واشم رائحتي في كل التراب
حين يتكلم التراب....وقد كان تحت وقع النعال ولا نبالي.....يمهل على مهل...ستذكرني حين تغرق في أوهام الدنيا و توحل في الوحل.....ذكرى لها عبق الصبا و الإرهاق و قلب يطرب للوجل.....على مدى أحلى ايام العمر يسافر بي التراب الى عمقي وينتفض موج بحري ويضمني بالبلل.....نعم هي ايام العمر حينها ....والآن اذاعب فنجان بن و ارقبني في كل من يخرج من باب المدرسة.....كنت على ذاك القد ...على ذاك الشغب و على تلك البراءة......التراب يا أناي يحفظ الذكرى ليتهم لم يجصصوا مكان القدمين....وأتربة النعل ......وبقي باحمد مول الزريعة يقاوم الزمان والأيام ....ليتهم بقوا كي نفهم أن بعض الشغب كان ترفا في أيام الصبا......ويستمر فنجان البن في معانقتي .....
مابين الرشفة والرشف آيات الكون الساحر....وذكريات العمق الرهيب....تكلم التراب وانا ارتشف قهوة الصباح.....أخالني في حمى الصبى و أحضان الذكرى....هناك كنا نقف كي نتذكر بعض ما درسناه...نتف من بعضنا على بعضنا .....وعيوننا تختلس النظرات.....بعضنا بالقرب من باحماد مول زريعة....والنجيب منا بالقرب من المدرسة .....والذكرى تتشكل في الذاكرة كي تصنع منا عبقا تاريخيا بطيب التراب .......شغب بريء و إرهاق جنوني يعاكس الجمال......تكلم التراب وأنا أشم راحته وأذكر أني ما حفظت من شعر غير بيت استهوى أنفاسي:
رد الطرق حتى توافي النمير ***فرب عسير قد أتاح اليسير
وسوم: العدد 625