حكاوي مدارس زمان 1
حكاوي مدارس زمان 1
سليمان عبد الله حمد
منقول على صحيفة الراكوبة السودانية
مقدمه تاريخيه:
لقد أبدع مداد قلم أستاذنا الطيب السلاوى حين أنسكب على هذه اللوحات التاريخ السودان الغير مكتوب إلا فى ذاكرة من عاشوا تلك الفترات من التاريخ الجميل فأنفرد بهذه اللوحة التاريخية قائلاً : ـ
عندما مال ميزان كلية غردون فى نهاية
عام 1945 وبرزت من قرابها وادى سيدنا وانبرت من عرينها حنتوب انتقل نصف عدد طلاب
الكلية الى واديهم الاخصر فى يناير1946 واستقر بهم المقام والبسط فى مواقع سكنهم (داخلياتهم)التى
احتفظت لها ادارة المدرسة باسمائها التى كانت تحملها فى الكليه وهى اسماء لخمسة من
البريطانيين ممن جلسوا على قمة مناصب الادارة فى السودان فى فترات متفاوتة من بعد
خضوعه للحكم الانجليزى المصرى. اولهم كان لورد كتشنرالذى ورد ذكره فى كتاب المطالعة
العربية " التحفة السودانيه" الذى كان يدرّس لتلاميذ سنه ثالثه فى المدارس ألأوليه.
(ان لم تخنى الذاكره وارجوالتصويب ممن ما ينفك يتذكران جاء فى ذلك الكتاب)ان"
اللورد كتشنر هو فاتح السودان وجالب العمران".وقد ظل تمثاله وهويمتطى صهوة جواده فى
موقعه شمال مصلحة(وزارة المالية السودانيه) على شارع النيل(شارع كتشنر قبل سودنة
اسم الشارع) وهوينظرنحو مديىة امدرمان وما بعدها شمالا.تمت ازالة التمثال ابان فترة
حكم الفريق عبودوتم ترحيله الى بريطانيا مع تمثال الجنرال غوردون الذى كان يتوسط
شارع الجامعه (شارع غردون قبل الاستقلال).
اما سير ريجنالد ونجت الذى خلف
لورد كتشنر حاكما عاما على السودان وفى عهده تم اخضاع واضافة اقليم دارفور الى بقية
اقاليم السودان بعد ان دحر الانجليزقوات السلطان على دينارعام .1916 وظل ونجت حاكما
عاما الى سنة 1920ليخلفه سيرلى
ستاك. الذى كان يحمل لقبى " سردار(قائد عام) الجيش المصرى وحاكم عام السودان "
والذى تم اغتياله فى القاهرة عام 1924مما كانت له نتائج وتبعات لها آثار جمه على
مستقبل السودان السياسى. وظلت داخليات وادى سيدنا منذ بداية الدراسة فيها تحمل
اسماء حكام السودان ونجت وستاك..الذى خلفه جوفرى ارشر(اول حاكم عام تم تعيينه من
خارج منظومة العسكريينالبريطانيين) وهوالذى اثارعلي نفسه غضب "الفورين اوفيس" فى
بريطانيا بزيارته الشخصية التى قام بها للسيد عبد الرحمن المهدى فى الجزيرة ابا..
