خواطر من الكون المجاور 36+37+38
خواطر من الكون المجاور الخاطرة 36 ..مبدأ التصميم ا?لهي
إن فكرة وجود إعجاز رقمي في خلق ا?شياء وكذلك في تصميم الكتب المقدسة، شغلت فكر الكثير من الفلاسفة والمفكرين منذ بداية التاريخ ، وهذا ا?عتقاد ليس من صنع مخيلة ا?نسان ولكن هو من عند الله عز وجل ، فللأرقام لغة تعبيرية عالمية يمكن أن يفهمها جميع مثقفي العالم ?نها لغة إلهية ، فكل شيء في هذا الكون كبير وصغير يوجد في حالة رقمية، حيث ترابط هذه ا?شياء مع بعضها البعض لتكوين شيء جديد يتم حسب توافق وإنسجام رقمي ،
وليس من الصدفة أن الحكمة ا?لهية في تصميم الكتب المقدسة قد أعطت لكل آية رقما ووضعت كل مجموعة من ا?يات ضمن سورة أو إصحاح له رقم ترتيب . لذلك لفهم معنى ا?ية وتفسيرها لا يمكن إهمال رقمها ورقم ترتيب السورة أو ا?صحاح الذي تنتمي إليه. وأبسط مثال يمكن ذكره لتوضيح هذه الفكرة هو المثال ا?تي :
ا?ية ( 6 ) من سورة الصف التي ترتيبها هو الرقم (61 ) تذكر " وإذ قال عيسى إبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين " هنا ا?ية تنبئ عن مجيء نبي اسمه أحمد ، ورقم هذه ا?ية ورقم ترتيب السورة التي تنتمي إليها ليس صدفة ،ولكن لهما علاقة بمعنى ا?ية ويحددان لنا تاريخ ظهور ا?سلام ، فإذا وضعنا رقم ا?ية ( 6) بجانب رقم ترتيب السورة (61) حصلنا على الرقم (616 ) وهو عدد السنوات التي تفصل بين ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ( عام 6 قبل الميلاد ) وعام نزول القرآن الكريم وولادة ا?سلام ( عام 610 ميلادي ) ومجموع الرقمين هو الرقم (616) المذكور في سورة الصف. ومن المعروف أنه في فترة ظهور ا?سلام كان عام ولادة عيسى بالنسبة للمسيحيين هو عام الصفر ولكن في الفترة ا?خيرة وبعد حسابات دقيقة للأحداث التاريخية تم التأكد على أن ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام حدثت قبل عام الصفر ب(6) سنوات أي كما هي مذكورة تماما من خلال أرقام سورة الصف ، في هذا المثال وجدنا أن ذكر تلك ا?ية بذلك الرقم (6) وفي السورة التي تحمل الرقم (61) لم يكن صدفة ولم يحدث فقط ?ثبات وجود إعجاز رقمي ولكن أيضا للتأكيد بأن عام ولادة المسيح هو فعلا كما تم الحصول عليه من الحسابات التاريخية الحديثة والذي لا تزال بعض الطوائف المسيحية ترفض صحته.
فأن نبحث في أرقام القرآن الكريم فقط من أجل إثبات وجود إعجاز رقمي يعتمد الرقم ( 19 ) وذلك ?ن هذا الرقم مذكور في سورة المدثر " عليها تسعة عشر " فهذا المنطق من التفكير سيجعلنا نبحث بشكل عشوائي عن أرقام صماء عديمة المعنى وذلك فقط من أجل أن نجد أي توافق مع الرقم ( 19) ، وإذا وجدنا توافق معين فما هي الفائدة منه ؟ هذا المنطق الذي يتبعه مفكري اليوم هو منطق ضعيف يشوه القيمة العلمية للقرآن الكريم ، فالقرآن الكريم والكتب المقدسة بشكل عام هي أصلا مراجع علمية تساعدنا في تصحيح أخطاء أبحاثنا العلمية والتاريخية ، هي هدية من الله عز وجل لتساعد الباحث على رؤية ما لا يستطيع رؤيته ،فهي مثل المرشد الذي يرشد العالم والباحث ليصل إلى حل للمشكلة ا?جتماعية أو النظرية العلمية التي يبحث في حلها.
الكتب المقدسة ليست كتبا للتسلية ولكنها كتب تفتح بصيرة ا?نسان ، أما البحث في أرقام القرآن فقط من أجل ا?عجاز الرقمي فهذا النوع من البحوث له مبدأ العلم للعلم وليس لفائدة ا?نسان، فالملحد اليوم لن تشعر روحه بأي شيء نحو هذا النوع من المعجزات ?نها معجزات بدون أي فائدة سواء مادية أو روحية ، فهدف البحث العلمي هو الوصول إلى الحقيقة ليزداد ا?نسان سموا في تطوره الروحي والجسدي. وهذا هو الهدف الحقيقي لنزول الديانات ، لذلك وللأسف بسبب إعتماد مفكري اليوم هذ المنطق في البحث الرقمي جعل علم ا?رقام في نظر الكثير من المفكرين علم ساذج لا يلقى أي إنتباه من الأوساط العلمية وأصبح برأي الكثير من رجال الدين بأنه علم ماسوني يجب محاربته ،وهكذا بدلا من أن يساعد علم ا?رقام في سمو ا?نسان وتوحيد الشعوب أدى إلى تفريق ا?مة نفسها وساهم في زيادة الشعور بالعداوة والبغضاء بين أفرادها وكذلك بين الشعوب والديانات المختلفة.
كل إنسان يعتبر أن علم ا?رقام والبحث فيه هو علم ماسوني ، هو نفسه يساهم في دمار ا?نسانية وفي القضاء على الديانات ،?ن علم ا?رقام بدأه ا?نبياء لذلك رجال الكنيسة المسيحية يسمونه علم سليماني ( نسبة إلى النبي سليمان بن داوود عليهما الصلاة والسلام ) ورغم ذلك الكثير منهم لا يقبلون به. ومن المؤسف حقا أن كثير من هؤلاء الذين لهم مثل هذا الرأي هم علماء دين ويحاربون هذا العلم بشدة وكأنهم يحاربون الشيطان نفسه ،على الرغم من أن القرآن الكريم يذكر أهمية هذا العلم في تفسير معاني آيات الكتب المقدسة فا?ية رقم ( 9 ) من سورة الكهف تذكر " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " كلمة الرقيم هنا هو الشخص الذي له معرفة بعلم ا?رقام ، وكذلك ا?ية (20) من سورة المطففين تصف الكتب المقدسة بأنها " كتاب مرقوم " ?نها تكشف بأرقامها العلماء المطففين عن العلماء الحقيقيين، الحكمة ا?لهية كذلك أعطت المسيح الدجال رمزا رقميا وهو (666) الذي تم ذكره في سفر يوحنا اللاهوتي، وأيضا الكتاب الرابع من العهد القديم عنوانه (عدد) ، الكتب المقدسة منذ ظهورها وحتى القرآن الكريم جميعها مكتوبة بنظام رقمي ، فليس من المعقول أن تكون طريقة تصميم هذه الكتب هي صدفة، وأن هذه ا?رقام وضعت هكذا بدون أن يكون لها أي دور في توضيح المعنى الحقيقي ?يات هذه الكتب.
كثير من العلماء المسلمين ألفوا كتب يذكرون فيها الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ،وكذلك علماء مسيحيين ويهود أيضا ألفوا مثلها عن كتبهم المقدسة ،فماذا كانت النتيجة ؟. انظروا إلى نسبة الملحدين في دول العالم كيف تتزايد يوما بعد يوم ، في الدول ا?سلامية والتي تعتبر أشد المناطق تمسكا في تعاليم دينها نجد أن نسبة الملحدين أيضا تزداد مع مرور الزمن ، والسبب هو أن كل ما ذكر من إثباتات في الكتب التي تتحدث عن ا?عجاز العلمي في الكتب المقدسة التي ظهرت في ا?سواق هي بالنسبة لهم ليست إلا تهيؤات لا تقنع سوى أصحاب الدين الذي ينتمون إليه، ولا تثبت أي شيء يدل على أن هذه الكتب قد كتبت فعلا من قوة خارقة للطبيعة.
من يعيش فترة طويلة في مجتمع غربي ويدرسه دراسة كاملة ليفهم طبيعة تفكير أفراد هذا المجتمع و الذي قوانينه ا?جتماعية بأكملها تنتقل مع مرور الزمن إلى جميع مجتمعات العالم لتحل مكان قوانينها ولتصبح هي أيضا مجتمعات مشابهة لتلك المجتمعات الغربية ، مثل هذا الباحث يعلم أن سبب إبتعاد ا?جيال الجديدة عن الدين ليس بسبب إنخفاض مستوى ذكائهم أو ?نهم منذ ولادتهم يمتلكون روح خبيثة ، لا ولكن السبب الحقيقي هو إبتعاد رجال الدين هم أنفسهم عن الدين بمعناه الحقيقي .
الفيلسوف سقراط قبل (2400 ) عام تقريبا قال عبارته الشهيرة " لا يوجد إنسان يريد عمل الشر ، لو كان بإستطاعته عمل الخير " هذه العبارة موجودة في كل الديانات ، فكل إنسان يولد ومعه جزء من روح الله ،لذلك يجب على العلماء والمفكرين الكبار مهما كانت نوعية علومهم عندما يرون إزدياد الفساد والشر في المجتمع يجب أن لا يلوموا الناس ولكن أن يعودوا ويفكروا ويبحثوا في حقيقة أفكارهم ونظرياتهم التي طرحوها في المناهج المدرسية وغير المدرسية وفي الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية ليعلموا أين توجد تلك ا?خطاء التي ساهمت في دمار القاعدة الفكرية في المجتمع.
