للأحباب أغني..

عبد الله الطنطاوي

 بقلم: عبد الله الطنطاوي  

[email protected]  

للأحباب أغنّي.. وما أحلى الغناء..

ما أحلى غناء الأجداد للأحفاد..

ما أحلى الحداء للسارين المُغذّين نحو الأمجاد..

يتسامون في صعود..

ولا يكترثون لعقبات كؤود..

ولا لغرابيب سود..

تعترض طريقهم..

لتعوقهم عن مسيرة الجهاد..

أو تقعد بهم في منتصف الطريق..

تحدوهم أحاديث العشيّات عن المجاهدين الأولين..

عن أبطال القادسيّة واليرموك..

عن أبطال صور باهر والقسطل..

عن أطفال الحجارة الأبطال..

يردّون تحية الجهاد للأجداد..

فعندما تأخر الكبار..

تقدم الصغار..

تقدم الصغار ليمحوا العار..

فما كان لمؤمن أن ينام على ضيم..

أو يرضى بذلّ..

مهما احلولكت من حوله الظلمات..

ومهما أوغل المتآمرون في مسارب الخسّة والتسفُّل..

فآهات الصبايا وأنّات المعذَّبين..

كفيلة بتحريك الجلامد من القلوب..

ما دام في القلوب إيمان وإسلام..

فالإسلام أبو النخوات والمروءات..

والإيمان أخو الكرامات..

تقدّم الصغار يحملون الأحجار..

يرجمون أبالسة بني صهيون..

بأيديهم الصغيرة..

وبقلوبهم الكبيرة التي وسعت المأساة..

ووعت الكارثة بفطرتها التي فطرها الله عليها..

فكانوا أبطالاً فوق الأبطال..

فوق المحسوبين في الكبار

وما هم بكبار

هم وقود النار

تقدّم الصغار والمؤمنون الكبار..

ليجعلوا من فلسطين أرض الملحمة..

وليكونوا أسطورة الزمان والمكان..

تقدّموا

يردّون التحية بأحسن منها..

بكل ما لديهم من قوة للمعركة الدائرة بين الكفر والإيمان..

وبين العدل والطغيان..

وبين الحق والباطل..

فكل ما يملك هؤلاء الأطفال الأبطال..

هذه الأحجار..

وهذه الصدور العارية إلا من الإيمان..

وهذه النفوس التي يريقونها من أجل هذا الدين..

من أجل الإسلام العظيم..

من أجل الشعب..

من أجل العرض والأرض..

من أجل الكرامة..

من أجل عروبة ووطن..

وغسلاً للعار..

غسلاً للعار..

*    *    *

لهؤلاء الأحباب أغني..

لأحباب رسول الله جئت أغني..

للصغار الكبار

وللكبار الكبار

وليخسأ (الكبار) الصغار.