تخيّل معي رحمك الله
عهد هيثم عقيل
هل تخيّلت نفسك يوماً فقيراً محتاجاً؟
هل تخيّلت حجم وثقل المعاناة التي تقع على الفقراء المساكين الضعفاء؟؟!
تخيّل معي رحمك الله!
فكل فرد منا معرّض لذلك في يوم من الأيام..
كم من غنيٍ أفقرته الأيام وكم من فقيرٍ أغنته الأيام, فلا عجب في ذلك
تأمل معي أخي، مشهد الفقير البائس في حياته اليومية و في كل موقف يعترضه،
تلمُس إنكسار قلبه وتمزُّق روحه؛ للحصول على لقمة عيشه يستر بها عائلته ويكف بها نفسه عن ما حرم الله..
أناشدك أيها الإنسان!
أناشد الأغنياء قبل البسطاء، أناشد المسلمين قبل الكفار، أناشد الأصحاء قبل المرضى
هل حمّلت نفسك عبأ مسؤولية هؤلاء؟؟!
هل خطر على بالك أنك ستحاسب على كل فقير أشقته الأيام وربما صار متسولاً سارقاً مجرماً تتخطّفه اللذّات، وأنت تملك المال الوفير الذي لو تصدقت ببضع منه لما كان هذا الظلم والطغيان!
حتى أنت أيها الإنسان بسيط الحال، لم أزيحك من قائمة العتاب، فأنت مسؤول أمام الله عن كل الأموال التي تطيح بها هنا وهناك، وفي الخارج من هو بأمسِّ الحاجة لها كي يستر عورته!
فلنوسّع ضمائرنا، ونتذكر آخرتنا، ونتفكّر في حال البلايين البلايين من الناس في كل مكان في أنحاء العالم
قبل أن يأتي يوم نُسأل فيه عن القريب والبعيد، عن المحتاج والفقير، بسبب انشغالنا بدنيانا الزائلة وملذاتنا الشخصية، وكأن خالقنا لم يوجِدْنا في هذه الحياة، كي نكون يداً واحدة في السراء والضراء، ونعمّر الأرض ويساعد القوي منّا الضعيف والغني منّا الفقير ووو