للأسف نحن نعيش اليوم في عصر لا يمكن الكشف عن سيئاته إلا بفهم لغة الرموز ولغة ا?رقام ،وعلى الرغم أن معظم علومه اليوم تعتمد على ا?رقام والعمليات الحسابية ، ولكن للأسف إستخدام ا?رقام اليوم يحدث بشكله المادي البحت ،فالسبب الحقيقي لظهور ا?رقام كحاجة إنسانية لم يكن فقط من أجل حساب الطول أو العرض أو الوزن أو الحجم أوشدة التيار أو الشحنة أو..أو ... ولكن من أجل إستخدامها كحاجة روحية أيضا، ونحن بحاجة لهذا النوع من إستخدام ا?رقام ا?ن أكثر من قبل وخاصة أن طبيعة عصرنا الحاضر تتطلب هذا النوع من البحث العلمي ،ليؤكد لكل إنسان يريد الوصول إلى الحقيقة بأنه يوجد مخطط إلهي في تطور ا?شياء وا?حداث ، وأنه بدون ا?عتماد على التعبير الروحي للأرقام لن نصل إلى حقيقة ا?شياء وستبقى آراء العلماء عن ا?عجاز العلمي في الكتب المقدسة بالنسبة للكثير من المفكرين مجرد تهيؤات لا نفع لها في تحديد أسلوب حياتهم أو طريق أبحاثهم. وهذا شيء طبيعي ?ن ا?ثبات العلمي الحقيقي الذي يستطيع إقناع الجميع هو ا?ثبات الرقمي ، وعلى هذا المبدأ تم تصميم الكتب المقدسة.
لذلك يجب علينا أن ننظر إلى ا?رقام الموجودة في الكتب المقدسة على أنها مساعدة لمعنى كلمات الآية من أجل فهمها وتفسيرها بشكل صحيح وا?ستفادة من معناها في حل ما يعجز عنه العلماء في الوصول إلى الحقيقة سواء كانت هذه المعلومات تخص التطور المادي أو الروحي للأشياء أو ا?حداث.
في هذه المقالة سنتابع إن شاء الله حديثنا عن الرمز ا?لهي (?ا ) كشكل وكرقم لنأخذ فكرة عن هذا الرمز وكذلك عن الحكمة ا?لهية في إستخدام ا?رقام في تصميم الكتب المقدسة.
ا?نسان لديه نوعين من الحاجات ، حاجات مادية وحاجات روحية ، لذلك وهب الله ا?نسان عينين، هذا الرقم ( إثنان ) ليس من الصدفة وإنما له معنى روحي ، أي أن هناك نوعين من ا?دراك للأشياء إدراك روحي ، وإدراك مادي.
ا?دراك الروحي وظيفته تأمين الحاجات الروحية للإنسان وهو المسؤول عن تنمية العلوم المختصة بالروح وأحاسيس ا?نسان وأخلاقه كالعلوم الدينية والفنون بجميع أنواعها ، أما ا?دراك المادي فوظيفته تأمين الحاجات المادية وهو مسؤول عن تنمية العلوم المادية كالفيزياء والكيمياء والطب وا?قتصاد. ..إلخ.....
لذلك نجد أن الحكمة ا?لهية في تصميم القرآن الكريم جعلت سوره على نوعين : روحي ومادي ،النوع ا?ول والذي سوره ا?ية ا?ولى فيها تبدأ بكلمات عادية مفهومة ، هذا النوع من السور هو رمز للإدراك الروحي ، لذلك فهذا النوع من السور يبدأ بسورة الفاتحة ، حيث عنوان هذه السورة مشتق من كلمة الفتح ، وكلمة (الفاتحة ) هي مؤنث كلمة ( الفاتح ) والمقصود منها هي تلك المرأة التي تلد أبناء مشابهين لهابيل ، الولد الصالح الذي يسير على الطريق المستقيم. لذلك فسورة الفاتحة يمكن إعتبارها كرمز ?م كل نبي من أنبياء الله و التي بواسطة إبنها إستطاعت فتح مرحلة جديدة من مراحل تطور ا?نسانية.
أما النوع الثاني من السور فهو الذي ا?ية ا?ولى منه تبدأ بأحرف غامضة ،مثل ( ألم، المص، الر ، المر، كهيعص، طه، حم .......ق،ن ) وهذا النوع من السور هو رمز للإدراك المادي لذلك سوره تبدأ بسورة البقرة. حيث ا?ية ا?ولى منها هي ( ألم )، لذلك كان عنوان هذه السورة هو (البقرة ) والمقصود بها هي المرأة التي تلد أبناء مشابهين لقابيل وفرعون ،وطاغوت... الذين يهمهم فقط تأمين حاجاتهم المادية كحب المال والطعام والجنس والمجد....، لذلك فالقرآن الكريم في الحقيقة يتألف من كتابين في كتاب واحد ، الكتاب ا?ول ويبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس ، والذي يمثل رمز ا?دراك الروحي للأشياء وا?حداث ويشمل السور المشابهة لسورة الفاتحة وعدد سوره (85) سورة، أما الكتاب الثاني والذي يبدأ بسورة البقرة وينتهي بسورة القلم ،والذي يمثل رمز ا?دراك المادي للأشياء وا?حداث، ويشمل السور المشابهة لسورة البقرة، وعدد سوره ( 29 ). لذلك فالقرآن الكريم هو كتاب يستخدم ا?دراك الشامل ( إدراك روحي ومادي ) من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة وبالتالي يستطيع تأمين جميع حاجات ا?نسانية في تطورها الروحي والمادي.
يمكن التأكد من هذا الفكرة عن طريق إستخدام الرمز (?ا )، فهذا الشكل يمثل خطوط كف اليد اليمنى ، أي (أصحاب اليمين) لذلك نجد أن عدد آيات سورة الفاتحة هو سبعة وإذا أضفنا إليها ا?ية ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) التي تلفظ ولا تكتب سيكون مجموع ا?يات هو الرقم ثمانية ، وإذا وضعنا هذا الرقم بجانب رقم ترتيب السورة وهو الرقم واحد سنحصل على الرقم (?ا) .فالكتاب ا?ول يبدأ بهذا الرمز والذي يمثل روح الله. ا?ن إذا حسبنا مجموع عدد جميع آيات السور في الكتاب ا?ول من سورة الفاتحة إلى سورة الناس حصلنا على الرقم (3493) إذا حذفنا منه ا?ية ا?ولى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) المذكورة في كل السور دون أن تعطى رقما ، حصلنا على الرقم ( 3492) وهو يمثل الرقم المركب لرقم (?ا) مضافا إليه الرقم المركب لنظيره الرقم (ا ?) أي :
الرقم (3492 ) والذي يعادل مجموع آيات الكتاب ا?ول من القرآن الكريم يمثل التعاون بين ا?دراك الروحي والمادي للوصول إلى ا?دراك الشامل لكشف الشكل والمضمون للأشياء وا?حداث.أي أنه يمثل الشكل ( ا ? ? ا ) وهو يمثل شكل الخطوط الموجودة في كف اليد اليسرى وكف اليد اليمنى. فالكتاب ا?ول والذي يبدأ بسورة الفاتحة ( المرأة الفاتحة ) أرقامه تحمل معنى تطور ا?نسانية بشكله السليم كما أراده الله تعالى لذلك هذا الرقم نفسه يعتبر ثلاثة أضعاف الرقم ( ا ? ? ا ) روحيا. فإذا حسبنا الزمن الذي تحتاجه الكواكب الثلاث ا?ولى لتدور حول الشمس ( ا ? ? ا ) مرة وجدنا:
- الكوكب ا?ول عطارد يحتاج زمنا يعادل (452،13 ) سنة ليدور 1881 مرة حول الشمس.
- الكوكب الثاني الزهرة يحتاج ( 1157،2 ) سنة ليدور 1881 مرة حول الشمس
- الكوكب الثالث ا?رض يحتاج ( 1881 ) سنة ليدور 1881 مرة حول الشمس.
قبل أن نشرح ماذا يعني توافق عدد مجموع آيات الكتاب ا?ول مع الرمز (?ا ) كرقم وكذلك مع زمن دوران الكواكب الثلاثة ا?ولى حول الشمس لفترة (1881) مرة ،لنذهب إلى توضيح أرقام الكتاب الثاني من القرآن الكريم.
الكتاب الثاني - كما ذكرنا قبل قليل - سوره تبدأ بأحرف غامضة وهو يبدأ بسورة البقرة وينتهي بسورة القلم ومجموع أيات سوره يعادل الرقم (2743 ) . وطالما أننا إستخدمنا في الكتاب ا?ول الكواكب الثلاثة ا?ولى ، هنا سنستخدم الكوكب الرابع المريخ، وكما ذكرنا في مقالات ماضية أن هذا الكوكب يمثل رمز قابيل الذي قتل أخاه هابيل لذلك يعتبر رمزا لإله الحرب والقتل في ا?ساطير ا?غريقية والرومانية ، وليس من الصدفة أنه معروف بإسم الكوكب ا?حمر وهذا اللون هو رمز للحرب والعنف والنشاط الجسدي . لذلك فإختياره ليتم عليه تطبيق أرقام الكتاب الثاني موافق تماما لصفات هذا الكوكب الروحية ، فإذا حولنا الرقم (2743 ) من سنوات أرضية إلى سنوات مريخية وجدنا :
الرقم ( 1458) هو حاصل ضرب(?ا ) بالرقم (ا?)
