أرض تستحق الاحترام
صالح مفلح الطراونه
همسه ... لكل يد من شمال الوطن الى جنوبه تحمل عطر (القمح ) السلام والمحبه والوفاء
كنت قد قررت ألسفر الى جوانب من محافظتي الكرك .. أتذكر فيها ذكريات الصبا وبجواري طفلتي جمانه التي شقيت معها في كثرة الأسئله في كل ما رأينا , من (إبل) وأغنام تبعثرها (نغمة ) المقدمه لتلك المواشي كما يبعثرنا صوت (سيارة الغاز ) فننهض مسرعين للمطبخ نتفقد (الغاز ) , أردت من تلك الرحله أن أرى طعم القمح وسنابله في الصباح والندى يعطر القمح وهم يشرعون (بالحصاد ) على نغمة (منجلي ومنجلاه راح للصايغ جلاه ) .. ربما إستفزتني تلك الدمعه التي في عيوني وأنا أسمع ذاك الصوت الشجي بكل تفاصيله بدمي ولحمي وتعبي ورحلة عمري ما بين (السفر من عمان الحبيبه وأنا طالب يتعلم علم الأحداثيات الى قريه ينتصب في كل أركانها رائحة القمح ) قبل أن يجف المطر بكل قرانا وما عُدنا نجد إلا بقايا .. موسم من مواسم الحصاد بكل جنوبنا الصاخب على انغام
(دفعات التخرج من جامعة مؤته العتيقه المعتقه ) بقنديل مؤته وصوت زيد وجعفر يوقظ (المزار الذي تحول الى كربلاء ونجف بفعل السياسه لا المذهب والمعتقد ),قرأت سيرة الحصاد بهذه الرحله وهناك بجانب الأرض موقد حطب (لشاي النار ) وهناك (تركتور ابوأحمد ) وهناك مواشي وأغنام وإبل من (الفرذخ وبسطا والقاع ) يزورن أرضنا وموسم الحصاد...
لملمت دمعتي... وتوقفت كثيراً ألتقط صوره وتارة تبعثر الكاميرا طفلتي وهي تقول أنا يا بابا أنا ... كأنها هي تريد إلتقاط الصور , فقلت دعيني يا بنيتي .. أواصل هذا المد الرائع لأرضنا وهذه الوجوه التي لفحتها شمس الارض الجنوبيه لتحمل حبات القمح الى مخزنها العتيق وتوقظ سفر الجوع من كل مضاربنا (وتحمله ) الى نفسها من يوم جوع ويوم لا مطر فيه ولا حصاد ..
دعيني أجد من كل تلك ذكرى الحصاد بأيدينا نحن الصبيه ..
والارض يخاطبها المذاق ..
والسماء تلفح وجوهنا بالشمس الحاره ...
مضيت في سفري أرقب المشوار فجمال هذه السفره فيه رائحة القمح والناس يغطيهم العرق والتعب لكنهم في نهاية اليوم يعودون الى مضاجعهم ,والى تعاليلهم والى الضوء الكهربائي والى قسمات الصباح الباكر وهم ينهضون في يوم آخر من الحصاد ...
لملمت نفس وبنيتي وعدت أرسم في ذاكرتي جمال هذه الارض والناس وكتبت لكم بوحي هذا
فتحملوه كيفما كان .. وكانوا