اﻷعور الدجال
ز.سانا
في المقالة السابقة تكلمنا عن روح السوء (666) وقلنا بأنها رمز المسيح الدجال أو الأعور الدجال في اﻹسلام ، فعيسى عليه الصلاة والسلام كانت تعاليمه المحبة والسلام ( العفة والسلام) ،أما المسيح الدجال (666) فهو يقوم بنشر اﻹباحة الجنسية و تقوية حب العنف واﻹنتقام في الناس لتظهر العداوة والبغضاء بين الناس والشعوب ،لذلك اﻵية التي تذكر هذا الرمز موجودة في اﻹصحاح الذي يحمل الرقم 13 هذا الرقم هو القيمة الرقمية للكلمة اليونانية (βια) وتعني عنف، وحشية.
أما رقم اﻵية 18 فهو يمثل رمز روح الخير العالمية ،لذلك فالرمز (666) هو في الحقيقة ليس إلا تحطيم الرقم 18 إلى ثلاثة أجزاء أي ثلاث مرات الرقم ستة (6-6-6) ، حيث الرمز 18 يحمل معنى ( العفة والسلام ) لذلك فمن أهم أهداف روح السوء أيضا هو نشر اﻹباحة الجنسية في المجتمع لتأخذ العلاقة الجنسية شكلها الحيواني ، فتحول العلاقة بين الرجل والمرأة من علاقة روحية (حب ) إلى علاقة جسدية هدفها فقط إشباع الشهوة الجنسية بشكلها الحيواني ينتج عنه مباشرة مجتمع يسوده العنف والقتل وحب اﻹنتقام. هذا القانون يعتبر جوهر طبيعة الخلق ، ولا يمكن إلغائه ، فمع حدوث أي علاقة بين رجل وإمرأة وكأنه تفتح نافذة روحية جديدة ،فإذا كانت العلاقة علاقة حب سامية فسيدخل من هذه النافذة إلى العالم نور ينشر المحبة والسلام في جميع أفراد شعوب العالم ، أما إذا إذا كانت العلاقة جسدية هدفها إشباع رغبات الكائن السفلي فقط فعندها ستدخل من تلك النافذة أشعة ضارة تنشر الكره و العنف وحب اﻹنتقام بين أفراد شعوب العالم.
الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن الكريم أشارت إلى هذا القانون ولكن لم ينتبه إليها أحد من علماء الدين ﻷنها مذكورة بطريقة رمزية فالقرآن الكريم يبدأ بسورة الفاتحة ، وأحد معاني عنوان هذه السورة ( الفاتحة ) هي المرأة الفاتحة التي ستفتح طريق جديد للإنسانية ، وإحدى النساء التي إختارهن الله والتي لها علاقة بموضوعنا رمز المسيح الدجال (666) هي مريم العذراء التي أنجبت عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله أصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) ،فسورة الفاتحة هنا تأتي في أحد معانيها كرمز لولادة مريم العذراء والتي فتحت طريق جديد للإنسانية بولادة إبنها الذي أتى باﻹنجيل لينشر تعاليم الدين المسيحي والذي بدأ بولادته من إمرأة عذراء (العفة ) ونشر تعاليمه المحبة والسلام.