هذا الرقم يمثل الحرب الدائمة بين روح الله (?ا) وروح السوء (ا?) ، فالرمز (ا? )الممثل للإدراك المادي الذي حين يعمل لتحقيق مصالحه الشخصية فقط ( تطور مادي بحت ) يغدو حينها رمزا لروح السوء (أصحاب الشمال) ، وللأسف عصرنا الذي نعيش به ا?ن هو عصر تسيطر عليه هذه الروح ،لذلك معظم علماء ومفكرين هذا العصر يظنون أن ا?نسانية ا?ن تعيش حضارة جديدة بسبب التقدم التكنولوجي الذي حققته العلوم المادية ، ولكن في الحقيقة نحن نعيش فترة إنحطاط عصر النهضة ، ?ن التقدم في العلوم المادية يحدث على حساب العلوم ا?نسانية والروحية. وهذا سبب تطور المجتمعات ا?نسانية من السيء إلى ا?سوأ بإستمرار.
القرآن الكريم ظهر قبل (1400 ) سنة تقريبا ، ولكن كما رأينا من خلال ا?سطر السابقة أنه يستخدم معلومات علمية حديثة توصل إليها علماء الفلك قبل فترة زمنية قصيرة ، وهذا معناه أن القرآن الكريم ليس من صنع ا?نسان ولكن من صنع الفكر ا?لهي الذي صمم هذا الكون برمته.
ولكن كما وجدنا في المثال السابق أيضا من خلال هذه المعجزة الرقمية فهو يوضح لنا أشياء تساعدنا على فهم حقيقة المعاني الروحية لكواكب المجموعة الشمسية ، فمن خلال هذه المعاني يمكن لنا معرفة نظرية نشوء المجموعة الشمسية ،فالنظرية السائدة اليوم تعاني من نقاط ضعف عديدة تجعلها عاجزة عن تفسير العديد من الظواهر التي تحدث في المجموعة الشمسية ولذلك نجد أن الكثير من علماء الفلك يشكون بصحتها وينتظرون ظهور نظرية جديدة تفسر جميع هذه الظواهر الغريبة.
للمزيد من المعلومات عن رمز روح الله ( ?ا ) في تفسير آيات القرآن الكريم والظواهر الطبيعية والفلكية يرجى العودة إلى كتاب " الرموز وا?رقام في الفكر ا?لهي " .
خواطر من الكون المجاور الخاطرة 37 .. خرافة السفر عبر الزمن
ربما معظم القراء قد شاهدوا أكثر من مرة الفيلم الخيالي العلمي ( المبيد ) الذي لعب بطولته الممثل المشهور أرنولد شوارزنيجر، وربما أحداث قصته العديدة و المليئة بالغرابة والحركة والمطاردة المشوقة جعلتنا لا نعطي أية أهمية للفكرة ا?صلية في موضوع قصة الفيلم ألا وهي ترتيب أحداث هذه القصة التي حدثت نتيجة عملية السفر عبر الزمن .
فالقصة تبدأ في زمن عام 2029 حيث وصلت التكنولوجيا في تلك الفترة إلى مرحلة متطورة جدا تمكنت فيها ا??ت من تصنيع نفسها فراحت تحاول السيطرة على مصير العالم، الشيء الذي أدى إلى قيام ثورة بشرية ضد هذه ا?لات بقيادة شخص يدعى (جون كونور ) ، وعندما رأت ا??ت أن عملية قمع هذه الثورة لن يتم إلا عن طريق القضاء على قائدها وإزالته من الوجود ، عندها فكرت ا?لات في إرسال رجل آلي له مظهر يشبه ا?نسان تماما عبر الزمن إلى الماضي إلى عام 1984 لقتل أمه ( سارة كونور ) لمنعها من ولادة إبنها جون ، فيعلم جون ذلك فيرسل هو أيضا جندي شاب (كايل ريس ) عبر الزمن إلى نفس العام ليحمي أمه من الرجل ا?لي ، وأثناء محاولة كايل حمايتها من الرجل ا?لي وبعد مطارادات تحبس ا?نفاس تنشأ بينه وبين سارة علاقة حب فتحمل منه وبعد تسعة أشهر تلد إبنها جون.
لنتمعن جيدا في ترتيب ا?حداث ، قائد الثورة ( جون كونور ) عندما أرسل الجندي ( كايل ريس ) إلى الماضي لحماية أمه كان عمره 45 عام. بينما الجندي (كايل ريس ) في ذلك الوقت - حسب مظهره - كان شابا لا يتجاوز الـ ( 30 ) من العمر ، أي أنه أصغر من قائده جون ب 15 عاما تقريبا ، وهذا يعني أنه ولد في عام 2000 تقريبا، ا?م (سارة ) حملت من الجندي الشاب (كايل ) القادم من المستقبل، أي أنها عندما أنجبت إبنها جون كان والده ( كايل ) لم يولد بعد ، أي أن إبنها جون أكبر من أبوه سنا بـ 15 عام تقريبا ، هذا يعني أن الابن ولد عام 1985 وأ?ب ولد عام 2000 تقريبا. هل من المعقول أن يولد ا?بن قبل أبوه؟ هل عندما كتب جيمس كاميرون ( مخرج الفيلم نفسه ) قصة هذا الفيلم كان بكامل قواه العقلية ؟ كيف تقبل نقاد السينما هذا الفيلم دون أن يهاجموا بشدة على هذه الحماقة في ترتيب تسلسل ا?حداث . مهما يكن، الفيلم حقق هدفه الحقيقي الذي أراده جيمس كاميرون. فالفيلم حقق أرباح مالية خيالية ، وجعلته من أشهر مخرجين العالم ومن أوائل أغنياء العالم حيث نراه بعد عدة سنوات يصرخ بإنفعال وهو يحمل تمثال جائزة ا?وسكار على فيلمه ( تيتانك ) الذي حصد عدة جوائز أوسكار ( أنا ملك العالم ) ، أما بطل فيلم المبيد الممثل أرنولد شوارزنيجر فبعد هذا الفيلم أطلقت شهرته عالميا ومكنته بعد سنوات من أن يصبح حاكم ولاية كاليفورنيا.
الجدير بالذكر هنا أن قصة فيلم المبيد مسروقة من قصة أخرى مشابهة في أحداثها لقصة المبيد ولكنها بدلا أن تدور حول الرجل ا?لي الذي يريد قتل ا?م سارة كونور ،تتكلم عن رجل الثور (مينوتافرو ) المعروف في ا?ساطير اليونانية. وللأسف بدلا من أن يذهب المخرج جيمس كاميرون لتحويل تلك القصة ذات المنطق ا?نساني إلى فيلم منطقي مسلي ومفيد للثقافة العامة ، ذهب وأخذا منها القسم المشوق الذي يجذب المشاهدين ويثير إنفعالاتهم ووضعه ضمن منطق عشوائي بعيدا نهائيا عن المنطق ا?نساني. وهكذا بدلا من تقوية منطق ا?نسجام في فكر المشاهدين ساهم فيلم المبيد إلى تقوية منطق العشوائية والفوضى في فكرهم وخاصة فكر الشباب منهم. لذلك نرى أن شخصا مثل أرنولد شوارزنيجر الفقير روحيا ذو الثقافة السطحية في كل الشيء والذي له العديد من الفضائح الجنسية والذي لا يملك سوى عضلات جسده الضخمة ،أصبح حاكما لولاية كاليفورنيا. ومن هنا يظهر أن الهدف الحقيقي للفيلم هو تقوية الفكر المادي ليستطيع أن يحكم العالم ، تماما كما هو في قصة فيلم المبيد ، حيث ا?لات (المنطق المادي ) أصبحت هي التي تحكم شعوب الكرة ا?رضية ، وهذا تماما ما يحصل في عصرنا الحاضر حيث نرى إنتصار الفكر المادي على الفكر الروحي ( المثالي)، للأسف في القرن ا?خير بدأت ا?نسانية في السير بإتجاه معاكس إلى الوراء كما يظهر تماما في فيلم المبيد حيث يعرض ا?نسانية بأجمعها في عام 2029 وهي تعيش في مدن مدمرة لا يوجد قوانين تحكمها ، معارك وحروب مستمرة ، ظلام دامس وكأن نور الشمس لم يعد له وجود ، هذه ا?وضاع الوحشية نراها في جميع ا?فلام التي تتكلم عن المستقبل وكأن جميع كتاب القصص يفكرون تماما بمنطق جيمس كاميرون مخرج فيلم المبيد ويعملون أفلامهم ليس من أجل تحذير ا?نسانية من هذا المستقبل المخيف الذي ينتظره إذا لم يتم تصحيح طريقة تفكيره وأسلوب حياته ولكن بهدف دفع الأمور لتسير إلى هذا الوضع المتوحش. فللأسف فن العصر الحديث بجميع أنواعه وخاصة فن السينما منها ، تساهم في تقوية المنطق المادي على حساب المنطق الروحي. وأحد أسباب هذا ا?نحطاط الروحي في فكر ا?نسان هو ا?يمان بخرافات علمية ظهرت في العصر الحديث ،إحدى هذه الخرافات هي خرافة إمكانية السفر عبر الزمن والتي أول من حاول إثبات صحتها علميا هو العالم الفيزيائي الشهير ألبرت أنشتاين. هذه الفكرة لا يمكن وصفها إلا بعبارة واحدة وهي ( عمى روحي).
