خلط اللغات

 زكريا إبراهيم العمري

خلط اللغات

 زكريا إبراهيم العمري

[email protected]

ظاهرة وددت لو اختفت في اسلوب تخاطبنا  وهي الخلط احيانا بين لغة ولغة أخرى دون داع أو ضرورة  , يتحدث احدنا تبدأ عبارته عربية فصيحة مسلسلة وتنتهي بكلمات إنجليزية أو فرنسية وكأنما يخيل الى المخاطب أن محدثه لم يجد قاموس لغته الضخم العبارات الكافية لاتمام الجملة 0

 يقول البعض أنها عقدة الثقافة العصرية التي فرجت بين المفاهيم والحضارات وأبت إلا المزج بين الكلمات والعبارات  , ويقول البعض الآخر أنها عقدة المتحدث نفسه الذي يرى أن مزجه للحديث بكلمات من غير لغته إحدى المظاهر التي يبرز عن طريقها نفسه كمتحدث مثقف عصري خرج من نطاق دائرته وتعداها إلى ما هو أوسع 0

 ولا يعنيني في هذا الموضوع إلى اي المنحيين يكون هذا المتحدث وانما الذي يعنيني هو أن لغتنا كلغة تخاطب يجب ان نحافظ على كرامتها  لانها القادرة على طرح كل التعابير والصور , وان الخلط بينها وبين أية لغة أخرى في مجال الحديث  وعلى مستوى تجمعهم لغة واحدة ضرب من الاهانة لها , أو الحاق تهمة العجز بها , والشعوب الحضارية هي التي تحترم لغتها كلغة تخاطب نقية لا يشوبها شائبة , لانها العنوان الحي , ولأنها الرمز الواعي لديمومتها , وانتمائه 0

    واخيرا أكرموا لغتنا , أكرموها سيدة مستقلة , لأن ذلك حق لها علينا , لكي لا تضعف أو تندثر 0