كل عام وأنتم في حب
سعيدة الحكيمي / المغرب
يحتفل المحبون عبر العالم في 14 فبراير من كل سنة بعيد الحب أوكما يعرفه البعض'' بسان فلتان'' و لا أدري لماذا ننتظر نحن كعرب مسلمون حتى يأتي هذا اليوم كي نحب ؟ سؤال لطالما حيرني فلماذا نحتفل بعيد الحب في هذا اليوم بالذات ؟ مع أن أيام وشهور السنة كثيرة لكن ما حيرني حقا أنني هذه الأيام أمر قرب المحلات التجارية فلا أجد سوى الألوان الحمراء والقلوب الجميلة وكذلك محلات بيع الشكلاطة والورود الحمراء التي تنتعش استعدادا لإستقبال هذه المناسبة هذا يعني أننا ، ننتظر حقا حتى يأتي هذا اليوم ليصالحنا مع ذواتنا ومع الأخرين ؟ أظن أنه بدلا من الاحتفال بعيد الحب يجب علينا أن نقوم بتكريم اللون الأحمر الذي ينتعش خلال هذه المناسبة . فرسائل الحب حمراء ، والورود الحمراء .......، حتى الفتيات يتألقن خلال هذه اليوم بلباسهن الأحمر استعدادا لقضاء أوقات ممتعة في أحضان كلمات الغزل .
أتذكر قبل كتابتي لهذه المقالة كنت أتحدث لأحد الأصدقا ء حيث قال لي نحن لا نتردد في الإفصاح عن كرهنا لبعضنا البعض وتبادل الشتائم حين نصاب بنوبة غضب اتجاه الأخر لكن كلمة " الحب" التي خلقنا الإسلام على أساسها وأوصانى بها نخجل منها أو الإفصاح لبعضنا البعض عن مشاعرنا النبيلة .فعلا قد كان صديقي محقا .
والحقيقة أن الأساطير تختلف بخصوص عيد الحب أوعيد القديس فالنتان حيث تقول إحدى الروايات أن هذا القديس كان قد تخلى عن الديانة الوثنية حيث كانت سائدة عند الحضارة الرومانية في تلك الفترة وقد اعتنق الديانة النصرانية ولما علم الإمبراطور بما قام به ، أصدر أمره بإعدامه وبعد مرور الوقت اعتنقوا الديانة النصرانية فندموا على ما قاموا به ، ومنذ ذلك الحين وهم يحتفلون بهذا القسيس" فالنتان " إلى يومنا هذا إذ أصبح تقليدا سنويا .لكن اذاكان الأجانب يعترفون بالحب فلماذا نعيش هذه الأزمة العالمية ، وهذه الحروب التي لم تنتهي ولا أظن أنها ستنتهي يوما ما . ألا تظنون أننا نعيش في زمن المتناقضات في زمن اللآحب والواقع أن مجتمعنا المغربي يريد تقليد الأسر الأجنبية فلا زلت أذكر إحدى الزوجات حين إستعدت لهذه المناسبة فأعدت عشاء متميزا لزوجها ، وبمجرد دخوله الى منزله أحس بنوع من الهدوء والسكينة وحين اقتربت هذه الزوجة المسكينة من زوجها لكي تغازله أجابها بصوته الخشن : "واش شرفتي واهترتي حنا راه كبرنا على هذشي ياكما حمقوك المسلسلات التركية....."
فعلا ، لقد أشفقت حقا على هذه الزوجة ، ولا أظن أنها وحدها من تعاني بل هذا هو حال أغلب النساء المغربيات .فالحياة كلها مفاجأت ومتاعب وأفراح وأحزان ، والحياة بصدفها والمشاكل التي من الممكن أن تعترض سبيلنا لذا فلابد لكل واحد منا ان يخلق لنفسه جوا من الرومنسية والمتعة نعم عزيزي القارئ المتعة الحقيقة .
فلا تدع عزيزي الرجل، عزيزتي المرأة ،آنستي المحترمة ،عزيزي الشاب المحترم، فرصة الحب تفوتك دون أن تفصح للأخر عما يخالجك من مشاعر نبيلة، ولا ترفض فرصة الحب التي لاتأتي دوما ، فنحن في زمن المتناقضات .