الرئيس المبارك رئيس من ورق
د. محمد رحال /السويد
انتهت لعبة الاختطاف في جنوب مصر , والدولة المصرية التي اهتمت كثيرا , بهذا الحدث الذي كاد ان يقصم ظهر السياحة في مصر, وهي الصناعة التي دفع المواطن المصري الفقير كثيرا من كرامته والتي ورثها ابا عن جد , من اجل ان تتسارع وفود السياحة الى مصر , ولهذا فقد استقدمت الاستثمارات من كل حدب وصوب لبناء الصروح والقرى السياحية , وانصب اهتمام الدولة بالدرجة الاولى الى محاولة رضا هذه الوفود , بغية رفع وتيرة الصناعة السياحية , ولهذا فقد استاسد الجيش المصري الباسل بقيادة بطل من ابطال العبور من اجل تحرير الرهائن المختطفين , وكانت التصريحات بتحريرهم تذكرنا والى حد بعيد بتلك التصريحات الطنانة من اذاعة صوت العرب في عام 1967حين حررنا فلسطين والقيناها في البحر الابيض المتوسط طعاما سائغا لحيتان البحر المتوسط بعد ان اسقط المشير عبد الحكيم عامر كل الطائرات الاسرائيلية ومعها طائرات الحلف الاطلسي , ومن ثم افقنا على ان كل تلك التصريحات كانت علينا وليس لنا , لنكتشف ان الطائرات التي اسقطناها هي طائراتنا , وان الذي القي في الزبالة وليس البحر هو نحن لتخرج دولة آل صهيون مع ربح من الاراضي اضعاف ماكانت قد اخذته عندما انتصرنا عليها في عام 1948, بل واضيف الى نصرنا المشرف خسارتنا للمسجد الاقصى والذي فرغت اسرائيل الارض من تحته وهي تتهيأ قريبا لافتعال هزة ارضية , تطيح بالمسجد الشريف , بعد ان اجرت عدة تجارب ناجحة في قعر البحر الميت امام سمع وابصار الحكام العرب الاماجد حفظهم الله , ولعلي وانا استذكر هذه السوالف التاريخية مع مقارنتها مع البطولة التي اعلن عنها المشير طنطاوي وامام كل كاميرات التلفزيون , حين قال للرئيس المبارك ان القوات المصرية اطلقت سراح المختطفين , وعندما ساله الرئيس المبارك عن المختطفين اجابه بطل التحرير والعبور وبسرعة ان الجيش قتل النصف والنصف الباقي القي القبض عليهم , ولم يمض الا القليل حتى صرح السواح المختطفون ان الخاطفين تركوا لهم سيارة وهربوا بباقي السيارات مكذبين بذلك بطل العبور والتحرير , والاغرب هو استفساري عن هذا الاستضراط برئيس مبارك كرئيسنا المبارك وامام كاميرات التلفزيون, فهناك كذبة كبيرة , فاذا كانت هذه الكذبة من السيد بطل العبور بحسن النية وان القصد منها تقوية معنويات الجيش وانها كذبة بيضاء وعلى الشعب , فاننا نعده بان الشعب الذي اعتاد كذب الحكومات سيحترم هذا الكذب , وذلك من اجل العيون السياحية , اما اذا كانت تلك الكذبة المكشوفة تمثل ضحكا على الرئيس المبارك , فان هذا يضعنا امام استفسار وقح وهو هل الرئيس المبارك هو من يحكم مصر فعلا ام انه رئيس من ورق ’ وانه فعلا مبارك لاينقصه الا سبحة الدراويش في رقبته حيث تعامل مع الحدث بضحكة لم ارها تناسب رئيسا يحكم اكبر دولة عربية.