قف واشمخ

قف واشمخ

بشير بساطة

[email protected]

فجر جديد يطل .. لا يعرف منه إلا خيوطا ً معدودات
لشمس ٍ سمع َ أنها بالخارج ..
يسمع عن الصبح
وعن الليل
وعن القمر
ويرى طيـــف أم حنون .. يسمع صوتها ..
يهبط عليه كوحي .. يبدأ بمناجاته .. كعابد في صومعة
أعتذر يا أماه .. فلتعذريني على كل لوعة عشتيها
ولتعذريني على كل دمعة من عينيك هطلت
ولتعذريني على كل كابوس في منامك أرقك
اعذريني يا أمـــــــــاه
اعذريني .. فمثلك يرجى منه ُ عذرا ً
أماه أنت حديث الروح إنت هدأت .. أو أرسلت دمعة أو رتلت نغما
، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
ظلام الليل يعود ..
سكون ..
هدوء ..
لا حراك ..
ربـاه عبـدك قـد تجهّم فجره ... والصمـت أطبـق والظلام مخيم
لا شيء يكسر حاجز الصمت وحلكة السواد ..
إلا صوت جلاد تبرأ الشيطان من شيطانيته
بقوة وبقسوة .. يـُـسحب و يـُـــجرجر بالأرض ..
لا يتعبه الألم .. فمن ألمه صار يستمد قوة
ومن دمعه يستمد نشاطا ً وطهرا ً
حتى بات كقطرة ندى
وسلاسل السجان تعصر أرجلـي ... ويئـن من تحت القيود المعصم
لا شيء يحرق قلبه
إلا تلك العبارات التي من هولها تخر السماوت
وهذه السمفونية التي حفظها عن ظهر قلب :
قالوا : اعترف ، نطلق سراحك يا فتى ... قلت : اعترفت بما لدي وأعلم
قالوا: كذبـت وداهمتنـي قـبـضـة ٌ ... سالت دمائـي إثرهـا فتـورم
قالوا: اعترف قل أي شئ نـشـتـفـي ... فصرخت تحت الضرب إني مسلم
، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
قف أيها الأسير ..
وقف وعانق بشموخك السماء ..
قف وأعطنا دروسا ً في الإباء ..
فأين نحن منك ؟ وأين الثرى من الجوزاء ؟
قف واشمخ ..
فالشمس و إن ضلت طريقها لزنزانتك يوما ..
فهي بلا مراء ..
قادمة إليك ..
إن لم تكن بالأصل .. من عندك تشرق ..
((رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر))