فَذلكاتٌ انتفاضيّة (8)
فَذلكاتٌ انتفاضيّة (8)
(من وحي انتفاضة الأقصى المبارك ، التي تدخل عامها الخامس)
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
(18)
للذكرى وحسب : كرة الثلج .. المتّحدة !..
لم يستطع (الأمين العام للأمم المتحدة).. علينا!.. أن يضبط أعصابه أكثر من أسبوعين من عمر الانتفاضة!.. فقبل هذين الأسبوعين، لم يُقتَل أكثر من مئة طفلٍ فلسطينيٍ مسلم!.. ولم يُجرَح أكثر من ثلاثة آلاف طفلٍ وامرأةٍ وشيخٍ وشابٍّ.. فحسب!..
(كوفي أنان) كان مَنْسِيّاً في (ثلاّجة الأمم)، منذ آخر اعتداءٍ أميركيٍ على شعب العراق العربيّ!.. فجأةً تُفتَح الثلاّجة!.. تفتحها اليهودية (مادلين أولبرايت) على عَجَل، ثم تَركلُ كرة الثلج، التي كانت مخلوقاً يأكل ويشرب، ويتنفّس، ويتكلّم، ويبتسم، ويعبس.. ويضبط أعصابه، و..!.. فتتدحرج الكرة، حتى تستقرّ في بحيرة (البيت الأبيض)، حيث يذوب الثلج، ويظهر المَرْج!.. والمَرْج هو (كوفي أنان)!.. الذي يتسلّم مهمّةً جديدةً، من وزارة خارجية الراعي (النـزيه) لعملية السلام (النوويّ)!..
يحزم (كوفي أنان) حقائبه.. ويتوجّه على متن أول طائرةٍ، متجهةٍ إلى منطقة الشرق الأوسط.. وتبدأ رحلاته المكّوكيّة المحمومة، بين الدول والأقاليم.. ويصرّح هنا وهناك تصريحاتٍ كُتِبَت في أروقة وزارة الخارجية الأميركية.. مفادها: [إنّ عمليّة أسْرِ ثلاثة جنودٍ يهود، من الذين كانوا يحرسون أرضاً لبنانيةً محتلّةً.. يُعتَبَر عملاً استفزازيّاً، يهدّد أمن المنطقة]!..
لا تعتبوا على (كوفي أنان).. فقد كان في الثلاّجة قبل ذلك، ولم يسمع بفلسطين، ولا بمئات الشهداء، ولا بآلاف الجرحى!.. وهو لم يسمع سابقاً بالقصف الأميركيّ البريطانيّ على العراق!.. أما الآن، فقد قرّر ألاّ يغادر منطقتنا إلاّ بصحبة الجنود اليهود الثلاثة المأسورين في لبنان!.. أما أسْرانا في سجون الدولة العبريّة، وبعضهم هناك منذ عشرين سنةً أو أكثر.. فلم يسمع بهم (كوفي)، لأنهم من العرب، ودماؤهم عربية إسلامية!..
هنيئاً للأمم بأمينها الـ (كوفي)!.. وهنيئاً للعالَم بأحد مكاتب وزارة الخارجية الأميركية المسمى: (الجمعية العامة للأمم المتحدة)!.. وهنيئاً للسيد (الكوفي.. أنان)، الذي أطلقت عليه اليهودية العجوز (مادلين أولبرايت) –على ذمّة الراوي الأميركيّ- اسم: (بيبسي أنان)، وفي روايةٍ أخرى اسم: (كوكا أنان).. الأميركية الأصلية!.. فاحذروا التقليد!.. و(كوفي) عليكم ورحمة الله وبركاته!..
(19)
للذكرى وحسب أيضاً : سؤالٌ بريء !..
على خلفيّةٍ نفسيةٍ نابعةٍ من الخوف والقلق والحذر، واتخاذ كلّ الاحتياطات الممكنة.. يقوم المجرم أو اللصّ عادةً، ببعض الإجراءات الدقيقة، خوفاً من الوقوع في قبضة من يرتكِب بحقّهم جرائمه!.. فهل يستطيع (مشعوذو) أميركة، أن يفسّروا لنا، لماذا قاموا بعد اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة مباشرةً، بإغلاق ثلاثٍ وعشرين سفارةً لهم في العالم؟!.. وباتخاذ إجراءاتٍ أمنيةٍ واسعة النطاق، داخل الولايات المتحدة، وخارجها.. وصلت إلى درجة فتح الخطوط الساخنة بين جنودها ومواطنيها الأميركيين مع بعض النقاط الأمنية، التي تديرها أجهزتها الخاصة في بعض دول منطقتنا العربية؟!..
هل للولايات المتحدة الأميركية أية علاقة، بما يُرتَكَب من مجازر ومذابح وانتهاكاتٍ واحتلالٍ.. في فلسطين المحتلّة؟!.. كيف؟!.. أيمكن أن تفعل وهي الراعي (النـزيه)، والقاضي (العادل)، الحريص على إحقاق الحق، وإبطال الباطل؟!.. وإلزام كلّ الأطراف، بل كلّ العالم، بالشرعية الدوْلية وقراراتها!.. أم أنّ أميركة تتخذ إجراءاتها الأمنية الدقيقة، ردعاً ودرءاً لأي عدوانٍ إسرائيليٍ قد يقع على مصالحها؟!.. على خلفيّة اصطفافها إلى جانبنا.. تدعمنا، وتشدّ أزرنا!.. بُغية الوصول إلى حقوقنا الوطنية، في تحرير أنفسنا وأرضنا ومقدّساتنا؟!..
سؤال بريء نوجّهه إلى المدمّرة (كول)، الأميركية الصنع والهوى والجنسية، التي كانت راسيةً في مياهنا الإقليمية.. لنثر الورود، والياسمين، والأمن، والسلام.. والحلاوة، والبقلاوة.. إلى كلّ بقعةٍ، في وطننا العربي الكبير، من المحيط إلى الخليج!..
يتبع إن شاء الله