كل عام وأنتم أبرياء
هنادي نصر الله
ونعيشُ أيامنا ولا ندري هل سننعمُ بالحبِ دومًا،وهل سنترجم الأقوالَ فعلاً؟فنزرعُ إحساسًا نبيلاً،نجنيه وردًا نبني منه بيتًا يقطرًُ شهدًا يبسمُ أبدًا...؟!
لستُ من هواة الأحلام الوردية ومع هذا أعشقًُ حلمًا إحساسي يُخبرني أنه سيتحقق ولن يكون وهمًا ..
ما بالنا لو أحببنا بعضنا وشعرنا ببعضنا وساعدنا بعضنا ونادينا على بعضنا"هيا نضعُ أيدينا في أيدي بعضنا؛فنغيظ عدونا وندحرُ ضعفنا ونودعُ إلى غير رجعةِ همنا وغمنا".؟!
هيا ننطقًُ بكلمات الصدق والبراءة،فالبراءة ليست للأطفال فقط،بل يجب أن تكون سمتنا جميعًا نعم... يجب أن نكون أبرياء من النميمة والغيبة وقول الزور والنفاق،يجب أن نمسك لساننا فلا ندعه يذلُ؛فيشتم هذا ويسبُ ذاك..
هل يصعبُ علينا أن نعيش أبرياء نرتدي ثوب الوقار وتعابيرُ وجوهنا لا تحملُ إلا احترام الكبار والعطف على الصغار؟
جميلةٌ حياتنا بصفاء قلوبنا،طيبةٌ وهانئة بطيبةِ نفوسنا،رائعةٌ بروعة أسلوبنا في التعامل مع الآخرين، سعيدةٌ بسعادة أيتامنا وأراملنا وكل مهموم نخفف عنه كربات الدنيا ومآسيها،لا تكرهوا الدنيا.. لا تصفوها بأنها قبيحة ولا يُوجد فيها ما يسركم ويسعدكم ...نظرة تفاؤل منكم تجعلها ساحرةً أنيقةً،تبسمُ لكم وتحييكم،ولكن إياكم أن تنسوا أنفسكم وأنتم تغرقون في لذاتها ومتاعها، ليكن شعاركم ومنهجكم ودربكم دومًا "اعمل لدنياكَ كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتكَ كأنك تموت غدًا"..
لا داعي لأن ترددوا عبارات التشاؤم ولا داعي لأن تتفوهوا ولو بكلمةٍ واحدة تلعنوا فيها ظروف حياتكم وتأكدوا أن مفتاح سعادتكم بأيديكم وحدكم،فلا يوجد مشروب تشربونه؛فتصبحون من ورائه أسعد البشر،ولكن يُوجد كتاب الله عزوجل"القرآن الكريم" وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهما كفيلان بتحويل همومكم لمسرات ...
هيا راجعوا أنفسكم،مع إطلالة الشهر الكريم،ومرة أخرى أقول"ليس صعبًا أن نتسلح بثوب البراءة فنكون أبرياء من النميمة والغيبة وقول الزور...هيا نعشقًُ الحياة وهيا نشتاق لجنة الرحمن....وكل عام وأنتم بخير...