ويهل هلالك يا رمضان

عبد الرحمن الحياني

عبد الرحمن الحياني

[email protected]

وتدور الأيام دورتها ، ليهل علينا من جديد هلال رمضان الأغر ، هذا الشهر الكريم ، الذي تشرئب الأعناق لاستقباله ، وتهفو النفوس للقاء أيامه ، وتأنس الأرواح بالعيش في كنفه ... لم لا ؟! وأيامه مفعمة بأريج القرآن ، مضمخة بعطر القيام ، ممزوجة بأطيب من ريح المسك ، مشبعة بشذا الأنوار والرحمة والغفران والعتق من النيران ...

لله درك يا رمضان .. إن لك في القلوب لمكانة لا تدينها مكانة ، ومنزلة لا تقاربها منزلة ، إنها لتجل عن النظير ، منزلة في قلوب المؤمنين الذين طالما انتظروا قدومك بفارغ الصبر ، ليريحوا النفوس من عنت سنة مضت بحلوها ومرها ، بخصبها وجدبها ، بإقبالها وإدبارها ، ولا عجب بعد ذلك من أن يكونوا على موعد مع نفحات الإيمان في هذا الشهر الفضيل ، ليغسلوا عنهم الآصار التي أثقلت كواهلهم ، ويجلوا أوضار الحياة التي لحقت بهم ، ويشحذوا الهمم التي أصابها الفتور، وهدها تحمل الأعباء الجسام ... فتراهم في هذا الشهر الفضيل  يتسابقون في أعمال الخير ، فيتنافسون في تلاوة كتاب الله ــ عز وجل ــ ويسارعون إلى تقديم الصدقات ، وتفقد الفقراء والمحتاجين ...

لم لا ؟!  وقد أظلهم شهر كريم ، خيره عميم ، شهر القرآن والجهاد بأصنافه المختلفة : جهاد العدو ، وجهاد النفس ، وجهاد المال ، وجهاد القلم  ، و ... شهر العتق من النيران ، شهر البذل والعطاء ، شهر الصبر والمصابرة ، شهر الانتصارات العظيمة في تاريخ أمتنا المجيد ، فطوبى للمشمرين ، ويا فوز المقبولين ، ويا لسعادة الفائزين برضوان رب العالمين ...