نسائم شذى الروح
مصطفى أحمد البيطار
حانَ مجيء أولادي من سفرهم في طلب العلم ,وكلٌّ منا تحتَ سماء ولا أدري هل يشعرُ ـ حكامنا بهذه المعاناة التي يعانيها الأبناء والآباء؟!ـ بطعم الفراق. فوصلَ أحدُهم من سفره فحرك أشجاني بمنْ سافرَ من دار الفناء إلى دار البقاء ولم يعدْ , فجاشتْ مشاعري ....
ياأمَّ أحمدَ كلُّ الذينَ قدْ غابوا.
عن الديارِ في طلبِ العُلا آبوا...
عادَ الصّحابُ يَحدوهمُ الشوقُ. إلى أهلهم وولدي فيهم غِيابُ...
أحمدُ هلْ شغلهُ عنا شاغلٌ ؟
أمْ منعَتْه عَنّا جِبالٌ وهضابُ...
ياأمَّ أحمدَ أخْبريهِ بأنَّ أباهُ . دنفٌ من البعدِ عيناهُ ميزابُ ...
و قلبُه لهُ وجيبٌ من الجَوى.
مالم يأتِه من المسافرِ جوابُ...
وإنّي لأَشكو لله بَثي وحُزني .وما أمضَّني منَ الأسَى ضَبابُ ...
ماكنتُ أظنُّ أنَ أحمدَ مزمعٌ
على سفر ليس فيه إلينا مآبُ...
سألتني أم العلا زوجه هل حالت ْأحمدَ عنْ وصولِه أسبابُ؟..
سننتَظِرُ لعلَ سدوداً حجبته
لابدَ أنْ يُخبرَنا بغيابهِ أحبابُ...
فأجابتْ الأمُّ وهيَ حزينةٌ يابنيةَ قلبي يُنبئني بأنَّه مُصابُ ..
رأيتُ في غسقِ الدًُّجى نورا باهرا
هوى من كبدِ السماءِ شهابُ...
وأنَّ الحتوفَ أقبلتْ تَزورنا فأهلاً وسهلاً بقضاءٍ خَطَّهُ كِتابُ...
كلُّ ماقدَّر الإلهُ برداً وسلاماً على قلوبنا وإن أمطرت أهدابُ...