حكام ولو بعد الممات!!

حكام ولو بعد الممات!!

ياسر سعد/كندا

[email protected]

 على الرغم من ان موقع الدول العربية والاسلامية في مجملها على الساحة الدولية والاقليمية يترنح متهاويا تحت الصفر الدولي وبدرجات سحيقة. فلا السيادة معتبرة ولا الكرامة مصانة, فيما تقبع دولنا في الميزان الصناعي عالميا في موقع بائس ومؤلم, اما من الناحية الاقتصادية والتنموية والتي تعاني من انيميا حادة ومزمنة حيث تجد الناس منقسمين على طبقتين ودرجتين في معظم مجتمعاتنا: قلة قليلة من الحكام والمسؤولين وممن دار في فلكهم متخبطة وغارقة في ثراء فاحش وغالبية ساحقة تتمرغ في اوحال فقر مدقع واحوال بائسة. على الرغم من كل ذلك واكثر منه, فإنك تجد ان لحكامنا وزعمائنا إذ يتوفاهم الموت بعد حكم مديد, مكانة سامقة ودرجة عالية على الساحات الاقليمية والدولية تتجلى في رسائل العزاء المتقاطرة من الشخصيات الدولية والتي تضج بالاشادات الكبيرة بالسياسات الرشيدة والحكيمة للراحلين, كما ان المرء يكتشف من خلال ما يسمعه ويشاهده من تعليقات المحللين ومقالات المحررين واشادة السياسيين في وسائل الاعلام المختلفة لدولة الزعيم الراحل بأن هولاء الحكام قل ان ينجب التاريخ لهم نظيرا ويندر ان يجود الزمان بمن يكون لهم مثيلا.

 وللحقيقة والتاريخ, فإن من حق الغالبية من حكامنا ان يدخلوا التاريخ وان تدون اسماؤهم في الكتب التي تعني بالارقام القياسية. فالكثير منهم حقق ثروات خيالية وبفترات قياسية, وبعضهم تحول وبشكل معاكس مما كان يسميه حربا مع عدو الامة الى سلام استراتيجي وزواج كاثوليكي معه. وحكامنا او بعضا منهم الى جانب تصدرهم قائمة الاثرى عالميا, فهم يتصدرون وربما على مدار التاريخ لوائح الاطول حكما والاكثر حيازة على السلطات والنفوذ والمقدرات داخل الوطن. ولإن حكامنا قد حباهم الله بخصائص قل ان يمتلكها إنس ولا جان, فتجد ان لهم القدرة على الحكم وهم في حالة الغيبوبة الكاملة اوالشلل التام او عند الاصابة بالامراض المقعدة والمزمنة. ولإن رحيل حكامنا يشكل كما تقول وسائل اعلامهم الفاجعة الكبرى والمصيبة العظمى, ولاننا سبقنا العالم والامم في الانجازات والتي سردت اعلاه جزءا يسيرا منها والتي يمكن ان نضيف لها توريث الحكم في الجمهوريات البائسة وبطرق كوميدية سوداء فاجعة. لكل ما تم ذكره اختصارا فانني اقترح ان نسبق السابقون ونتجاوز اللاحقون بإبقاء حكامنا على سدة الحكم لمدة خمس سنوات على الاقل بعد رحيلهم المفجع عن هذه الدنيا الفانية وان يكون اجتماعات مجالس الوزراء والبرلمانات بجانب اضرحة القادة الكبار والذين صنعوا لنا الامجاد وحولوا ايامنا كل ايامنا افراح واعياد. اكاد ارجح انه لو طُبق هذا الاقتراح وسوق له المطبلون والمزمرون ممن يقودون اعلامنا الرسمي في الكثير من دولنا العربية, لو طبق ذلك فلن يتغير من احوالنا شئ, ذلك لان القيعان والتي نتمرغ فيها حكومات وشعوبا وافرادا ليس دونها قاع ولا من بعدها انهيار او انحدار.