إسم مريم هو عنوان السورة التي تحمل الترتيب 19 وقبل هذه السورة هي سورة الكهف والتي ترتيبها هو الرقم 18 ، هذا الرقم هو عمر مريم حسب معلومات القرآن عندما أنجبت إبنها عيسى ( لا يوجد وثيقة تاريخية تذكر كم كان عمر مريم عندما أنجبت إبنها عيسى ولكن هناك آراء كثيرة متناقضة فيما بينها وجميعها تعتمد على ما كان شائع في تلك الفترة الزمنية عن العمر الذي كانت تتزوج فيه الفتيات، فبعضهم يقول أنها كانت بعمر 12 عام وبعضهم 13 وبعضهم 14 وآخرون يعتقدون أنها كانت بعمر 15 ) ولكن نحن هنا نتكلم بناء على رموز قصة حياة عيسى كما هي في الدين المسيحي ، فولادة المسيح حدثت في كهف ، وعند ولادته ظهر نجم ، فرمز النجم يعبر عن حياة عيسى ،والقرآن الكريم يستخدم هذه الرموز ليعطينا معلومات تاريخية عن حياة عيسى ، فترتيب سورة الكهف هو الرقم 18 وهو رمز لعمر مريم عندما حملت و وأنجبت عيسى ، وترتيب سورة النجم 53 هو عمرها عند وفاته (صعوده إلى السماء ) . وهو يصادف في الشهر الرابع من عام 28 بعد الميلاد ،هذا يعني أن عام ولادة مريم كان في منتصف أو في اﻷشهر اﻷخيرة من عام 25 قبل الميلاد ، وهذا يؤكد صحة تاريخ ولادة عيسى ( عام 6 قبل الميلاد) والمعترف به في معظم الكنائس المسيحية.
التقويم اﻹسلامي يبدأ بسنة الهجرة والتي حدثت في منتصف عام 622 ميلادي ، إذا أضفنا إلى هذا العدد رقم ميلاد مريم العذراء (25 قبل الميلاد )سنحصل على العدد (646 ) وهو عدد السنوات التي تفصل بين ولادة مريم وسنة الهجرة ،وإذا حولناه من سنوات شمسية إلى قمرية سيكون الرقم هو (666) سنة قمرية ،فعام ولادة مريم العذراء حسب التقويم الهجري هو 666 قبل الهجرة. وهذا الرقم ليس صدفة فهو -كما ذكرنا - رمز المسيح الدجال ومذكور في الديانة المسيحية ، وذكره الله في القرآن الكريم بهذه الطريقة الرمزية كنوع من الحكمة الإلهية ليعلم علماء كلا الديانتين أن الله أنزل الديانات ليس لتفريقهم وزرع العداوة بينهم كما يحدث اﻵن في الكثير من مناطق العالم ولكن من أجل أن يتعاونوا مع بعضهم لحل مشاكلهم التي تظهر أمامهم عند ظهور أشياء من صفات روح السوء (666) هذه.
الحكمة اﻹلهية ذكرت أيضا رمز روح السوء ( 666) في كتب الديانة اليهودية ( العهد القديم ) بطريقة رمزية ويمكن رؤيته عند حساب اﻷرقام التي تستخدمها كتب العهد القديم المقدسة (التكوين والخروج ) :
- عدد السنوات من عام خلق آدم وولادة نوح تعادل 1056 سنة
- وبين ولادة نوح وولادة إبراهيم تعادل( 890) سنة
- وولادة إبراهيم حتى ذهاب يعقوب إلى مصر (290 ) سنة
- وبين ذهاب يعقوب إلى مصر حتى خروج موسى وقومه منها( 430) سنة
فإذا ماحسبنا مجموع السنوات الفاصلة بين خلق آدم حتى خروج موسى مع قومه من مصر وجدناها تعادل (2666) سنة ، هذا الرقم ليس له قيمة مادية ، أي أن كل عام سنة تعادل (365) يوما ولكنه رمز روحي فيه معنى أن خروج موسى مع قومه من مصر حدث بسبب تحول الحضارة المصرية إلى حضارة مزيفة تسيطر عليها روح السوء (666).
