أهل العلم دواؤه.
* من الخطباء ـ الذين يستشرفون المنابر ـ مَن لو لم يتكلم في خطبته مطلقاً .. لكان أبلغَ وأنفعَ مما لو تكلم وتفوَّه!
* ليس الزهدُ بأن تلبس عتيقاً، أو تأكلَ قديداً .. وإنما الزهد أن تجعل الدنيا في يدك، من دون أن يتسرب شيء منها إلى قلبك .. وما أقل الذين يقدرون على ذلك.
* لا ينبغي، أن يستوي في العِزَّة والقِسمة .. مَن يوقّع عن ربَّ العالمين، ومن يوقّع عن الطاغوت.
* من أكبر الأخطاء التي وقَعَ فيها بعض العاملين من أجل الإسلام .. أنهم جعلوا الإسلام كأي حزب من الأحزاب الجاهلية الوضعيَّة .. يتساوون في القِسْمة، وفي الحقوق والواجبات!
* مَن يُساوي بين الإسلام وبين الأحزاب الوضعيّة في القِسمة، والحقوق والواجبات .. كمن يُساوي بين رب الإسلام، وأرباب تلك الأحزاب الوضعيَّة .. وهؤلاء ممن يقولون يوم القيامة:) تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ . إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (.
* إذا فقدَ المؤمنُ العِزّةَ .. عليه أن يُراجع إيمانه، لأن الله تعالى يقول:) وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (.
* إذا كنت لا تستطيع أن تنصر الحقَّ في يومِك .. فلا تتنازَل عنه .. قد تستطيع نصره في غَدِك، أو قد يسخِّر الله له من ينصره، غيرك.
* ليس المهم أن تنتصر .. وإنما المهم أن تحافظ على الانتصار .. وأن تُحسِن استثمار الانتصار في تحقيق انتصار آخر.
* ليكن همُّك نصرةَ الحقِّ .. ولو جاء ذلك عن طريق غيرك.
* مَن رأيتموه يزعم المحبة من غير طاعةٍ ولا متابعةٍ .. فاعلموا أنه دَجَّال.
* على قدر المتابعة تكون المحبة، وعلى قدر المحبة تكون المتابعة .. فكل منهما لازم وملزوم للآخر، وعلامة عليه، يزيد بزيادة الآخر، ويضعف بضعف الآخر.
* حدِّثوا الناس بحسب ما يحتاجون ـ لا بحسب ما يشتهون ويريدون ـ فمن كان يميل إلى الإرجاء والترخّص حُدِّث بنصوص الوعيد والترهيب، وفقه الأخذ بالعزيمة .. ومن كان يميل إلى الغلو والتشدد حُدِّثَ بنصوص الوعد، والترغيب والتشويق، وفقه الأخذ بالرخص عند الضرورات .. ومن كان يميل إلى القنوط واليأس والخوف، حُدّث بالنصوص الدالة على سعة رحمة الله تعالى وعفوه، وغفرانه لعباده المذنبين .. ومن كان يميل إلى الإفراط في الأمن والرجاء .. حُدِّث بالنصوص الدالة على عِظَم عذاب الله تعالى، وشِدّة انتقامه من العصاة والمجرمين .. فيعتدل حالهم إلى التوسط بإذن الله.
* من سنن الله تعالى الماضية في خلقه أن جعل للحقِّ أنصاراً وأعواناً .. وللباطل أنصاراً وأعواناً .. وهما في تدافع ما بقيت السماوات والأرض .. فانظر لنفسك من أي الفريقين أنت.
* مهما أزالوا المآذنَ أو دمَّروها .. سيبقى نداء " الله أكبر " هو النداء الخالد إلى يوم القيامة .. رغماً عن أنوفهم.
* العالمُ الجاهل؛ هو العالم الذي يجحد ما يدله عليه علمه .. مثاله الملحدون من علماء الطبيعة، والفضاء.
* من كمال أسماء الله الحسنى، وعظمة صفاته العليا .. أنه تعالى لا يحتاج إلى أن يعرفنا على نفسه مُكافَحَةً ـ كما يُطالب بذلك الملحدون ـ وإنما يعرّفنا عليه من خلال الآيات السمعية، والكونيّة، والنفسيّة الدالة عليه، وما أكثرها.
