إليك أمي
إليك أمي
عبد الرحمن الحياني
إليك وحدك هذه النجوى
فرغم الغربة .. ورغم البعد
إن قلبي لم تصبه الجفوة
لأنك يا أمي في خاطري تحيين
فخيالك لا يفارق طرفي لحظة واحدة
ودفء حديثك كلما تذكرته
عشت سعيداً مطمئن البال ..
رغم بعدي عنك
نعم إنها الغربة
ولكتها غربة الجسد .. لا غربة الروح
فمهما عصفت بالورقة الرياح وأبعدتها
فإنها لا تنسى أنها تنتمي لتلك الشجرة
صحيح قد تغدو البذرة شجرة وارفة الظلال
ـ بعد حين من غراسها ـ
لكنها مهما كبرت ..
فهي في أصلها من تلك الشجرة الأم
أجل أماه .. أنا تلكم الورقة
وأنا تلكم البذرة
وأنت يا أماه .. أنت .. أنت الشجرة
أتمثل نور وجهك الوضاء كل صباح
وأتأمل نظراتك الحانية كل مساء
فأنت يا أماه ..
أنت رمز العطاء ومنبع الضياء
على ذكرى أيام الطفولة أعيش
ولولاها .. لكنت بلا حياة
يا أس حياتي .. يا سر كياني
مهما خط قلمي فلن يأتي على ذرة من فضلك
يا رمز الفضل والفضيلة
يا رمز الطهر والنقاء
ومهما حاولت أن أسترجع ذكرياتي لأناجيك
فلن أجد السبيل لذلك
يا سر نجواي ..
يا أمي الحبيبة ...