عيد المولد النبوي وطقوس الاحتفال به

وبيان الحلال والحرام في ذلك

طلعت الأنصاري

إن فقهاء الشريعة أكثروا الخلاف حول الاحتفال بمولد سيد الخلق محمد ابن عبد الله صلوات الله عليه دائماً أبداً وقد تجاذبتهم الأفكار حتى ليستغرب السامع لآرائهم تناقضها واختلافها ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال اختلاف أمتي رحمة ولكن يظل هذا العيد عيد ويظل عملية الاغراق بمنع مظاهره الاحتفالية أو الاغراق بمظاهر احتفالية لاتنسجم مع روح الشريعة والأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم هي المقود للفكر المسلم ليتلمس طريقه حول من هو على صواب من الفقهاء ومن جانب الصواب في آرائه ومن حسن العقل اعتبار الفقهاء بشر يخطئون ويصيبون في آرائهم ولكنهم يصيبون عندما يستندون للدليل من الكتاب أو السنة ومن هنا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تواضعه وعبوديته التي اختارها على الملك تجعله يستحي أن يحتفل الناس بمولده في حياته ولكنه لم يأبى الاحتفال في الأعياد فقد دخل عليه أبو بكر الصديق وعنده جاريتان تغنيان فلما زجرهما أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهما ياأبابكر فإنها أيام عيد ولما كان سيدنا محمداً صلوات الله عليه كما في الحديث النبوي سيد خلق الله ومن أجله خلق الله الخلق فلذلك فيوم مولده مبارك وعظيم وهو أعظم الأيام بركة وأعظم الأيام فضلاً بالعقل السليم وقد نزل القرآن في ليلة القدر فجعل الله بركتها خير من ألف شهر وعليه نفهم أن يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سيكون هو المبلغ للقرآن وللرسالة والذي أمرنا بطاعته وتعظيمه مثل ليلة القدر في فتح الله علينا وبركته التي تعم المسلمين الصالحين ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوم من إمام عادل مثل عبادة الرجل وحده ثمانين عاماً فإذا حسبنا الألف شهر وجدنا أنها تساوي ثمانين عاماً فكيف يكون يوم من إمام عادل مثل ليلة القدر ولايكون مولد سيدنا محمد سيد الخلق مثل ليلة القدر وإن ورود هذا الدليل من الحديث النبوي والكتاب الكريم القرآن لكاف لهذا الاعتبار والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا مهتدين إلا أن هدانا الله ومن لم يهده الله لايهتدي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء وبناء على ماسبق فإن الاحتفال بالمولد النبوي كعيد يجوز وإن اتخاذه يوم شكر وعبادة يجوز وإن بعض الفقهاء أحبوا صومه وبعضهم أحبوا الفطر فيه كعيد وكلا الرأيين صائب إن ابتغي بذلك وجه الله وحده بدون رياء أو تظاهر بالتدين لينال المرء مدح الناس أما بعض الطقوس التي ابتدعها الأفراد والجماعات مما لم نسمع به أنه أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة فإنه أقرب لأن لايؤخذ به مالم يكن حراماً والحلال بين والحرام بين فمتى ابتغي وجه الله وحده بدون رياء صلح العمل كله ومتى أشرك بالله بالرياء فسد العمل كله نعوذ بالله وإياكم من الرياء والشرك وقبل الله طاعاتكم وجعل عيد المولد النبوي عليكم عيداً وبركة ورحمة ونعمة وقبولاً وفتحاً كليلة القدر.

اللهم آمين

كتبته الدابة فاطمة بنت محمد

السيدة طلعت الأنصاري

بلدي المحبة والسلام