أحاسيس تراودني على مدار الأربع والعشرين ساعة
هنادي نصر الله
كم أشتاقُ إلى لحظةِ تأملٍ وسكونٍ مع نفسي، أتناسى معها أعباء العمل وتعب الركوض خلف الطموح والأماني والمستقبل، كم أشعر بعظم المسئولية والأمانة، كم أفكر بالقادم المجهول، كم أقلق على مبادئ في ظل مغريات الحياة وأهواء النفس الأمارة بالسوء!!.
أحاسيس تزروني يوميًا وتأبى أن تفارق مخيلتي، وما عليّ إلا الصمود أمامها؛ كي أستكمل الخطوة الأولى من مشوار الألف ميل بلا تلعثم أو تقهقرٍ أو انهزامٍ ـ لا قدرّ الله ـ .
الدربُ أمامي حافلٌ بالأشواك والصعاب، العيون كلها تُراقبني من بعيد ومن قريب، من أمامي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، وأمامها يجبُ أن أكابر على وجعي، أن أمشي على جرحي، أن أقهر كسلي، بالتوكلِ على الله والتخطيط الجيد وصفاء النيةِ والحمد والتسبيح والتوبة والاستغفار، فهذه الأمور زادي في صحراءٍ قاحلةٍ خاليةٍ من الإنسانية والإيثار!!.
أفرحُ عندما أرى المشجعين يُصفقونّ للطامحين والحالمين، وأُمني نفسي بأن تكون منهم في يومٍ من الأيام،أُسائلها" هل الذين وصلوا إلى مرادهم وحفروا أسماءهم في ذاكرة الجماهير،يملكون شيئًا لا تملكيه؟!
تفكيرٌ لذيذ بنكهة التفاؤل الممزوج بخوفٍ مبرر يغمرني وأظنه يغمرُ كل المبدعين والمبدعات ليس فقط من أبناء شعبي بل من العالم أجمع.
ـ قد يُجبر المرءُ على معايشةِ أُناسٍ لا يكنون له ـ وللأسف ـ إلا كل حسد ومكروه، يتلهفون على ذلةٍ منه ويتذرعونّ بحججٍ واهية، يختلقون الإشكاليات؛ ليشوهوا صورته وينالوا من إبداعاته، لكن يقينًا لن ينالوا هؤلاء وأمثالهم إلا كل خسارة.
أما هو هذا المبدع فعلى قدرِ تألمه وتحمله وعلى قدر مواجهته للصعوبات المادية والمجتمعية والنفسية؛ سيسمو ويتألق.
قدري أن أكونّ هكذا، ولن أقبلّ لنفسي إلا ما تُريده، وعهدًا لن أتخلى عن هدفي" وسأصلُ إلى ما أريد" ـ بإذن الله ـ