منذ ظهور النظرية النسبية الخاصة ?نشتاين عام 1905 التي ذكر فيها عن موضوع إمكانية السفر عبر الزمن ،تحولت فكرة إمكانية السفر عبر الزمن من شيء خرافي إلى نظرية علمية فيزيائية يتناقش به كبار العلماء وخاصة علماء الفيزياء ، ورغم أن الفكرة في البداية لاقت كثير من المعارضة والنقد اللاذع ولكن مع مرور الزمن وتطور التكنولوجيا راح الكثير من علماء الفيزياء يحاولون إثبات أن عملية السفر عبر الزمن ممكنة جدا وذهب بعضهم يبحث عن طريقة لصناعة آلة الزمن والتي ستحقق حلم ا?نسان في السفر عبر الزمن. ورغم إعتراف جميعهم بالفشل ، إلا أن فكرة إمكانية السفر عبر الزمن إنتقلت إلى فكر الناس العامة على أنه سيأتي يوما وسيتم إختراع آلة الزمن وستجري رحلات سياحية نحو المستقبل ، حتى أن العالم الكوني المشهور كارل ساغان عندما سُئل عن هذا الموضوع أجاب بأن السفر عبر الزمن ممكن ولكن صعب جدا ،أما العالم ستيفن هوكنج الذي يعتبره الكثير بانه أذكى رجل على قيد الحياة فبعد زمن طويل من معارضته لهذه الفكرة نجده في الفترة ا?خيرة يعدل رأيه ويعترف بأن السفر عبر الزمن ممكن وليس شيء مستحيل. يبدو أن العمى الروحي يعاني منه جميع كبار علماء عصرنا الذين تنتقل آرائهم بسرعة كبيرة إلى جميع الناس عبر جميع وسائل ا?علام. لذلك ليس من الصدفة أن علماء التاريخ وصفوا عصرنا الحاضر بأنه "أكثر العصور وحشية في تاريخ ا?نسانية " بسبب شدة إنحطاطه الروحي ،وهذا شيء طبيعي ?ن (كبار العلماء هم مرآة العصر الذي يعيشونه ) فإيمان كبار العلماء بإمكانية السفر عبر الزمن لا يدل سوى على أن مشكلة عصرنا الحقيقة هي فعلا ( العمى الروحي ).
من يبحث بالنت يجد مواقع عديدة تتكلم عن موضوع إمكانية السفر عبر الزمن وعن الطرق المختلفة التي تسمح بتحقيق هذا النوع من السفر ، (ومن يريد أن يقرأ عن تفاصيل هذا الموضوع يمكنه الرجوع إلى صفحات ا?نترنت). ولكن هنا في هذه المقالة لن نتكلم عن هذا الموضوع بنظرة مادية فقيرة كما يتحدث عنه علماء الفيزياء ولكن سنتحدث عن الموضوع من خلال نظرة روحية لم يحاول أحد من قبل إستخدامها في معالجة هذا الموضوع و لنثبت أن فكرة إمكانية السفر عبر الزمن هي فكرة حمقاء بكل معنى الكلمة ولا تدل سوى على أن أصحابها يعانون فعلا من إنحطاط روحي أو ما يسمى العمى الروحي.
في عام 1895 ظهرت رواية ( آلة الزمن ) للكاتب ا?نكليزي ( هربرت جورج ويلز ) تدور أحداثها عن عالم يتمكن من إختراع آلة تستطيع السفر عبر الزمن فيركبها ويسافر إلى المستقبل البعيد ليرى كيف تطور المجتمع ا?نساني ...... . الرواية لاقت نجاحا كبيرا جدا وشهرة واسعة ، ويبدو أن فكرة هذه الرواية أثارت بشدة إعجاب أنشتاين الذي كان ذلك الوقت فتى لا يتجاوز السادسة عشر من عمره فمن الطبيعي أن يعجب فتى بمثل هذا العمر با?فكار الخيالية ، ويبدو أن موضوع إمكانية السفر عبر الزمن بدأ يشغل فكره منذ تلك الفترة ، وربما النظرية النسبية الخاصة والعامة ليست إلا نتيجة التفكير المتواصل في هذا الموضوع ، فالزمن يعتبر احد ا?ركان ا?ساسية في النظرية النسبية فالزمن حسب هذه النظرية يمثل البعد الرابع للأشياء، فأنشتاين في هذه النظرية أضاف الزمن كبعد رابع إلى أبعاد المكان الثلاثة ( الطول ،العرض، ا?رتفاع ) وجعلهم وحدة متكاملة لا يمكن الفصل بينهما ،وخرج بمصطلح جديد لهذا التكامل والمعروف بــ ( الزمكان ) أي الزمان والمكان.
لتوضيح فكرة مصطلح ( الزمكان ) سنعطي هذا المثال البسيط :
كل إنسان له جسم بثلاثة أبعاد : ا?رتفاع ( وهو المسافة بين أخمص القدمين حتى قمة الرأس ) والعرض ( المسافة بين المنكبين ) والسماكة ( المسافة الجانبية لجسم ) ولكن عدا عن هذه ا?بعاد هناك بعد رابع وهو الزمن أي عمر ا?نسان ، فقد يكون ا?ب وا?بن لهما نفس مقاييس الجسم ،نفس الطول ،نفس العرض ،نفس السمنة، ولكنهما يختلفان في البعد الرابع وهو الزمن ،فعمر ا?ب قد يكون خمسين عاما بينما عمر ا?بن إثنان وعشرين. فهذه ا?بعاد ا?ربعة هي زمكان كل إنسان. أي تصف الجسم بدقة من حيث المكان ( الحجم ) والزمان ( العمر ).
من هذا المصطلح ( الزمكان ) كمبدأ في التفكير ، ظهرت فكرة إمكانية السفر عبر الزمن فطالم أن الزمن هو بعد مثله مثل ا?بعاد الثلاثة ا?خرى الطول والعرض وا?رتفاع ، وطالما في بعد الطول نستطيع التحرك إلى ا?مام والخلف ، وفي بعد العرض نستطيع التحرك يمينا ويسارا وفي بعد ا?رتفاع نستطيع التحرك إلى ا?على وا?سفل ، هذا يعني أننا نستطيع التحرك أيضا في البعد الرابع الزمن إلى المسقبل والماضي.
يحاول أنشتاين في نظريته إثبات إمكانية السفر عبر الزمن إستنادا إلى حقيقة علمية وهي أن سرعة الزمن في الكون غير ثابتة ولكنها شيء نسبي وتختلف من مكان إلى آخر ، وفي ظروف معينة يمكن لزمن أن يتمدد ويتباطئ. ويستخدم أنشتاين في نظريته السرعة التي يتحرك فيها جسم معين ،فكلما زادت سرعة تحرك الجسم كلما تباطئ الزمن ، ويذكر مثاله المشهور مفارقة التوأم. فيقول إذا فرضنا أن أحد توأمين سافر في مركبة فضائية لمدة عشر سنوات بسرعة كبيرة جدا قريبة من سرعة الضوء ،فإن الزمن بالنسبة له سيتباطئ وأن زمن اليوم الواحد عنده سيكون بمثابة عدة أسابيع عند أخيه الموجود على سطح ا?رض ،لذلك فعندما يعود من رحلته بعد عشر سنوات سيكون هو قد كبر عشر سنوات فقط بينما أخاه الذي كان بنفس عمره قد أصبح عجوزا أكبر منه بعشرات السنين ، والسبب هو أنه في المركبة الفضائية المسافرة بسرعة قريبة من سرعة الضوء كان سريان الزمن فيها بطيئ جدا مقارنة مع سريان الزمن على سطح الكرة ا?رضية ، أي أن المركبة الفضائية سافرت عبر الزمن إلى المستقبل.
في تلك الفترة التي ظهرت فيها النظرية النسبية كثير من العلماء والمفكرين رفضوا فكرة تباطؤ الزمن ولكن بعد سنوات عديدة وبالتحديد عام (1971 ) تم أثباتها تجريبيا فقد ظهر أن الساعة الموجودة في المركبات الفضائية سريانها أبطئ من سريان نفس الساعة الموجودة على سطح الكرة ا?رضية وعندما حسبوا الفرق في تباطؤ الساعة وجدوه بأنه يعادل تماما ما ذكره أنشتاين في قانونه في حساب نسبة تباطؤ الزمن.
وعلى مبدأ صحة فكرة تباطؤ الزمن راح علماء الفيزياء يبحثون عن الظروف التي تؤثر على سرعة الزمن ، وبناء على هذه الظروف المختلفة راح كل واحد منهم يكتشف طريقة جديدة يمكن من خلالها إثبات إمكانية السفر عبر الزمن. فبعضهم حاول إستخدام الجاذبية فقد وجدوا أنه كلما زادت الجاذبية كلما تباطأ الزمن ، وطالما أن الثقوب السوداء ذات جاذبية هائلة جدا لذلك فمن خلالها يمكن السفر عبر الزمن ،وهناك أيضا الثقوب الدودية فهي حسب رأيهم ممر يؤدي إلى زمن آخر ، بعضهم إقترح طريقة أخرى يمكن بها السفر عبر الزمن وذلك عن طريق ا?وتار الكونية وهي خيوط تشكلت من ا?نفجار الكبير حيث تكون الجاذبية فيها هائلة جدا. عالم آخر رأيه أنه كلما زادت الكثافة كلما تباطأ الزمن ، فحسب رأيه إذا إستطعنا أن نضغط حجم كبير مثل حجم كوكب المشتري مثلا ( كوكب المشتري أكبر من الكرة ا?رضية بــ 1,316 مرة) إلى حجم غرفة أبعادها 5 أمتار فهذه الغرفة تتحول إلى آلة سفر عبر الزمن ، فإذا دخلناها وخرجنا منها بعد مدة زمنية سنجد أنفسنا في زمن آخر.