الرقم المذكور (2666) هنا هو رمز مؤلف من قسمين : اﻷول (666) وهو رمز روح السوء ، والثاني وهو (2) والذي إذا كتبناه كرقم هندي كما يستخدمه العرب فشكله يشبه عين في وجه جانبي لإنسان ينظر إلى السماء (الصورة ) . فالمقصود بالرمز (2666) هو سيطرة رؤية روح السوء (666) على فكر العلماء المصريين في ذلك العهد لذلك أرسل الله موسى عليه الصلاة والسلام لينقذ قومه من هذه الروح ، ومن هنا نجد الديانة اﻹسلامية قد ذكرت رمزا آخر لروح السوء( 666) يتعلق بهذه الفكرة وهو ( اﻷعور الدجال ). والمقصود بهذا الرمز - كما ذكرنا في المقالة السابقة - هو معناه الروحي وليس المادي ، أي العمى الروحي بسبب إستخدام الرؤية المادية فقط في تقييم والحكم على اﻷشياء واﻷحداث كما يحصل اليوم تماما في المنهج العلمي الحديث حيث علماء اليوم يعطون أهمية مطلقة لمادية اﻷشياء فقط أما روح اﻷشياء والتي تظهر من خلال الرموز فيها فلا أحد منهم حتى علماء الدين والفلاسفة والفنانين لا يخوضون في تحليلها ويعتبرون هذه الرموز التي ظهرت على الشيء قد حدثت بالصدفة. فأكبر مشكلة يعاني منها المنهج العلمي الحديث والذي يجعل الوضع اﻹجتماعي يسير من السيء إلى اﻷسوأ هو سيطرة رؤية اﻷعور الدجال على المنهج العلمي الحديث. وهذا ما أدى إلى إنفصال العلوم المادية عن العلوم الإنسانية وخاصة الدين. فنجد القصص المذكورة في الكتب المقدسة لا مكان لها لا في كتب التاريخ ولا في كتب العلوم اﻷخرى، ولكن إذا حاولنا فك وفهم رموز الكتب المقدسة سنجد بأن قصص اﻷنبياء هي المحطات الرئيسية التي مرت بها الحضارات والتي ساهمت في توجيه طريق تطور اﻹنسانية. وسنعطي هنا مثال بسيط على هذه الفكرة :
أشهر تمثال يمثل إنسان أعور هو التمثال الرأسي للملكة نفرتيتي ( الصورة ) ، هذه الملكة التي تعتبر لغز معقد من ألغاز تاريخ مصر القديمة ، فمعنى إسم نفرتيتي هو ( الجميلة قادمة إلينا ) فكيف سميت بهذا اﻹسم (الجميلة ) وبقي تمثالها بدون العين اليسرى لتبدو وكأنها عوراء ، فمن المستحيل أن تكون عوراء وأن تسمى بـ ( الجميلة ) هذا يعني بأنها لم تكن عوراء ولكن لسبب ما تم تصميم هذا التمثال الرأسي بهذا الشكل ليكون تعبيرا روحيا يساعد الفلاسفة في فهم الحقيقة الروحية لدور هذه المرأة في تلك الفترة.ففي عهدها حدث تغيير جذري لم يحدث مثله لا من قبل ولا من بعد في تاريخ مصر القديمة حتى ظهور الديانة المسيحية ، وهذا الحدث هو الثورة الدينية التوحيدية التي ألغت تعدد اﻵلهة لتتحول إلى عبادة إله واحد وهو إله النور (أتون) ، ولكن فجأة وبدون أسباب واضحة نجد حدوث هجوم ضدها وإسمها نفرتيتي الذي يعني ( الجميلة قادمة إلينا) قد تحول إلى ( الملحدة )، وتلك المدينة ( أخيتاتون ) التي بنتها لتصبح العاصمة الجديدة لبلاد مصر التي كانت تعج بالناس والحركة والنشاط ، نجدها قد تحولت فجأة إلى مدينة صامتة مهجورة،وكأن لعنة قد حلت عليها دون سابق إنذار وجعلت سكانها يولون فرارا منها، وأخبار نفرتيتي نجدها قد إنقطعت إلى اﻷبد ، حيث لا وجود ﻷي وثيقة تنبئ بوفاتها أو بقائها على قيد الحياة بعد إغتصاب الحكم منها. ومن المعروف أن فرعون الذي أخذ منها الحكم ليعيد الديانة القديمة ثانية كما كان في السابق هو الفرعون توت عنخ آمون. والذي على الرغم من أن حياته كانت عديمة اﻷهمية تاريخيا، ولكنه هذا الفرعون اليوم يعتبر لجميع سكان العالم أشهر فرعون في تاريخ الحضارة المصرية بسبب جثته المحنطة والكنوز التي وجدت في قبره ، وكذلك بسبب تلك اللعنة التي أصابت كل الذين ساهموا في إكتشاف وحفر قبره حيث ماتوا بعد إكتشاب قبره وفي فترة زمنية قصيرة وبطريقة غريبة ( ما عدا رئيس البعثة هوارد كارتر ) فالقدر نفسه هو الذي جعل من هذا الفرعون ( العديم اﻷهمية تاريخيا ) أشهر فراعنة مصر ليكون مثالا مطابق تماما للفرعون المذكور في الكتب المقدسة . والسؤال هنا : هل من المعقول أن تكون تلك الملكة نفرتيتي والتي في عهدها حدث التغيير الجذري في ديانة الشعب المصري لتتحول ديانتهم من عبادة عدة آلهة إلى ديانة توحيدية تعبد إله واحد وهو إله النور أتون ،أن يرمز لهذه الملكة في تمثالها بعين واحدة عكس رمز أعور الدجال ، وكذلك أن يجعل القدر من الفرعون توت عنخ آمون الذي أخذ الحكم من بعدها وأعاد ديانة عبادة آلهة عديدة أشهر فرعون في الحضارة المصرية رغم أنه لم يفعل أي عمل مهم في حياته ،هل من المعقول أن يكون حدوث هذه اﻷشياء هو مجرد صدفة أم أنها حكمة إلهية تشير لنا إلى شيء مهم له علاقة مع قصة الخروج ؟ للأسف حتى اﻵن هذه اﻷمور تعتبر حسب رأي العلماء هي مجرد صدفة لذلك لم يحاول أحد من علماء تاريخ مصر القديمة أن يربط هاتين الفكرتين مع قصة حياة موسى عليه الصلاة والسلام كما هي مذكورة في الكتب المقدسة.
إذا أمعنا النظر في اﻷرقام التي تتعلق بالآية التي تذكر رمز اﻷعور الدجال (666) في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي ، نجد أن رقم اﻵية هو 18 ورقم اﻷصحاح هو 13 ، فإذا وضعنا الرقمين جنبا إلى جنب سنحصل على العدد ( 1318 ) وإذا أضفنا له الرقم 6 وهو عام ولادة المسيح قبل الميلاد سنحصل على العدد (1324) وهو عام وفاة فرعون توت عنخ آمون ،وكما ذكرنا قبل قليل أن كتب العهد القديم أعطت لإنتصار موسى على فرعون الرمز (2666) ومعناه عين الأعور الدجال. فوفاة هذا الفرعون هنا هو رمز إنتصار موسى وخروجه من مصر.
فتمثال نفرتيتي الرأسي يمثل الرمز المعاكس لرمز ( اﻷعور الدجال) من حيث نفرتيتي تبصر بالعين اليمنى رمز اﻹدراك الروحي للأشياء واﻷحداث ، بينما اﻷعور الدجال يبصر بالعين اليسرى فقط وهي رمز اﻹدراك المادي كما يحصل في علماء عصرنا الحديث.
