صاحب القصر

صاحب القصر

صباح الضامن

[email protected]

وبسحر آيات وترنيم أنوار
وبأيد تناول صبحا في دجى
كان البناء
دخل الجميع قاعة الاجتماعات الكل يريد أن يبني فكأن العالم قد تحول إلى صورة من صور لا تآلف بينها إلا بالخيال

وصور تحترق شوقا للعمل تاركة صراعات دنيا على أعتاب النسيان
حلم روحاني لذيذ
وحلم ببناء

الجمهور مجتمع , ونشرات ساعيًة تجيش في صدور تحمل أمال مستقبل
ودًعت سكون العزلة وألهمت تواجد الكثير لتبعث فيها معاني الأمل
لا تفتر
لا اندفاق غير محسوب
الغرف تجهز في كمال واتساق ويدأت إغراءات من جو من زهر وطيب
ومُلكت الساعات ..حيث لم يملك إلا الحب فيها
وبعثت معان مندثرة من فلسفة منسية معنوية الرجع
واكتمل البناء

وابتدأ النوم

أحكمت الغرف جيدا على قاطنيها , أسدلت الستائر الوردية واطمأنت الذاكرة بما تصندق فيها من واقع الحكايات وحكايا الواقع

وارتفع ايقاع نوم مفرح هاديء
لكل القاطنين
إلا مالك القصر........
ومن بُني فيه غرف وغرف
فقد كان يعيش
وينتقل إلى ما وراء الحياة في كل قاطن فيتسع مع كل حلم , ويضيق مع كل ساعة ألم فيؤلف من رعودهم رجائف قلبه ومن وقوع الفرح صورا كلامية لا يفهمها إلا هو .....
ويعيش في الكل وهو واحد
يفقد حياته ليعيش في غيره
وعجزت طبيعة الكل عن التفنن في فهم كل ما يحويه من حزن وانتثر في داخله مئات من قطع نفسه
وكـان ضائعا في قصره
رغم وسعه لم يجد له مكانا فقد احتوى ألما ممضاً لم بفقهه احد وكيف وهم يقطنون بخواطره وأفكاره يوم يريدون
ويسحبون سفراءهم ساعة يشاؤون
وينسون فنونهم وعيونهم الخيالية التي برقت تطلب الاستيطان
ويغزلون شرانق حولهم معهم مفاتيح الدخول و كلمة السر ....... فقط معهم فلا اقتحام
ويطيرون بأجنحة النسيان آخذين معهم خلف العتم ضياء صحبته
لا يطلب ولا يقول للريح أرجعي لي ما اخذوه
ولم يسمعوا ظلمة حروفه فقد تعودوا منه إشراقا
ولم يكتبوا تراجم لهفات كنسمات صبح ينعشوا بها وجهه

وانخفض ايقاع الفرح
فقط عند صاحب القصر
وتضرمت بشعاع حزين لم يدركه أحد
وتنزلت به حوادث لم يعوها
وها هو فقير في قصره رغم الأطواد
في زاوية جافية موحشة يتناسم مع موج الكل
يغرق فيهم
وما يجد شربة من تاريخ قديم أو جديد منهم
فيطوي
ويذوي