* لا تسخَط جهنَّم .. فهي تُمَثِّلُ نصفَ العدل .. والجنَّةُ تُمثلُ النصفَ الآخر منه.
* غالِبُ الأشياء التي تحصل في العالَم الآخر، لك في دنياك مثال مصغّر عنها، ليذكرك بمثيله الأخروي .. وهذا من تمام قيام الحجة عليك.
* من سنن الله تعالى في خلقه، أن لا يرفع شيئاً إلا وضَعَه .. فمن علمَ ذلك رضي وسَلَّم .. واستراح وأراح.
* الدول كالأفراد .. تمر بمرحلة نشوء ونمو، ثم قوة وازدهار، ثم ضعف وشيخوخة، ثم موت وزوال .. وهكذا حال الأفراد .. بل هكذا حال الأشياء كلها .. ) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (.
* أكثر ما يُعجِّل زوال الدول، الظلم .. وأكثر ما يُطيل من أجلها، العدل.
* الذي لا يحترم تاريخه .. كورقة سقطت عن شجرة .. لا أصل لها.
* تاريخ المسلم ـ أي مسلم في العالم ـ وثقافته .. وحضارته .. ضاربة الجذور في أعماق التاريخ .. متماسكة الحلقات .. إلى أن تنتهي إلى عهد آدم عليه السلام.
* لو بقيت الدنيا لغيرك لما وصلت إليك .. وكما تركوها لغيرهم، فسوف تتركها لغيرك .. وما كنت تاركه، وكان تاركك غير آسف عليك .. فلا تأسف عليه .. ولا تسمح له أن يصرفك عما هو آتٍ وملازم لك أبد الآبدين.
* مهما تعاظم ملكك وتكاثر .. فلن تأخذ منه لقبرك أكثر مما يعادل ثمن قطعة قماش تلتفّ بها .. وهذا حري بك أن تتواضع، وأن لا تطغَ.
* المال ديناران؛ دينارٌ تنفقه، ودينار تدّخره، خيرهما الذي تنفِقه.
* أنفِق في سبيلِ الله ولا تخش من ذي العرشِ إقلالاً .. كم من مالٍ تدخره لورثتك .. يعصون الله فيه بعد موتك.
* لا تُوكِ، فيُوكَى عليك، ولا تَدَّخِر فيُدَّخَر عليك، ولا تُمسِك فيُمسَك عنك، ولا تَمنَع فيُمنَع عنك .. فأنت تُرزَق بغيرك .. وعلى قدر ما تُنفِق على غيرك.
* أنت في هذه الدنيا مجرّد أجير مستخدَم ـ لا حرية لك في نفسك ولا مالِك ـ والله تعالى ناظرٌ إليك ماذا ستفعل فيما استخدمك فيه، واستأمنك عليه، ] وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ [.
* الحرية كلمة جميلة لو وضِعت في موضعها الصحيح .. ولَم يُرَد بها إحقاق باطل، أو إبطال حق.
* في كثير من الأحيان يُطلِقون كلمة الحرية؛ ويعنون بها العبودية، وتعبيد العبيد للعبيد .. وعلى طلاب الحرية أن يتنبهوا إلى ذلك.
* الحرية الحقَّةُ؛ تكمن في خروج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. ومتى كان الأمر على خلاف ذلك، وعكسه .. فهي حينئذٍ تكون عبوديةً وليسَت حريَّةً.
* من نشَدَ الحرية عن طريق التحرر من قيود قيم الإيمان، والحق، والخير .. فهو عبد ذليل لأهوائه، وشهواته، وغرائزه، وشيطانه .. مهما خُيّل إليه بأنه حر .. وهو مثله في كتاب الله، قوله تعالى:) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ( . ) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ( . ) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ (.
* مَن نشَدَ حريةً أكثر مما قد أذِن الله به ـ وما أذن الله به كافٍ وزيادة ـ فقد أضرَّ نفسَه، وغيرَه.