خواطر من الكون المجاور الخاطرة 55 .. فلسفة دموع المرأة
جميع الثديات بشكل عام يوجد عندها نظام ﻹفراز الدموع ، ولكن نوعية أسباب إفراز الدموع في عين اﻹنسان تختلف نهائيا عن جميع الكائنات اﻷخرى ، فكما أن اﻷطراف موجودة في جميع الثديات واﻹنسان ، ولكن الثديات جميعها تستخدم أطرافها في تأمين حاجاتها المادية فقط ، المشي ، الدفاع عن النفس ،المساعدة في اﻷكل ،الصيد، الحفر ،حك الجسم. ..إلخ، أما عند اﻹنسان فنجد أنه الوحيد الذي يستخدم يده في تأمين الحاجات الروحية ،كالكتابة ، العزف على آلة موسيقية ، الرسم ، المداعبة. .... إلخ ،
فالهدف اﻷول من خلق اﻷطراف ليس المشي أو الدفاع عن النفس،أو...ولكن الهدف الحقيقي واﻷسمى هو تحويل اﻷفكار التي ينتجها الدماغ إلى عمل إبداعي يساهم في تطوير الروحي في اﻹنسان.
هكذا تماما أيضا هو سبب خلق الدموع، فالسبب الحقيقي واﻷسمى هو أولا روحي ، ولكن طالما أن وظيفة إنتاج الدموع ستمر بمراحل تطور عديدة حتى تصل إلى الشكل المناسب لتقوم بدورها الحقيقي ظهرت لهذا صفة إنتاج الدموع في بعض الحيوانات اﻷخرى ليحقق الهدف المادي أيضا ، وهو حماية العين، فالعين ترمش كل 2-10 ثانية مرة واحدة ومن هذه الرمشة يقوم الجفن بحمل سائل الدمع الذي تنتجه الغدة الدمعية إلى سطح العين بالكامل فتقوم بترطيب العين والجفن وتحميها من جفاف اﻷغشية المخاطية، حيث بهذه العملية أيضا يتم غسيل العين بمادة Lysozyme التي تعتبر معقم للدموع فتقوم بالقضاء على البكتريا والفيروسات والجراثيم التي تصيب العين والتي بدونها قد تصاب العين بالعمى فوظيفة الدموع في حماية العين هو دور مادي هام ولكنه ثانوي.
الدور الحقيقي للدموع هو الدور الروحي الذي تلعبه في التعامل مع المشكلات العاطفية وهو موجود عند اﻹنسان فقط ،وهذا الدور يحتاج إلى شرح مفصل ليتم فهم أهمية الدموع في حياة اﻹنسان ،فللأسف في الآونة اﻷخيرة يحاول بعض العلماء ومعظمهم من أولئك الذين لا يؤمنون بوجود الله -بقصد أو بغير قصد - شرح اﻷعضاء الحيوية بشكل يؤكد على الشبه الكبير بين اﻹنسان والحيوانات، فهم يزعمون مثلا أن البكاء لا يحدث فقط عند اﻹنسان ولكن أيضا عند بقية الحيوانات ، ولكن هذا غير صحيح فالحيوانات تصدر أصواتا في بعض الظروف المعينة وخاصة الصغار منها ، فيبدو عليها وكأنها تبكي ، ولكن هذه اﻷصوات ليس هدفها التعبير عن حزنها ولكنها عبارة عن نوع من أنواع طلب مساعدة. فالدموع الناتجة عن العاطفة لا تحصل إلا في اﻹنسان وحده ﻷنه هو المخلوق الوحيد الذي أنعم الله عليه بالبكاء فكثيرا ما يكون البكاء عند اﻹنسان بالدموع ودون أي صوت ، وقد إكتشف الباحث ( وليم فراي ) أن الدموع التي نتجت عن البكاء بسبب رؤية فيلم حزين ( دموع عاطفية ) تختلف في تركيبها عن الدموع التي نتجت عن تقطيع البصل (دموع مادية ) ، فقد وجد أن دموع البكاء (التأثر العاطفي ) تحتوي على نسبة عالية من المنغنيز والمعادن الضارة والتي تلعب دور على الحالة النفسية والتحكم في اﻷلم في اﻹنسان ، حيث مع الدموع يتم التخلص من هذه المواد الضارة لتساعد اﻹنسان في تهدئة توتره العصبي. وكذلك أثبتت التجارب العلمية التي قام بها العالم النفسي ( آشلي مونتاغو ) أن الدموع العاطفية تقوم بتقوية الروابط اﻹنسانية في المجتمع ،فالشخص الذي يبكي ويذرف الدموع يشعر بتعاطف أكبر مع اﻵخرين ويساهم في مساعدتهم أكثر بكثير من ذلك الذي لا يبكي ولا يذرف الدموع إلا بشكل نادر.
الدموع العاطفية يمكن أن نراها في عين اﻹنسان سواء كان طفلا أو إمرأة أو رجلا ، ولكن الدموع بحد ذاتها هي شيء أصله إنثوي ، فالدموع العاطفية في الحقيقة هي من أهم صفات المرأة ،ومنها إنتقلت إلى اﻷطفال والرجال ، حيث الحكمة اﻹلهية في الخلق وضعتها في المرأة لتفسر معنى وجودها في هذا الكون وكذلك نوعية سلوكها الذي يجب أن تتبعه للوصول إلى الكمال الروحي لتستطيع اﻹنسانية العودة ثانية إلى وطن اﻷم الجنة.
لتوضيح المعنى الفلسفي لدموع المرأة (الدموع العاطفية ) ،لا بد أولا من شرح تطور العين الذي حصل عبر مئات ملايين السنين وعلاقته بدور المرأة في تطور الإنسانية الروحي وظهور الحضارات والذي سمح لها في السير في طريق مختلف نهائيا عن تطور بقية الكائنات الحية.