كما ذكرنا في المقالة السابقة أن الرمز (666) تم إستخراجه من الرمز χξ6 المذكور في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي النسخة اليونانية ، وهو يعتمد على النظام الرقمي لهذه اللغة التي كان يستخدمها الفلاسفة الفيتاغوريون ،إذا حسبنا القيمة الرقمية ﻹسم نفرتيتي إعتمادا على هذا النظام الرقمي للغة اليونانية سنجد أن القيمة الرقمية لكلمة نفرتيتي ΝΕΦΕΡΤΙΤΗ تعادل (1278)
Ν(50)+Ε(5)+Φ(500)+Ε(5)+Ρ(100)+Τ(300)+Ι(10)+Τ(300)+Η(8) = 1278
الرقم(1278) أيضا يعبر عن التعبير الروحي لنوعية الرؤية عند نفرتيتي. فالعدد 1278 يتألف من قسمين : اليمين (78) وهو رمز للعين اليمنى لنفرتيتي، وهو الرقم المركب للرقم (12) الذي يمثل شكل حاجب وعين كما في الصورة.، ومعنى الرقم المركب هنا هو 1+2+3+4+.......+12= 78 وهو رمز الرؤية الروحية
أما القسم الثاني اليسار فهو الرقم (12) بشكله البسيط.وهو رمز العين اليسرى التي ترى بالرؤية المادية.
ولما كان الرقم (2666) عددا رمزيا بين خلق آدم وخروج قوم موسى من مصر، فلنحسب مجموع اﻹصحاحات من بداية سفر التكوين حتى نهايته ، ومن بداية الخروج وحتى ظهور تلك اﻷميرة التي أخذت موسى ( الرضيع ) من نهر النيل ، نجد:
مجموع اﻹصحاحات في سفر التكوين 1+2+3+4+5+......+49+50= 1275
ومجموع إصحاحات سفر الخروج حتى ظهور تلك اﻷميرة هو 1+2=3
المجموع العام هو 1275+ 3 = 1278 هذا العدد كما ذكرنا قبل قليل هو القيمة الرقمية ﻹسم نفرتيتي.
بهذه الطريقة تؤكد لنا الكتب المقدسة بأن نفرتيتي هي اﻷميرة التي أخذت موسى الرضيع من النهر . نفرتيتي هي تلك المرأة التي إختارها الله لتكون أم موسى الروحية التي قامت بحمايته ورعايته حتى يكبر ليواجه فرعون
جميع الديانات تكلمت عن روح السوء وأعطتها عدة رموز حيث كل رمز يعبر عن صفة من صفات هذه الروح ليعلم اﻹنسان طبيعة هذه الروح والطريقة التي تستخدمها في تدمير اﻹنسان والمجتمع بأكمله ، فهي تظهر كل فترة وفترة وتنتصر وتأخذ زمام اﻷمور إلى أن يتم التدخل اﻹلهي لينقذ اﻹنسانية من ظلم هذه الروح ،وليكون درسا جديد للإنسان ليتعلم بأن التخلي عن تعاليم الله هو خسارة وشقاء. سواء في حياة الدنيا أو في حياة اﻵخرة، ونحن اﻵن وللأسف نعيش اﻵن هذه الفترة التي تسيطر فيها روح السوء على كل شيء وفي جميع مناطق العالم ، وللأسف غياب الرؤية الروحية في المنهج العلمي الحديث جعل الجميع من النساء والرجال يفكرون بنمط واحد وهو المنطق المادي ولم يعد هناك تشعب في زوايا الرؤية ليتم رؤية الشيء أو الحدث من جميع زواياه للوصول إلى الحقيقة الشاملة لهذا الشيء أو هذا الحدث وكما تذكر اﻵية 67 من سورة يوسف التي تحمل رقم الترتيب 12 والذي يمثل رمز العين ( يابني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ..... ) بهذه الطريقة يمكن الوصول إلى الحقيقة ، فكل ديانة هي باب وكل علم هو باب وكل لغة هي باب وللوصول إلى حقيقة الشيء لنحكم عليه دون أخطاء يجب الدخول من جميع هذه اﻷبواب ، هذه هي حكمة الله تعالى في خلقه التي وزعها على سكان العالم ﻷن الله تعالى إله الناس أجمعين وليس إله حفنة قليلة من الناس ،وكل شعب يعتقد نفسه أنه شعب الله المختار سيكون مصيره الدمار كما حدث مع الشعب اليهودي عندما حاولوا إضطهاد المسيحيين قبل ألفين عاما.
