بأموالكم وأنفسكم

بأموالكم وأنفسكم

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

إذا قعدت الأمة واستكانت أحاط بها الأعداء لتذوق أمرَّ البلوى، وأشدَّ البطش، وأنواع التنكيل، فتضعف الهمم، ويصبح الناس جموعاً تحركها العصا، وترهبها الصيحة الغاشمة!؟

وهل عوقبت أمة بأشد من الذل تذوقه ليلاً ونهاراً، بعد أن غُزيت في عقر دارها فلم تنهض، وتركت جهاد عدوها فذلت!؟

عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"من لم يَغْزُ أو يُجهّز غازياً، أو يَخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة".

لقد جاءت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام للأمة نفيراً يدوي في مختلف العصور!.

وتتفاوت الإمكانات في الأفراد، فلكل منهم مكانة، فهناك المقاتل الذي يجاهد بماله ونفسه، وهو في نفرة دائمة واستعداد متواصل، وهناك مَن يجعل من إنفاق ماله طريقاً إلى مرضاة الله تعالى، وتجارة تنجيه من عذاب أليم، فيجهز المجاهدين، ويتكفل بحوائجهم، وهناك من لم يقعد به ضعف البدن، أو قلة ذات اليد، عن المشاركة، ولم يرضَ أن يكون في سقط المتاع، في مجتمع يمور بالنفرة، فهو يخلف المجاهدين في أموالهم وأبنائهم.

وأما ما عدا هؤلاء الثلاثة فلا عليهم أن ينتظروا عذاباً يسومهم وعقاباً يحل بهم، ذلك أنهم استسلموا لمغريات الحياة، وأصابهم الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت، فذلوا وأذلوا، وكان ما سُلّط عليهم بسبب تهاونهم وقعودهم عن الجهاد، ولولا قاموا به حق القيام ما ذلوا، ولا ذاقوا خزي الدنيا، والندامة في الآخرة.