مثيرات ثقافية
مثيرات ثقافية
حسن قاطرجي
من الأخبار المثيرة - في الجانب الثقافي - في الأسابيع الأخيرة صدور الحلقة السابعة من سلسلة المغامرات الروائية «هاري بوتر» -على اسم بطل الرواية - التي بدأت بإصدارها الكاتبة البريطانية الشابّة جي كي رولنغ في أواخر القرن الماضي. المثير فيها أن مبيعات هذه السلسلة الروائية بلغت 325 مليون نسخة! وسبب هذا الإقبال الكثيف على شرائها في كل دول أوروبا هو أنها مترجمة إلى كل اللغات الأوروبية بل إلى 64 لغة - منها اللغة العربية - وقد وصلت مبيعات الحلقة الأخيرة هذه - التي صدرتْ في مجلد من 784 صفحة - في يوم واحد إلى 1.2مليون نسخة!!
السلسلة هي موجَّهة أساساً للفئة العمرية من 9 - 15 سنة ولكن لوحظ أنه كان يوجد إقبال كبير على اقتنائها من الفئة العمرية الشابة إلى سنّ 25.
والمثير أكثر أن الكاتبة كانت مغمورة وكانت قد عرضت روايتها للنشر على سبع دُور نشر فرفضتها ثم قََبِِلت إحدى الدُّور فبدأت بطباعتها وقد كان للكاتبة الذكية والنشطة والصبورة دور كبير في هذا الانتشار المذهل لروايتها.
خبر مثير حقاً ويطرح تحديات ثقافية في عالمنا الإسلامي عامة، وعلى مستوى النشر وحب الكتاب والمطالعة خاصة، ثم بالأخص على مستوى الإبداع الفنِّي مضموناً ومهارات الدعاية شكلاً إذ اعتُبر ذلك من أهم أسباب النجاح المذهل، بغضّ النظر من وجهة نظرنا الإسلامية عن المضمون الثقافي - التافه والشرّير في بعضه إذ هو جزء من الثقافة الغربية - الذي يحتاج إلى تحليل ونقد بمعايير إسلامية.
فهل نستجيب للتحدي ـ نحن معشر المسلمين ـ بإبداعات ثقافية تخدم رسالة الإسلام وتجذب الجيل الناشئ من خلال القصة والرواية والفنّ الهادف إلى رسالته في الحياة وإلى مهمته المستقبلية في نصرة الإسلام وتقويم وجهة الحضارة المأزومة والمدمِّرة لتتّجه نحو رقيّ الإنسان وطُمأنينة الإنسان وعمران الأرض ونشر السلام الحقيقي في هذا العالم المحموم؟