حتى ا?ن جميع تلك الفرضيات التي تتكلم عن إمكانية السفر عبر الزمن رغم أنها تستند على قوانين فيزيائية إلا أنها في الحقيقة أفكار خرافية بعيدة نهائيا عن المنطق العقلي ، ولتوضيح درجة سذاجتها سنذكر هذا المثال البسيط : إذا دخلنا إلى فرن درجة حرارته عشرة ألاف درجة مئوية وجلسنا فيه لمدة خمس دقائق فإننا سنحصل على قوة خارقة ،هل هذه الفرضية صحيحة ؟ ربما ولكن المشكلة هنا أن جسدنا له تركيبة خاصة لا يمكن له أن يتحمل أكثر من 60 - 70 درجة مئوية لدقائق قليلة فكيف سيتحمل حرارة 10000 درجة مئوية فهو خلال لحظات قليلة سيحترق ويتحول إلى رماد، وهذا يعني أنه لن يبقى جسدا ليكتسب القوة الخارقة التي ذكرناها. هذه هي تماما مشكلة جميع الطرق التي تم ذكرها في عملية السفر عبر الزمن. فهي لا تأخذ با?عتبار طبيعة وتركيب جسم ا?نسان ، فالأسهل للإنسان أن يجلس في فرن حرارته 1000 درجة مئوية من أن يسافر بسرعة قريبة لسرعة الضوء ،فالظروف في هذه السرعة أقسى بكثير من حرارة الفرن ، و بالنسبة للثقوب السوداء فالظروف فيها أقسى مما يتصوره عقل ا?نسان فكل شيء يصل إليها يتحطم وينهار وينقرض من الوجود نهائيا. أما الثقوب الدودية فلا يوجد أي دليل علمي يؤكد على وجودها ووإذا فرضنا أنها موجودة فهي تحتاج إلى طاقة من نوعية مختلفة عن الطاقة المعروفة لنا وهي الطاقة السلبية التي تعدم الجاذبية لنستطيع بها توسيع ممر الثقب الدودي للمرور منه، وهذا النوع من الطاقة لا يوجد أي دليل يؤكد على وجوده. أما الأوتار الكونية فوجودها أيضا مشكوك فيه ولا يوجد أي دليل يؤكد على صحة وجودها ، ولكن حتى وإن وجدت فإن جميع هذه الفرضيات لا يمكن تطبيقها عمليا ،?ن طبيعة وتركيب جسم ا?نسان لا يمكن له بأي شكل من ا?شكال أن يتواجد في مثل هذه الظروف الهائلة في القساوة ?نه سينهار نهائيا وبدلا من أن يسافر عبر الزمن سيفنى من الوجود خلال زمن يعادل جزء بسيط جدا من الثانية.
فا?نسان ولد في بيئة معينة مناسبة تماما لطبيعة وتركيب جسده وأي تغير طفيف في هذه البيئة سيؤثر عليه ، فجسم ا?نسان له ضغط داخلي محدد يعادل تماما ضغط الجوي الخارجي المحيط به وأي تغيير في الضغط الخارجي الذي إعتاد عليه سيؤدي إلى تقلص أو تمدد التجاويف داخل الجسم وسيؤثر على صحة الجسم وعلى سلوك العمليات الفيسيولوجية التي تحدث فيه مد الخلايا بالطاقة. فكثير من الناس يصاب بحالة إغماء عند تواجدهم في مرتفعات عالية على سطح ا?رض وذلك بسبب إنخفاض خفيف في الضغط الجوي ، فكيف عندما يحصل هذا التغيير في ضغط يعادل آلاف أضعاف الضغط الجوي الذي يعيش به ا?نسان. فالحياة ظهرت وتطورت ضمن شروط بيئية معينة ليصلح العيش فيها وأي تغيير في هذه الظروف البيئية سيؤثر على طبيعة نمو وسلوك الكائن الحي ، وإذا كان التغيير أكثر من حد معين فسيؤدي إلى الموت مباشرة.
للأسف جميع فرضيات إمكانية السفر عبر الزمن ت عاني من هذه المشكلة، نظريا قد تبدو وكأنها مقبولة ولكن عمليا يستحيل تطبيقها فهي تنظر إلى ا?نسان وكأنه قطعة من حديد خالية من الروح. فحسب مثال أنشتاين عن مفارقة التوأم كطريقة للسفر عبر الزمن، هناك طريقة أسهل بكثير من طريقة أنشتاين طالما أن إختراع مركبة تستطيع السفر بسرعة قريبة من سرعة الضوء هو أمر شبه مستحيل ، وهي أنه بدلا من أن يسافر أحد التوائم في مركبة فضائية بسرعة قريبة من سرعة الضوء ، ما عليه إلا أن يدخل في ثلاجة مشابه للثلاجات التي تستخدم لحفظ اللحوم عن طريق تجميده ، ويبقى في هذه الثلاجة لمدة ثلاثين عاما ، فداخل هذا النوع من الثلاجات ذو درجات الحرارة تحت الصفر سيؤدي إلى توقف جميع النشاطات الحيوية داخل جسم ا?نسان ، وسيجعل سريان الزمن على الجسم يتوقف نهائيا ، وبعد مرور ثلاثين عاما عندما يتم إخراج أخ التوأم من الثلاجة سيكون شكله مشابه تماما لما كان عليه لحظة دخوله البراد. وسيبدو عليه بأنه أصغر من أخيه التوأم بثلاثين عاما تماما.
لا يوجد فرق نهائيا بين ذلك الشخص الذي سيدخل الثلاجة وبين الذي سيدخل المركبة الفضائية ليسافر بسرعة قريبة من سرعة الضوء ?ن كليهما سيسافران كقطعة لحم وليس ككائن حي يتمتع بنشاط فكري ، وكلاهما لن يتحملا الظروف البيئية الجديدة التي سيعيشان فيها وسيموتان في الساعات ا?ولى سواء في الثلاجة أو في المركبة التي ستسافر بسرعة قريبة من سرعة الضوء.
ولكن المشكلة الحقيقية في موضوع إمكانية السفر عبر الزمن لا تكمن في هذه ا?مور المادية السطحية ولكن في مفهوم الزمن نفسه فجميع العلماء يتكلمون عن الزمن بمعناه الشكلي أو المادي ولكن حتى نفهم ما يحدث حولنا يجب أن نخوض في مضمون الزمن ، عندها سنجد أنفسنا في واقع مختلف نهائيا عن الواقع الذي يبحث به علماء الفيزياء ،وعندها أيضا سنعلم أن فكرة البحث في إختراع آلة تحقق حلم إمكانية السفر عبر الزمن هي نوع من ا?شراك بالله. ?ن الزمن هو من الروح والروح هي شيء إلهي لا يعلم بها إلا الله. لذلك ليس من الصدفة أن أنشتاين الذي حول مفهوم الزمن من مفهوم روحي إلى مفهوم مادي ، في آخر حياته أصبح إنسان ملحد وإعتبر أن قصص ا?نبياء هي خرافات ولا تصلح إلا للعقول البسيط الساذجة.
في المقالة القادمة إن شاء الله سنتكلم عن الزمن كمفهوم روحي ليعلم أولئك المسلمين أنه بإستخدامهم قصة أهل الكهف بهدف إثبات صحة آراء أنشتاين عن السفر عبر الزمن ، هو تحريف لمعاني آيات القران الكريم.
خواطر من الكون المجاور الخاطرة 38 .. تشويه الزمن
في فيلم سوبرمان الجزء ا?ول توجد حادثة ملفتة للنظر ، حيث يحدث زلزال نتيجة إنفجار صاروخ نووي فتنشق ا?رض وتسقط في الشق سيارة الصحفية حبيبة سوبرمان أثناء ذهابها إلى إحدى المناطق ، فتنهمر ا?تربة على السيارة وعندما يصل إليها سوبرمان لينقذها تكون قد فارقت الحياة ،
فيغضب سوبرمان بشدة ويصرخ بقوة متحديا ما حدث ، ثم يحلق بالسماء وبسرعة خارقة يبدأ بالدوران حول الكرة ا?رضية بجهة معاكسة لدوران ا?رض ، فينشأ من دورانه الخارق نوع من الخلل في الجاذبية ويجبر الكرة ا?رضية في الدوران بجهة معاكسة ، ومع دورانها المعاكس يعود الزمن أيضا إلى الماضي إلى فترة ما قبل إنفجار الصاروخ النووي فتعود حبيبته إلى الحياة وطبعا يعود كل شيء على ما كان عليه قبل حدوث ا?نفجار.
حسب رأي كاتب قصة هذا الفيلم أن سريان الزمن إلى المستقبل يحدث بسبب دوران ا?رض حول نفسها من اليسار إلى اليمين ، وهذا يعني أنه إذا إستطعنا بطريقة ما أن نجعل الكرة ا?رضية تدور بجهة معاكسة أي من اليمين إلى اليسار ( كما فعل سوبرمان ) فإن سريان الزمن سيجري بشكل معاكس وسنعود إلى الماضي. وهذا يعني - حسب إعتقاد كاتب قصة سوبرمان- أن الزمن في كوكب الزهرة يعود إلى الماضي بشكل مستمر ?ن دورانها حول نفسها له جهة معاكسة لدوران ا?رض حول نفسها بشكل دائم.
