امتحان غزّة
محمد عميرة – القدس
وراء أقنعة الحزن ، وألم الهدم والموت والدم ، وضباب تموز يختفي الفجر والشمس ، والبناء والولادة والنصر هذا ما تقوله بحار الحقيقة .
أيها العالم الظالم : دعنا نبني بيتا بقطعة خشب ، وبقطعة من بدر رمضان دعنا نسطر أشجاننا وأحلامنا على رمال غزة ، ونرسم لأطفالنا سفينة صياد يصطاد سمكة ليقتات بها أطفاله المحاصرين الصابرين .
غزة التي تبرعت بدمائها وضخته عبر المحطات الإخبارية في وجوه المشاهدين العرب أصحاب النخوة والرجولة والشهامة لتوقظ فيهم هذه الصفات كي يشعروا بشيء من ألم أو خجل أو غيرة أوغضب .
من السخافة والسذاجة في هذا الزمن أن نسأل أين الإنسانية ، فقد تأكدنا أن العالم كله عالمٌ ظالم جبار متخفٍ بجسد بشري وهو وحش ضاري .
فسبع سنين من الحصار الظالم لم يعبء بنا أحد ، وحتى لو كانت سبعين سنة من الإحتلال والحصار والقتل والظلم فلن نتوقع أن يرقّ قلب أحد علينا .
لكن لماذا كل هذا الحقد أهو من أجل الكرسي أو المال ؟ أو بسبب الجهل والحمق والخيانة ؟ لكن مهما كانت الأسباب فلا بدّ للنار أن تمتلأ من معسكر الكفر وللجنة أن تمتلأ من معسكر الإيمان فهو صراع بين حق وباطل .
وكأن امتحان غزة في هذا الرمضان المبارك هو الإمتحان الأخير لذهاب كل إنسان إلى فسطاطه.