قاعدتي الذهبية

فداء الدين السيد عيسى

فداء الدين السيد عيسى/ السويد

[email protected]

لرفع الرأس في زماننا ثمن, وكذاك لفتح فمك ثمن آخر أشد وأقسى . حتى أضحى المواطن العربي لا يجرئ على فتح فمه إلا عند طبيب الأسنان كما خبرنا الأديب الحر المرحوم الماغوط قبل عشرين عاما.وكنت أطيل التفكير في حالة ما اذا رفعت رأسي يوما فافتخرت بديني وعروبتي وآثار أجدادي, وأرقني الموضوع كثيرا حتى ترسخت عندي قاعدة سميتها الذهبية تقول باختصار شديد : شعب بلا همة شعب مقهور

حتى إذا ما انطفأت آخر شمعة تضئ لي الطريق نظرت في كتاب الله فوجدتته اوقد لنا مئة اخرى. لأن هذه الأمة أمة سمت بهدي كتابها ومنهج حياتها فسادت العالم دهرا من الزمان قدحت في بيضته العقول وصدحت في بستانه الأنغام وعم الخير وانتشر الحق وساد العدل. إن أصحاب الهمم العالية هم الذين يغيرون وجه الدنيا, وكما من الله علينا بكتاب سيبقى ما بقيت السماوات فسيحمي الله الأمة برجال عظام يكونون وراء مشروع إصلاحي عظيم سيقود الجميع لما فيه الخير والسمو معا, وهو ما نعتقده لا ما نتمناه. عقيدة راسخة رسوخ الجبال الرواسي

فلا يحبطنك أخي الشاب كثرة الخبيث فإنما تمتاز الزهرة الجميلة الطيبة الرائحة بكثرة الشوك والحشرات المؤذية حولها.أن تؤمن بفكرتك أول الطريق فلا تهدن ولا تضعف وكيف تفعل ذلك وقد علت همتك واتصلت بالحق غايتك.ولا تياسن إذا ما وجدت حال الأمة الإسلامية في وضع لا يسرفهي ظروف ستنتهي حين تقرر خوض غمار التغيير عندما تسمو بنفسك وترتفع بهدفك وترتبط أمورك كلها بربك. إنها العاطفة يا شباب تصدقنا فتشغلنا. ومن شغلته دعوته فهنيئا له الرفعة فقد التحمت روحه بهذه الأمة فاختلطت دمائه بهموم الشارع المسلم الذي يسقى من ويلات الظلم والاستبداد ما يسقى. فإلى المعالي إخوتي نعطي المتهاونين درسا في التضحية والمثابرة والحماس المتقد بجذوة الحكمة الأصيلة.

أن تؤمن أن هذا هو الطريق الصحيح لمشروع النهضة السامي هو رأس الأمر, وأن تعقد النية على البدء في مشوار اليقظة أساسه . فإذا بدأت بإعداد ما ييسرك للوصول إلى أهدافك السامية فقد بنيت حجر الأساس في منظومة العمل المتواصل لإعاد البهجة والعزة للأمة المكلومة. لن يتم الأمر إلا بك يا صاحب الهمة فأنت هو المشروع الإصلاحي الذي نبحث عنه.

فكونوا دواء الأمة الرحيم يا شباب الصحوة