قد يقول البعض بأنه فيلم سينمائي و ان مثل هذه ا?فكار الساذجة موجودة في أغلب قصص ا?فلام السينمائية ، فمن المعروف عن ا?فلام السينمائية أنها تعتمد على مثل هذا النوع من ا?فكار الساذجة لتخلق نوع من الغرابة والتشويق في نفس المشاهد. ولكن من يحاول تحليل آراء علماء العصر الحديث عن مفهوم الزمن سيجد أن آرائهم عنه بشكل عام تؤدي إلى ظهور آراء ساذجة كالذي رأيناه في فيلم سوبرمان ، فآراءهم تخفي داخلها نفس السذاجة ولكن مع إختلاف واحد هو أن العلماء يستخدمون قوانين فيزيائية ورياضية تجعل ا?نسان غير المتخصص في مثل هذه العلوم أن يقف أمامهم دون أن يستطيع أن يفهم شيء مما يقولونه، ولذلك فهو لا يستطيع أن يتحقق فيما إذا كانت آرائهم منطقية فعلا أم دجل، فمن يتمعن فيها جيدا يفهم أن هدف رأي كل عالم هو فقط إثارة الرأي العام نحوه لتنتشر أرائه عبر وسائل ا?علام لينال الشهرة والمجد. فنحن وللأسف نعيش في عصر حيث معظم علمائه يهتمون بمصلحتهم الشخصية أكثر بألف مرة من إهتمامهم بمصلحة ا?نسانية. فعصرنا نفسه بدأ بتيار فني إسمه التأثرية ، فما هو المهم في اللوحة التشكيلية هو فقط خلق نوع من التأثير داخل نفس المشاهد ، أما عن نوعية و نتيجة هذا التأثير ، فيما إذا كانت نتيجته سلبية أم إيجابية على نظام المجتمع وسلوك أفراده فهذا لا يهم الفنان نهائيا ، المهم هو خلق نوع من التأثير في نفوس المشاهدين لينال الشهرة والمجد . وهذا تماما وللأسف ما يحدث ا?ن في آراء علماء الفيزياء وعلماء الكوزمولوجيا ( الكون)، والمشكلة الكبرى أن علم الفيزياء وصل إلى مستوى معقد من حيث قوانينه الرياضية بشكل لا تسمح لبقية ا?ختصاصات التأكد من صحة هذه القوانين أو خطأها ، فنجد العالم الفيزيائي الكوني ستيفن هوكنج يقول بما معناه ( أن علم الفيزياء تقدم جدا ولم يعد بمقدور الفلاسفة إستيعاب معلوماته ليستطيعوا تفسير ما يحدث في الكون).
إن ظهور خرافة السفر عبر الزمن في عصرنا ومحاولة إثبات إمكانيتها من علماء الفيزياء لم يحدث صدفة ،ولكن كان نتيجة حتمية للإنحطاط الروحي الذي بدأ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في جميع مجالاته الفكرية والذي اليوم تعاني منه المجتمعات ا?نسانية في جميع مناطق العالم. ، فالتقدم التكنولوجي الفجائي الذي حدث على حساب التقدم الروحي في بداية القرن الماضي ، جعل ا?نسان يشعر بشيء من العظمة ،تماما مثل ذلك الإنسان الفقير الذي فجأة ربح الجائزة ا?ولى في اليانصيب فإختل عقله نتيجة تحوله الفجائي من شخص ضعيف عاجز إلى إنسان غني قوي يستطيع أن يفعل كل ما يحلو له عن طريق أمواله. فظن نفسه أنه أصبح شيء عظيم ، عظيم جدا، وهذا ما حصل مع علماء عصرنا فمع هذه ا?كتشافات الجديدة كثير منهم ظنوا أنفسهم أنهم أصبحوا آلهة يستطيعون تحقيق كل ما يحلمون به وأنه لا يوجد أي قوة تمنعهم من ذلك ، وأحد أحلامهم هذه كانت السفر عبر الزمن ، سواء السفر إلى المستقبل أو إلى الماضي. ورغم أن معظم العلماء في السنوات ا?خيرة قد تأكدوا تماما بأن السفر عبر الزمن يمكن أن يحدث فقط إلى المستقبل ولكن بعضهم لايزال مصرا ويحاول إثبات أن السفر إلى الماضي يمكن تحقيقه أيضا. هذه الفكرة بالذات تحمل في داخلها الشعور با?لوهية ?ن تحقيقها يعني إمكانية تغيير سنة الله في الخلق، وفي ا?سطر التالية سنحاول شرح مفهوم الزمن لنستطيع فهم مدى إنحطاط ا?دراك الروحي الذي يعاني منه علماء العصر الحديث.
منذ ولادة العلوم وا?نسان يحاول فهم معنى الزمن، كثير من الفلاسفة عبر التاريخ حاولوا وضع مفهوم متكامل لمصطلح الزمن، ورغم المحاولات الكثيرة كان العلماء والفلاسفة دوما يجدون أن مفهوم الزمن كما وضعه السابقون يعاني من بعض النقص، لذلك حاولوا بدورهم تعديله وتصحيحه وكانت جميع محاولاتهم تحاول كشف جانبه الروحي ، حتى جاء العالم الفيزيائي الشهير ألبرت أنشتاين في عام 1905 ومن خلال نظريته الشهيرة ( النسبية ) جرد مفهوم الزمن من روحانيته وجعله شيء مادي وذلك حين وصفه بأنه البعد الرابع للأشياء ، فكل شيء كما هو معروف من ا?زل له ثلاثة أبعاد (الطول ، العرض ،ا?رتفاع ) ومع ظهور النظرية النسبية أضاف أنشتاين الزمن لهذه ا?بعاد الثلاثة وأصبح البعد الرابع. وكانت هذه هي المحاولة ا?ولى في تشويه مفهوم الزمن ورغم معارضة معظم العلماء هذه الفكرة في البداية ، ولكن التجارب العلمية المستمرة التي حدثت سواء أثناء وجود أنشتاين على قيد الحياة أو بعد وفاته كانت تؤكد دوما على صحة قوانين أنشتاين وبدقة كبيرة جدا وهذا ما دفع العديد من العلماء بعد وفاته أن يؤمنوا بصحة آرائه وقوانينه أكثر من إيمانهم بآيات الكتب المقدسة ،وهكذا تحول أنشتاين في فكر العديد من العلماء من عالم فيزيائي إلى رمز للعبقرية والذكاء.
الكون بأكمله كما يعرفه علماء العصر الحديث وكما يدرس في المدارس هو كون آنشتاين ، وذلك ?نهم إما أنهم يستخدمون نفس القوانين التي وضعها أنشتاين لتفسير الظواهر الكونية ، أو أنهم يستخدمون قوانين جديدة ولكنها هي أيضا تعتمد نفس مبدا فكر أنشتاين. لذلك نجد أن علم الفيزياء نفسه اليوم يعاني من مشكلة كبيرة حيث نجد أن فيزياء أنشتاين النسبية (الفيزياء التي تدرس عالم الكبائر ) تتعارض نهائيا مع الفيزياء الكمية ( الفيزياء التي تدرس عالم الصغائر) فكل واحدة منهما تحاول فناء ا?خرى. وكأن كل فيزياء منهما وضعها خالق يختلف عن الخالق ا?خر، لذلك نجد أن الكثير من علماء الفيزياء اليوم في محاولتهم توحيد فيزياء الكم وفيزياء النسبية ، قد خرجوا بأراء لا يمكن وصفها سوى بـ (الهلوسة) ، والمشكلة أنه لا أحد يستطيع وضع حد لمنع إستمرار هذه الهلوسات ?ن آرائهم تعتمد على قوانين رياضية معقدة جدا لا يفهمها سوى أصحاب هذه ا?راء أنفسهم ، لذلك نجد أن الهلوسة في محاولة تفسير الظواهر الكونية، تسير من السيء إلى ا?سوء، فنجد بعد سنوات قليلة من ظهور نظرية أنشتاين التي تؤكد على وجود بعد رابع للأشياء ،ظهرت نظرية أخرى تؤكد على أن ا?بعاد ليست فقط أربعة ولكنها خمسة وبعد بضع سنوات أخرى ظهرت نظرية آخرى تؤكد على أن ا?بعاد هي إحد عشر بعدا وأخر يقول بأنها ستة عشر وأخر يقول واحد وعشرون بعدا!! ... وإعتمادا على هذه النظريات الجديدة نجد أن أحد العلماء يبرر مشكلة تغيير ا?حداث إذا ما تحقق السفر عبر الزمن إلى الماضي ، فيقول إنه إذا عاد شخص ما إلى الماضي وحاول قتل جده قبل أن يلد والده ، فإنه لن يقتل جده ولكن سيقتل شخص آخر مشابه تماما لجده ?نه يوجد في كون آخر ، فبهذه الطريقة حسب رأيه لن يكون هناك المقدرة في التدخل لتغيير ا?حداث.
أنشتاين نفسه يقول ( إنه من الغباء أن نكرر نفس التجربة وفي نفس الشروط ونأمل أن نحصل على نتيجة مختلفة ) . وهذه هي تماما مشكلة عصرنا الحديث حيث العلماء والمفكرين يؤمنون بصحة جميع النظريات الحديثة التي تدرس في المدارس والجامعات ويأملون بواسطتها أن يتوقف هذا ا?نحطاط الروحي الذي تعاني من ا?نسانية والذي يسير بإستمرار من السيء إلى ا?سوأ.
