إنه التاريخ ...

المحامي إسماعيل الحسن

ذلك الكتاب ، الذي يحصي سلوك الناس ، في كل زمان ومكان ، صغاراً كانوا أم كباراً ، فلا يغادر حدثاً ، إلا وسجّله ، ومحّصه ، ثم يطويه في صحائفه ، يطلع عليه القادمون من البشر ليكون عبرة لمن يعتبر من دروسه القديمة أو الحديثة فكأن التاريخ هو الذاكرة السرمدية للشعوب .

ومن عبره الخالدة والمؤلمة ، أن أبا رغال قد كان دليلاً لجيش إبرهة الأشرم عندما حاول غزو مكة المكرمة لهدم الكعبة أباد الله ذلك الجيش بقوله عز وجل " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل " .

قالت العرب يومها أن أبا رغال هو أول خائن في العرب ، لأنه دل جيش أبرهة على الطريق المؤدي إلى الكعبة . فخذل الله إبرهة وجيشه وبقي ذكر أبي رغال كأول خائن في العرب وتمر السنون ، ويفتح العرب مشارق الأرض ومغاربها ويكونوا العرب كرواد حضارة زاهرة ، وتبني بغداد لتكون حاضرة الدنيا إلى أن يأتي خائن آخر بعد ما يقرب من ستمائة عام ، دعي ذلك الحقير " ابن العلقمي " الذي دل جيش فارس على فتح أبواب سور بغداد فسجل التاريخ أن ابن العلقمي استدعى جيش فارس على حضارة قومه واليوم وبعد أن عبر التاريخ أحقاباً وعصوراً وقروناً تأتي فئة ضالة فاسدة ومفسدة ترافق قوى الاحتلال كالكلاب الجرباء تستعدي تلك القوى على بلد الحضارة والعراقة .لتروي غليلها من دم الشعب العراقي . لكن ، محال أن يزور التاريخ .

سيذكر التاريخ ولأزمان قادمة كل الخونة الذين غدروا بأمتهم وسيرفي بهم على مزابل النسيان .