أنظروا إلى صورة الملا محمد عمر قائد أول منظمة إسلامية مشهورة في العصر الحديث والتي ظهرت في أفغانستان فحملت السلاح معلنة الجهاد المقدس ضد جيوش اﻹتحاد السوفييتي في البداية ثم ضد القوات اﻷمريكية واﻷوروبية بحجة الدفاع عن اﻹسلام والمسلمين، أنظروا إليه كيف تحول إلى إنسان أعور يرى بالعين اليسرى فقط تماما مثل رمز الأعور الدجال ليكون علامة لكل المسلمين بأن مثل هذا النوع من الجهاد ( الجهاد المسلح ) في عصرنا الحاضر هو ليس جهاد ولكن إرهاب ووحشية وإجرام هدفه الحقيقي هو اﻹساءة إلى اﻹسلام ليجعل جميع شعوب العالم تشعر بالحقد والبغض على هذا الدين ، وللأسف سيطرة الرؤية المادية على المنهج العلمي الحديث جعلت من تفسيرات علماء الدين لآيات الكتب المقدسة تفسيرات سطحية فقيرة فلم يفهموا لا المعنى الحقيقي ﻷعور الدجال ولا السبب الذي جعل القدر اﻹلهي أن يخسر هذا القائد عينه اليمنى رغم أنه يحارب بإسم الله ليكون من أصحاب الشمال كما هو في أعور الدجال ، فتحولت أفغانستان من دولة إسلامية تعيش بهدوء إلى منطقة متوحشة يسودها الجهاد الشيطاني الذي نشر الموت والكره والرعب بين أفرادسكان هذه البلاد دون أي فائدة لا للإسلام ولا للمسلمين سوى دمارهم ، وهذا الجهاد الشيطاني شيئا فشيء إنتقل من أفغانستان إلى العراق ومنها إلى بلدان إسلامية عربية وأفريقية أخرى ليدمرها و يجعل روح الشيطان هي الحاكم الحقيقي لتلك البلاد ليقتل ويشرد مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين من ديارهم ، وليجعل من اﻹسلام في نظر بقية اﻷمم وكأنه دين أتى من عصر الكهوف دين لا يعرف الرحمة ولا الشفقة سوى القتل وسفك الدماء .
روح السوء التي عبر عنها الدين اﻹسلامي بـ (الأعور والدجال) وذكره بشكل رقمي رمزي(666) في كتب العهد القديم ، كانت السبب اﻷول في دمار الحضارات منذ ولادة اخواطر من الكون المجاورﻹنسانية وحتى اﻵن. ونحن اﻵن نعيش في مثل تلك الفترة التي مر فيها قوم موسى ولكن على مستوى عالمي فروح السوء تسيطر على جميع شعوب العالم فتجعل من بعضهم الظالمين ومن بعضهم اﻵخر المظلومين ، واﻹنسانية اﻵن بحاجة إلى الخروج من هذا العصر المظلم لتدخل اﻹنسانية في مرحلة جديدة من تطورها، اﻹنسانية اليوم بحاجة إلى نساء مثل نفرتيتي يدافعن عن حقوق أطفال العالم بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو لغتهم ،ﻷن كل طفل يحمل في داخله جزء من روح الله ويجب حماية هذا الجزء فيه ليكون هو المسيطر على سلوك هذا الطفل عندما يكبر وليبقى إنسانا من بني آدم وليس من بني الشيطان وأحد أتباع أعور الدجال ، جميع أطفال العالم هم كائنات سلام ويجب أن تبقى هكذا فعاطفة حب السلام هي أهم صفة من صفات المؤمن الذي يعيش في عصرنا الحاضر. ﻷن نوعية اﻷسلحة قد إختلفت نهائيا عن أسلحة العصور القديمة ،وأي محاولة في إستخدامها ستجعل الطفل يكون أول ضحاياها سواء بموته أو بتحويله من كائن مسالم إلى كائن من أتباع أعور الدجال محب للعنف واﻹنتقام وسفك الدماء .