مرحباً بكَ بين المحَاصَرين!!!

هنادي نصر الله

[email protected]

هل أنهكنا الحصار كما يقولون؟هل أتعبنا كما يزعمون؟هل متنا جوعًا هل لاقينا حتفنا عطشًا؟هل ضقنا ذرعًا ولم نعد نحتمل الحياة بدون كهرباء وماء وتلفاز؟!ّ

هل نحن كذلك سئمنا وضجرنا؟!...

يصيحُ الصبيةُ الصغار في بلدي وبأعلى أصواتهم ينشدون"لن نيأس لن نستكين،مرحبًا بكَ رمضان في أرض فلسطين وسط المحاصرين والأيتام والثكالى والمحتاجين..مرحبًا بكَ ضيفًا عزيزً كريمًا ...مرحبًا بك تضمد عنا جراح السنين وتبعد عنا لؤم المتآمرين وظلم الخائنين...مرحبًا بكَ رمضان تبعثُ فينا الحنين للقيام والصيام والركوع والتهجد ..مرحبًا بكَ تعطينا دافعًا للتنافس في تلاوة القرآن والتوحد في صلاة التراويح..مرحبًا بكَ؛لتعيد لُحمتنا وتحمينا من فرقتنا رغم أنف الكافرين المهاجرين بالمعصية الشاربين للخمرِ والميسرِ غير مبالين بمشاعر الصائمين..!

مرحبًا بكَ لا تبالي كيد الكائدين المجتمعين ليل نهار مع أعدائنا من بني صهيون؛ليحيكوا ضدنا المصائب والهموم...

مرحبًا بكَ رمضان وإن كنتَ تزورنا هذا العام وعائلات شهدائنا في ازدياد بعد أن سقطوا على يدِ المحتل الجبان وحفيد دايتون وعميله في غزة قبل عملية الحسم العسكري التي نفذتها حماس والتي طهرت فيها القطاع من رجس الزناة الخونة الأنذال...

مرحبًا بكَ رمضان وإن كنتَ ستشعلُ في أول أيامكَ لهيب الذكريات لأيتامٍ فقدوا آباءهم ولن يجتمعوا معهم على مائدة الإفطار،قد يذرفون دمعاتهم البريئة؛فتختلط لقمة إفطارهم بدموع اليتم والحرمان!

مرحبًا بكَ رمضان وإن كنتُ أحلم بأن تأتي وقد تمت صفقة الأسرى وأُفرج عن أسيراتنا وأسيراتنا من سجون الصهانية الأنجاس...

مرحبًا بكَ يا رمضان وأنتَ تزور ولأول مرة الصحفي الجريح ـ عماد غانم ـ الذي أصبح معاقًا حركيًا بعد أن أصابته نيران الطغاة من جنود الإحتلال...

"رمضان"أ،تظركَ بفارغ الصبر،لأبكي وأبكي وأبكي وأدعو ربي وأناجيه،علّ الهموم ترحلُ عن شعبي وعلّ الضفة تنتصر على أعدائها الذين ما ملوّا من تعذيبها ...!!

آهٌ يا رمضان كم نحن بحاجةٍ لتكون أيام عمرنا كلها رمضان...كم نحن بحاجةٍ لأن نعيش مع أُناسٍ أبرياء لا يعرفون النفاق ولا الرياء...لا أقصد النفاق الاجتماعي بل النفاق السياسي والإعلامي وكل أنواع النفاق...!!

ويبقى سؤالي يا رمضان"هل ستنجح في تضميد جراحي وجراح شعبي النازفة باستمرار؟وهل ستقضي نفحاتك الإيمانية على أجواء البغض والكراهية التي عمت أرجاء الوطن؛فقطعت أواصر المحبة بين الضفة والقطاع؟!

وهل ستنجح في ثني ملائكة الرحمة ـ أطباؤنا ـ عن إضرابهم المشؤم الذي أتعبّ آلاف المرضى الذين أُغلقت في وجوههم المستشفيات نتيجة قرار اللعين فياض؟!

أعذرني يا رمضان تذكرتُ شيئًا مهمًا"كيف سأواسي أحبابي بعد قرار إغلاق الجمعيات الخيرية بأمرٍ من أتباع دايتون وبوش في رام الله؟!

رمضان..أقبلْ فأنتَ شهر الإحسان وفيكَ الرحمة والبركات ..لاعليكَ ياشهر الصيام والقيام ورجائي أن تأتي العام القادم وقد طُهرت بلادنا من الأنجاس ...