في اللغة العربية نستخدم كلمة ( وقت ) للتعبير عن الزمن بشكله العام، فنقول مثلا ( مضى الوقت بسرعة ) .أما كلمة ( الزمن ) فتستخدم لتحديد الوقت بدقة أو كمقياس فنقول ( زمن دوران ا?رض حول نفسها يعادل 24 ساعة ). فكلمة الزمن والوقت بشكل عام هي مصطلحات تستخدم في التعبير عن حالة تغيير. فكل شيء في هذا الكون في حالة حركة والحركة تخلق نوع من التغيير. وعندما يكون هذا التغيير بشكل منتظم عندها يأخذ مصطلح زمني ، مثلا دوران ا?رض حول نفسها يحدث مرة واحدة كل يوم ومع دورانها ينقسم اليوم إلى قسمين نهار وليل ، كل قسم مدته -في منطقة خط ا?ستواء - يعادل 12 ساعة ،هذا التغيير في الضوء والظلام يحدث بإنتظام، وبشكل دائم.
أيضا من دوران الأرض المنتظم حول الشمس ، ظهر المصطلح الزمني ( السنة ) ومدتها 365 يوما ، وتم تقسيمها إلى أربعة فصول حسب تغيرات الطقس ( شتاء، ربيع ، صيف ، خريف ) وكل فصل تم تقسيمه إلى ثلاثة أشهر ليعبر عن بداية الفصل وشدته ونهايته. وكل شهر تم تقسيمه إلى أربعة أسابيع ، وا?سابيع إلى سبعة أيام. وا?يام إلى 24 ساعة. جميع هذه المصطلحات هي كلمات مساعدة تسمح للإنسان المقدرة على تحديد مقدار التغيير ، فالنهار يبدأ بشروق الشمس ومعها يبدأ تزايد درجة ا?ضاءة إلى أن تصل في أوجها عند الظهر ثم تقل حتى تصل إلى الغروب ويبدأ المساء ، جميع هذه التغيرات تم قياسها ووضعها في نظام معين لتسهل أسلوب عمل الإنسان يوميا من حيث مدة النوم واليقظة، وكذلك نفس الشيء يحمل مصطلح (السنة ) فهو يبدأ بفصل الشتاء حيث درجة الحرارة منخفضة جدا ومع دخول فصل الربيع تبدأ درجة الحرارة با?رتفاع وفي فصل الصيف تصل إلى أوجها ، ثم تبدأ باإنخفاض ثانية مع الدخول في فصل الخريف ، فهذا التقسيم وهذه المصطلحات الزمنية كان هدفها فهمم وتقدير درجة التغيير في درجات الحرارة وا?ضاءة لتحديد موعد نشاط ا?نسان كالحراسة والزراعة والحصاد مثلا .. وعلى نفس المبدأ ظهرت جميع المصطلحات الزمنية لتقدير كمية التغيير بشكل دقيق ضمن نشاطات ا?نسان اليومية والسنوية .لذلك نجد حدوث تطور أجهزة قياس الزمن مع تطور حاجات ا?نسان. ففي ا?زمنة القديمة كان ا?نسان يعتمد على الساعة الرملية والمائية والشمسية وكانت نسبة الدقة فيها ضئيلة جدا، لعدم وجود أي حاجة ضرورية في الدقة ، وفي القرن الثامن عشر نجد ظهور ساعة تحوي عقارب الدقائق ، وفي القرن التاسع عشر نجد ظهور الساعة التي تحوي عقارب الثواني، واليوم ظهرت الساعة الذرية ولديها المقدرة على قياس زمن قدره جزء من المليار من الثانية.
إن عمليات إكتشاف هذه المصطلحات وهذه ا?جهزة التي تقيس الزمن جميعها سببه هو شيء واحد المقدرة في قياس حجم التغيير الذي يحصل في الشيء ، فكل شيء في هذا الكون يوجد في حالة تغيير أو بشكل أصح يوجد في حالة تطور ، لذلك فإن إعتبار الزمن كبعد رابع للأشياء أدى إلى تشويه مفهوم الزمن ?ن الزمن ليس بعدا فهو الذي يخلق الأبعاد الثلاثة ا?خرى ، الزمن هو روح الشيء والتي تقوم بعملية التغيير والتطوير.وكما يقول الحديث الشريف ( الدهر هو الله ).
الله عز وجل عدا الكتب المقدسة أوحى لبعض الناس بأفكار وصور والتي منها نتجت ما نسميه أساطير، هذه ا?ساطير هي حكايات تساعدنا في فهم بعض أ?شياء الروحية والتي يصعب على عقل ا?نسان إكتشافها بمفرده ، رغم أن كثير من هذه ا?ساطير عبر التاريخ تم تشويهها فظهرت بصور مختلفة عن شكلها البدائي ولكن ا?ساطير التي جاءت من عند الله بقيت كما هي ، ومن يبحث في مضمون ا?ساطير ويقارنها بقصة الخلق وقصص ا?نبياء ، وبا?ستعانة بالعلوم المختلفة يمكن للباحث أن يحدد تلك ا?ساطير التي بقيت كما أوحى بها الله في شكلها الصحيح. إحدى هذه ا?ساطير هي ا?سطورة ا?غريقية عن إله الزمن ( كرونوس ).
ا?سطورة تذكر أن إله الزمن ( كرونوس ) قتل والده وإستولى على عرشه، و?ن والده قبل موته قد أخبره بأن أحد أبنائه سيفعل به كما فعل هو بأبيه ، لذلك راح يلتهم كل طفل مذكر تنجبه له زوجته ليحافظ على حياته وعرشه. وعندما رأت زوجته (ريا ) يلتهم إبنها ( آذيس ) ثم إبنها الثاني (بوسيذون ) قررت أن تحتال على زوجها لإنقاذ حياة أطفالها. لذلك عندما أنجبت إبنها الثالث ( زبوس) أرسلته إلى جزيرة كريت ليكبر هناك بعيدا عن أعين زوجها ، وبدلا منه راحت وقدمت لزوجها حجرة على شكل طفل رضيع ،فأخذها وإلتهمها ظانا بأنها إبنه الجديد.
عندما كبر ا?بن الثالث زيوس وأصبح شابا عاد إلى بلاده لينتقم من أبيه ، وطلب المساعدة من زوجته ( ميتيس) ، وهذه بدورها ذهبت وأعطت إله الزمن ( كرونوس ) شرابا جعله يتقيأ ويخرج إخوة زيوس (أذيس وبوسيذون ) من معدته. وهكذا وبمساعدة إخوته ا?ثنين شن زيوس معركة ضد أبيه دامت عشر سنوات ومعروفة بإسم ( صراع الجبابرة ) حيث إنتصر فيها زيوس على أبيه وأخذ العرش منه، تماما كما تنبأ له والد كرونوس قبل وفاته.ومنذ ذلك الوقت راح سكان تلك المنطقة المعروفة اليوم بإسم ( أولمبيا ) يقومون بتنظيم ا?لعاب ا?ولمبية كل أربع أعوام إحتفالا بذكرى إنتصار زيوس على أبيه كرنوس إله الزمن.
للأسف جميع العلماء والمفكرون - وخاصة علماء الدين - ينظرون إلى هذه ا?سطورة على أنها خرافة من خرافات الشعوب القديمة، لذلك فهم لا يحاولون الربط بين ما يحدث في هذا الكون وبين أحداث هذه الأسطورة، ولكن من يتمعن بها جيدا ويحاول فهم مضمونها يستنتج أنها ليست من عقل إنسان ولكنها من عند الله ،وأن أحداثها لها معاني رمزية تساعدنا في فهم الناحية المادية لقصة الخلق. فقصة الخلق المذكورة في الكتب المقدسة هي القسم الروحي منها أما ا?ساطير فهي قسمها المادي لذلك حتى نفهم قصص الكتب المقدسة ونحدد مكانها في الكون وتطوره لا بد من دمجها مع ا?ساطير التي تناسبها.
أنظروا جيدا إلى توافق أبطال االأسطورة مع أ?بعاد ا?ربعة كما وضعها أنشتاين في نظريته النسبية ، ولكن بطريقة محرفة تماما. في النظرية النسبية، نجد أن الزمن هو بعد رابع مثله مثل بقية ا?بعاد الثلاثة ا?خرى ( الطول ،العرض ،ا?رتفاع ) ، ولكن في الأسطورة ، نجد أن الزمن ليس بعدا ولكنه هو الذي يصنع ا?بعاد الثلاثة ا?خرى فالزمن هو ا?ب الذي ينجب ا?بعاد الثلاثة ا?خرى ( أبنائه : أذيس، بوسيذون، زيوس)، أنظروا إلى التوافق بين معاني ا?بعاد ونوعية عمل كل إبن :
- ا?بن ا?ول آذيس هو إله العالم السفلي ويمكن إعتباره البعد الأول من بعدي القاعدة وهو ( الطول).
- ا?بن الثاني بوسيذون وهو إله البحار ، ويمثل البعد الثاني من بعدي القاعدة وهو (العرض) ، فإجتماعه مع البعد ا?ول يعطينا مستوى القاعدة ا?فقي، تماما كما يحدث في سطح الماء المستوي. لذلك كان ا?بن الثاني رمزه إله البحار.
- ا?بن الثالث زيوس وهو إله السماء (البرق ) والذي يمثل البعد الثالث ( ا?رتفاع).