وهو من تخلى عن لقب "السردار" واعلن انه "قائد عام قوة دفاع السودان" التى عمل على
انشائها بعد اعادة الجيش المصرى الى بلاده فى اعقاب مقتل ستاك فى مصر واندلاع ثورة
1924 فى السودان .. وعن زيارته للجزيرة ابا ولقائه السيد عبدالرحمن فى استقبال حاشد
من الانصار اعلن ارشر ان تلك الزيارة تمثل نقطة فارقة فى تاريخ علاقات بريطانيا ب
"ابن المهدى" رأبا للصدع وتوثيقا لعرى التفاهم والصداقة بينهما" فى حين ان بريطانيا
اعتبرت ان تلك الزيارة خروج عن السياسة المرسومة فاضطرته حكومته الى الاستقالة فى
عام 1926. ليخلفه سير" جون مفى"حاكما عاما على السودان الى ان تم نقله عام
.1934
وما ان هل العام الدراسى1947ولم يكن قد مضى الآ عام واحد على انتقال طلاب وادى سيدنا الى صرحهم الكبيرفى يناير1946ولم تكن هى الا اشهر لم تتعدالخمسة على انتقال وصفائهم الحنتوبيين الى"عمارتهم"قبالة ودمدنى على الضفة الشرقية من النيل الأأزرق والتى كانت لا تزال بعض اجزاء من مبانى داخلياتاتها ومنازل معلميها وبعض مرافقها الاخرى فى مراحل "التشطيب" الا ورشحت الانباءعن دخول طلاب وادى سيدنا فى اول تجربة توقف عن الدراسة "اضراب"لهم فى الصرح الجديد..كان من بين ما ورد من اسبابذلك الاضراب هو اصرارادارة المدرسه على بقاء اسماء الحكام البريطانيين الخمسه اسماء للداخليات والابقاء على اسماء الفصول على ما كانت عليه فى كلية غردون فى حين كانت قد تمت تسمية داخليات حنتوب منذ البدايه باسماء مشاهيرمن السودانيين فضلاعن اطلاق اسماء بعض المفكرين وغيرهم على فصول المدرسه. بطبيعة الحال ودون الدخول فى تفاصيل سيرد ذكرها لاحقا تظهر بجلاء شخصية المسترلويس براون – ناظرحنتوب– وطريقة ادارته لمملكته حنتوب(كما كان يردد كا حين وهو مزهوببقائه فيها لفترة زمنية لم تتح لأى من نظارالمدارس من قبله اوبعده فى حنتوب او فى غيرها من المدارس.فقد بقى براون فى حنتوب مدة تسع سنوات متصلة قضاها فى اتفاق كامل وتعاون تام مع من كانوا حوله من زملائه المعلمين ولعله كان منذ البدايه وعلى مرالزمان مضرب المثل فى تقديره واحترامه لكل ما كان يبديه المعلمون من مقترحات ووجهات نظرفى كل ما كان له من صلات وعلاقات من بعيد او قريب بمسارالعملية التعليمىة والتربوىة فى حنتوب..
فى نهاية المطاف كان لطلاب وادى سيدنا
ما ارادوا وتم استبدال اسماء الحكام البريطانيين الخمسة باسماء لمشاهيرالابطال
والقاده العظام فى تاريخ السودان والعالم الاسلامى..هم: (جماع..ابوقرجه..
المختار..الداخل واخيرا وليس آخرا ودالبدوى.وقبل بضع سنين قبل ان يميل ميزان
المدرسة وتغرب شمسها كصرح تربوى فى مقدمة صروح التعليم الثانوى فى السودان وجد اسم
معلم الاجيال الشيخ بابكر بدرى طريقه ليكون اسما لأحدى الداخليات الست.. الى ان
عادت مدرسة وادى سيدنا مرّة اخرى فى عام 1969بعد 23عاما قضاها ابناؤها فى مبانيها
الجميلة وبين ميادينها الخضراء شمالى مدينة امدرمان ..عادت الى آخرموقع خرج منه
طلابها وهم يطيرون فرحا ويفيضون تفاؤلا فى يناير1946ميممين شطرذلك المكان
الساحرالذى تغنى بسحره المبدعون(فى الوادى يا حبّان ساهرتو بينا)
ليواصل العائدون من وادى سيدنا (ألأصل) دراستهم فى مبانى
مدرسة ام درمان التجارية الثانوية الصغرى التى انتقلت الى ثكنات الجيش البريطانى
غربى مبانى وزارة المعارف على شاطىء النيل الازرق بالخرطوم عام .1958
ونواصل !!!
تنويه إلى أن ضياغة مثل هذه المقالات لأعتقادنا بأنها من الأهمية بمكان وبحيث أن كثيرا منا لا يقرأ كل ما ينشر من وسائل النشر السودانية إلا إذا جاءت من الخارج !!!
لقد ابدعت أستاذنا الطيب السلاوى فى هذا السرد التاريخى والوقفات المشرقة وإن دل على شىء إنما يدل على صادق مشاعرك نحو النهوض بالسودان بقصد اللحاق بركب الحضارات !!! فهل أنت معى !!!