كن معي ..!
عبد الحميد عبد العاطي
أقف فوق ضجيج الصبر مترنحا لعلي أقع أو لا أقع فالهاوية بانتظاري على كل حال ، قبل بزوغ الثانية بلحظات ..كنت أسير بعرين الذكريات متخبطا حاملا معي مفتاح الكآبة منتظرا بفارغ الأنين والآهات وصول الابتسامة لإغلاق وكر الأحزان ، انتظرت حتى بكي الذي لم يبكي أبدا وهوي على جسدي وكأن الذي سقط قنبلة واخذ يتمتم بطريقة هسترية ويقول وكأن الحديث فراشة تطير بخفة وتذهب سريعا ، صدقوني لم أدون إلا الاستنتاجات ، فلقد وصلت متأخرا وهو بجانبي ينتظر وصولي ..لعلي كنت شارد الذهن أو أن الوقت توقف ليتسع لدموعي .
هي حالة من حالات الاجتياح المتباعدة تأتي بين الفترة والأخرى لتذكرنا بان الحياة لا تزال مسيطرة علي الغرائز وأماكن المرح والأحزان ،للأسف تعالت أوجاعي على الرحيل فسقطت بدون مأوي ، لم تجد قلبا صادقا أو حبا نافعا أو كلمة شافية تنبث أملا لم تجد وان وجدت سيكون بعد موتي .
لا اعرفهم إلا حين اضحك وحين ألبي أطماع العيون وأما غير ذلك فلا يهم فكل ما تبقي هو كحل الكذب والنفاق وبعض قشر الموز ورائحة الليمون ، فلقد كنت كريما بحبي بشغفي بذلك الصوت الذي لم يتوقف عن السؤال عنهم ، أين انتم إن كنتم تستحون ..؟، سأتوقف قبل أن تنعتوني بالجنون فهذا حال الجهلاء من امتنا ، يصنعون الرياء ويلعنون من اجل مال قد يكون أو لا يكون المهم أنهم يعملون فقد تتقلص نسبة البطالة ، فكل هذه الشعوب الخاملة تعمل بمهنة العيون ، فاحذر.