هذه ا?سطورة تصور لنا ما حدث قبل اا?نفجار الكبير حيث كان الزمن فيها من النوع السلبي أي التغيير فيها كان يسير نحو الفناء المطلق، وعندما ظهر البعد الثالث وإتحد مع ا?بعاد (الطول والعرض ) أدى إلى التضخم الفجائي المعروف بإسم ا?نفجار الكبير (big bang) والذي يمثل (صراع الجبارة) وعندها ولد الزمن ا?يجابي وظهرت المادة ( الحجم ) ، وتشكلت جميع مكونات الكون كما نعرفها ا?ن. فما حدث قبل ا?نفجار الكبير يحدث بنفس الطريقة في الثقوب السوداء ،حيث يتحول الزمن من زمن إيجابي ( مولد للمادة ) إلى زمن سلبي ( مستهلك للمادة ).لذلك نجد أن كلمة الزمن بمعناه العام في اللغة اليونانية هي ( خرنوس ) وتعبر عن الزمن ا?يجابي حيث الحرف الأول فيها يختلف عن كلمة إله الزمن السلبي فبدل حرف (ك) نجده قد تحول إلى حرف (خ ) للتفريق بين الزمن السلبي (كرونوس ) والزمن ا?يجابي( خرونوس)، فالزمن في الثقوب السوداء هو من النوع السلبي ( كرونوس ) أما خارج الثقوب السوداء فهو إيجابي من النوع (خرونوس ) ، فما يعرفه علماء الكون عن الثقوب السوداء وعن إستخدامها في تحقيق عملية السفر عبر الزمن هو من أغبى الخرافات التي ظهرت في تاريخ ا?نسانية ، ?ن كل شيء يدخل الثقب الأسود يتحول فيه الزمن مباشرة من إيجابي إلى زمن سلبي حيث تنهار ا?بعاد الثلاثة للمادة (الطول والعرص وا?رتفاع ) ويختفي من الوجود نهائيا ، فما يحدث في الثقوب السوداء هو في الحقيقة الموت المطلق وليس السفر عبر الزمن. لذلك فإن فكرة وجود ثقوب دودية داخل الثقوب السوداء وأن العبور منها يؤدي إلى الظهور في زمن آخر هي فكرة خرافية غبية وا?يمان بصحتها لا يدل سوى على جهل مطلق لمفهوم التطور الكوني. والشيء نفسه ينطبق على جميع طرق السفر عبر الزمن سواء إلى المستقبل أو إلى الماضي.
النظرية النسبية تحوي معلومات هامة وهذا لايمكن الشك به ولكن سلبيتها تكمن في طريقة طرحها فقد طرحها أنشتاين بشكل خاطئ ومضلل، لذلك وللأسف بدلا من أن تساهم في محاولة فهم المبدأ العام في تطور الكون لنستطيع فهم سبب وجودنا فيه ، ساعدت آرائه في تشتت جميع زوايا النظر لما يحدث في الكون وحولته من كون ذو مفهوم روحي إلى كون مادي خالي من الروح، حيث كل منطقة منه تسير على هواها ، لذلك فإن ظهور نظرية تعدد ا?كوان كان نتيجة حتمية لهذا المنطق المادي في البحث.
الزمن بمعناه الروحي هو واحد في كل مناطق الكون ، ?نه يسير على ساعة مراقب واحد فقط وهذا المراقب هو الله عز وجل. وا?نسان نفسه يتبع هذه الساعة في محاولة فهمه لما يحصل في داخل الكون ، فحادثة ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام مثلا كحدث تاريخي هي حدث ثابت حدث في نفس اللحظة في جميع أنحاء الكون ، فهو حدث روحي حصل عندما وصل التطور الروحي للكون بأكمله إلى اللحظة المناسبة لولادة عيسى ، لذلك حدثت هذه الولادة ،فهذا الحدث إنتهى قبل 2000 عام بالنسبة للكون بأكمله وليس فقط بالنسبة للكرة ا?رضية. هذه الحادثة تم تسجيلها في الساعة ا?لهية وهي الساعة التي تسير عليها أحداث الكون بأكملها حيث جميع عناصره مترابطة فيما بينها ترابط مطلق.
أما أن نفكر بنفس منطق فكر أنشتاين في نظريته النسبية ،فنقول بأن حادثة ولادة عيسى بالنسبة لمخلوقات تعيش في مجموعات نجمية تبعد عنا مسافة 3000 سنة ضوئية لم تحدث بعد ، ?ن الضوء يحتاج إلى 3000 سنة ضوئية ليصل إليها وهذا يعني أن ولادة عيسى ستحصل بالنسبة لهم بعد 1000 عام ،فهذا ا?عتقاد ، إعتقاد ساذج ،?نه لا يوجد هناك مخلوقات ذات وعي لتستطيع فهم المعنى الروحي لولادة عيسى . فولادة عيسى كانت حدث روحي عظيم ولا يهم سوى ا?نسانية نفسها ?ن ا?نسان هو فقط المخلوق الذي يحوي في داخله جزء من روح الله. فالكون بأكمله يسير بناء على تطور روح ا?نسان. والكرة ا?رضية هي مركز الكون روحيا ?نها المنطقة الوحيدة التي تحوي على وعي ،والوعي موجود فقط في ا?نسان الذي يعيش عليها. وهو سيد مخلوقات هذا الكون الفسيح. فما يحدث في الكرة ا?رضية مشابه تماما لما يحدث في دماغ ا?نسان ، فبدون الدماغ ، يخسر ا?نسان إحساس الوعي لما يجري حوله وينتهي وجوده ككائن حي ، هكذا هو تماما الكون أيضا ، بدون ا?نسان الكون بأكمله ينتهي كوجود. ( في المقالة القادمة سنتكلم إن شاءالله عن خرافة سكان الفضاء )
كثير من المفكرين المسلمين يستخدمون قصة أصحاب الكهف المذكورة في القرآن الكريم ليثبتوا صحة نظرية أنشتاين في إمكانية السفر عبر الزمن ، فهذه القصة فعلا يبدوا فيها وكأن أصحاب الكهف خلال زمن يعادل يوم وبعض اليوم إنتقلوا إلى المستقبل لفترة زمنية تعادل 300 سنة ، أي أنهم سافروا إلى المستقبل نحو 300 عام خلال يوم وساعات قليلة ، ولكن الحقيقة أنهم لم يسافروا ولكن الله رفع عنهم تغيرات سريان الزمن في أجسامهم لمدة 300 عام. وهذه المقدرة هي خارج قوى ا?نسان الحالية والمستقبلية ، ?ن جسم ا?نسان تم تكوينه بشكل مناسب ليعيش في بيئة الكرة ا?رضية وهذه البيئة نتجت عن تطور روحي دام أكثر من 14 مليار سنة ،لذلك فإن إي تغيير في هذه البيئة ستؤدي إلى خروج الروح من الجسم الذي يحويها .
فمثلا كاتب سيناريو الفيلم العلمي الوثائقي (هل السفر عبر الزمن ممكن) يأتي بمثال عن إمكانية السفر عبر الزمن فيقول أن رائد الفضاء (سيرغي كريكاليف ) عاش 803 يوم في مركبة قمر صناعي يسير بسرعة 27353 كم في الساعة حول ا?رض ، لذلك فهو سافر عبر الزمن بمقدار 1 على 48 جزء من الثانية ، وهذا يعني أنه حتى يستطيع السفر عبر الزمن لمدة ثانية واحدة فقط فهو يحتاج أن يعيش في مركبته لمدة 105 سنوات، تصوروا يجب أن يعيش في المركبة الفضائية لمدة 105 عام ليستطيع أن يسبق الزمن الموجود في الكرة ا?رضية لمدة ثانية واحدة فقط.
لنفرض أننا إستطعنا أن نضاعف سرعة المركبة عشرات المرات حتى تصل إلى سرعة قريبة من سرعة الضوء وكان لهذا الشخص أخ توأم في ا?رض فإنه بعد مكوثه لمدة 10 سنوات في المركبة الفضائية سيجعله يسافر عبر الزمن إلى المستقبل لمدة عام واحد ، فهذا يعني - حسب أنشتاين - أنه سيكون أصغر من أخاه التوأم بعام واحد ، ولكن الحقيقة إذا ما قارنا بين حالة الأخوين سنجد أن ا?خ الذي أمضى حياته على سطح ا?رض في أحضان الطبيعة وألوانها الجميلة وتغيرات طقسها المختلفة سيبدو عليه هو الأصغر ببضع سنوات وليس أخيه الذي أمضى حياته في المركبة الفضائية لمدة عشر سنوات. ?ن ا?خ ا?ول عاش في بيئة روحية ومادية مناسبة لحياة ا?نسان ، أما ا?خر فعاش في بيئة مختلفة عما يناسب روحه وجسده، لذلك فإن مثال مفارقة التوائم الذي ذكره أنشتاين ليشرح فكرة إمكانية السفر عبر الزمن عن طريق السفر بسرعة قريبة من الضوء قد تبدو نظريا صحيحة ولكن واقعيا ليس لها مكان من الصحة ?نها لا تنظر إلى ا?نسان ككائن روحي حي. ولكن كقطعة من حديد ،وهذه هي مشكلة منطق أنشتاين.
لذلك لا يمكن تشبيه قصة أصحاب الكهف مع مثال مفارقة التوائم ?نشتاين. فما حدث في قصة أصحاب الكهف هو أن الله جعلهم يدخلون في سبات عميق، عميق جدا، لتمر عليهم ا?يام وكأنها ثواني، دون أن تتأثر خلايا أعضاء أجسامهم بشيء ، وهنا تكمن المعجزة ا?لهية في هذه الحادثة. والمعنى المراد من هذه القصة ليس ?ثبات صحة نظرية أنشتاين كما يدعي بعض المفكرين المسلمين ولكن المراد منها هو إثبات أن ا?يمان العميق بالله يمنح المؤمن قوة تفوق قوانين الطبيعة ويجعلها عاجزة في التأثير على جسد المؤمن، تماما كما حصل مع نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث تحولت النار إلى بردا وسلاما بدل من أن تحرق خلايا جسمه كما يحدث عادة حسب قانون الطبيعة .