أهل الفن يتوبون هنا!!
أهل الفن يتوبون هنا!!
وينتحرون هناك!!
يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
مسلسل الانتحار في أهل الفن في أوروبا لا يريد –على ما يبدو- أن يقف! وقد تعددت وسائله، ما بين تناول الحبوب المنومة كما فعلت الممثلة "اينجر ستيفنز" التي منعت من العمل في استوديوهات هوليود بعد زواجها من ممثل أسود، ومثلها فعلت "جين سيبرج" بعدما حققت شهرة كبيرة، وكذلك الممثلة "فرانسيس فارمر" التي استثنيت من التمثيل في هوليود.
وقبلهن انتحرت "مارلين مونرو" بالطريقة نفسها، وبين تناول جرعات كبيرة من المخدرات كما حصل للمغنية والممثلة "جودي جارلاند" والممثل "زفير فينيكس" وبين الانتحار عن طريق غاز المطبخ كما فعلت "بلا درافي" والانتحار بغاز أول أوكسيد الكربون كما فعلت الممثلة "ثلما تود" بعد ما أحكمت إغلاق أبواب سيارتها وتركت محرك السيارة دائراً حتى اختناقها.
وبعض دوافع هذا الانتحار قد عرف، وبعضه لم يعرف!؟ وأياً كان الأمر فإن الانهيارات النفسية، والتوتر العصبي، وعدم احتمال فرحة النجاح، أو السقوط أمام صدمة الفشل، لا يعد السبب الوجيه، ولا الدافع الوحيد، ولكن الإحساس بتفاهة الحيلة، وعبثيتها وعدميتها والفراغ الروحي وضغط الحياة المادية، وعدم الشعور بأي قيمة للحياة، بعد ما انغمسوا في شهواتها، وتقلبوا في ملذاتها، هو الذي يدفعهم لأن ينهوا حياتهم بطريقة من الطرق.
وبالأمس القريب، وخلال بضع سنين توالت مواكب التائبين ممن يسمون بأهل الفن عندنا، فبعضهم قد ترك الفن وأهله في وقت مبكر، وفي صمت، كما فعل "حسين صدقي" وبعضهن قد أعلن أن الحياة اللاهية كانت ضياعاً للعمر ووضعن حداً لذلك لا بتناول الحبوب المنومة، ولكن بالعودة إلى الله، لأنهن ولأنهم شعروا بأن للحياة قيمة أكبر مما هم فيه، وأن دور الإنسان أعظم فيها، وأن لحظات الصدق مع النفس، والإحساس بتفاهة مال كانوا فيه، والشعور بأن العمر لا يجب أن يضيع فإنه فرصة لا تتكرر، هو الذي دفعهم إلى التوبة لا إلى الانتحار، وأن رضاء الله عز وجل أثمن من كل شيء في الحياة.
ويبقى أن نقول، إن لصحة العقيدة –وإن ضعفت في النفوس- أثراً كبيراً وواضحاً في تعديل السلوك وتصويبه، وهذا ما يجعل أهل الفن يتوبون هنا، وينتحرون هناك!!