اﻹنسان يدرك ويشعر بما يجري حوله من خلال خمسة حواس ، وهي البصر ،السمع ،الشم ، اللمس ، والطعم. لكل حاسة لها عضو من خلاله تتحسس الشيء ، وعدد هذه اﻷعضاء هو إثنين لكل حاسة (2 عين ،2 إذن ، 2 فتحتي اﻹنف 2 راحة يد للمس). فقط حاسة الطعم لها عضوا واحد موجود في الفم وهو اللسان ،ﻷن الطعم هو حاسة مادية بحتة ، أما بقية الحواس فلها نوعين من اﻹحساس روحي ومادي ،لذلك يوجد عضوين لكل حاسة ،وهذا ليس صدفة ولكن رمزي له معنى بأن هذه الحاسة لها نوعين من اﻹحساس إحساس روحي وإحساس مادي ، فالعين مثلا ترى اﻷشكال والخطوط واﻷلوان لتحدد مادية الشيء الذي تراه ولكن أيضا ترى تلك العلاقة اﻹنسجامية بين اﻷلو ان والخطوط فتشعر بجمال الشيء أو قباحته. وكذلك يحصل بالنسبة للأذن واﻷنف واللمس. لذلك كان عدد أعضاء هذه الحواس الاربعة هو ثمانية ،ومن هذا الرقم أخذت المرأة رمز شكل رقم ثمانية Λ ليفسر دورها في هذا الكون بعد خروجها من الجنة بسبب أكلها لثمرة التفاح ( رمز حاسة الطعم ) .لذلك تم حذف هذه الحاسة من رمز المرأة ، وليس من الصدفة أن حاسة الطعم والتي تعتبر أدنى الحواس أهمية في حياة اﻹنسان ،تعتبر حاسة ذكرية فقد أثبتت التجارب العلمية أن إحساس لسان الرجل بطعم اﻷشياء أقوى من إحساس لسان المرأة. بينما حاسة البصر والتي تعتبر أرقى وأهم الحواس عند اﻹنسان فتعتبر حاسة إنثوية ﻷن إحساس عين المرأة أقوى من إحساس عين الرجل ،فقد أثبتت اﻷبحاث العلمية أن الذاكرة البصرية في عين المرأة أفضل من عين الرجل في التعرف على اﻷشكال واﻷلوان واﻷحجام في المشهد أو اللوحة التي تراها العين.
ما يهمنا في هذه المقالة هو رمز المرأة الذي يمثل الرقم ثمانية ، وكذلك العين كأهم حاسة من حواس اﻹنسان.
إن نظرية داروين في تطور الحياة شوهت مفهوم الحياة وحولت معنى التطور من إحساس روحي راقي إلى إحساس مادي فقير لا ينفع بشيء في فهم و تحسين سلوك اﻹنسان ككائن إجتماعي وكفرد يلعب دور في تطوير المجتمع روحيا وماديا ، لذلك لم ينتبه علماء تطور الحياة وعلماء اﻷحياء على الرموز التي يتصف بها كل نوع من الكائنات الحية والتي بفضلها يمكن فهم روح كل كائن حي وبالتالي فهم التطور الروحي لهذه الكائنات ومن ثم فهم التطور العام للكون بأكمله وتطور اﻹنسانية بشكل خاص ، وما سنذكره في هذه المقالة هو مثال بسيط عن منهج دراسة التطور الروحي الذي وجب عليه أن تتم جميع أبحاث تطور الحياة.
العين بشكل عام ( كما يظهر في الصورة ) تتألف من مادة هلامية شفافة تتأثر بالضوء يتحكم بحركتها ثمانية عضلات ، ستة منها مسؤولة عن حركة العين في جميع الجهات ( أعلى ، أسفل ، يمين ، يسار ،مائل يساري علوي سفلي ، مائل يميني علوي سفلي ) وهناك عضلتين لفتح وإغلاق العين ، عضلة رافعة الجفن العلوي ، أما عضلة الجفن السفلي فهي غير موجودة بشكل واضح مثل عضلة الجفن العلوي ﻷنها تحولت إلى عضلة تدعى عضلة جوف العين ،وتساعد هي أيضا في إغلاق وفتح العين.
العين في بداية ظهور الحياة على سطح اﻷرض ظهرت كحيوان بدائي كامل ،وهذا الحيوان لا يزال يعيش حتى اﻵن ليبقى رمز للعين ليساعدنا على معرفة المعنى الروحي لوجود العين وحقيقة دورها في السلوك اﻹنساني ، هذا الحيوان هو قنديل البحر والمعروف عالميا بإسم ميدوسا ، ويعتبر قنديل البحر من أقدم الحيوانات المتعددة الخلايا التي ظهرت على سطح اﻷرض، فمعظم الكائنات المتعددة الخلايا ظهرت فجأة في فترة ما يسمى اﻹنفجار الكامبري الذي إستغرق عشرة ملايين عام قبل 530 - 520 مليون سنة، ولكن بالنسبة لقنديل البحر فيعتقد أنه ظهر قبل أكثر من 700 مليون سنة.
قنديل البحر ( الصورة ) هو حيوان يعيش في المياه المالحة ويعتبر كائن غريب جدا فهو ليس له عقل أو قلب أو عظام ولا دماء ولا عيون ولا خياشم ، من يتمعن بدقة في شكل هذا الحيوان وسلوكه سيشعر أنه فعلا عين بدائية تعيش بمفردها فشكله يبدو وكأنه كتلة من الماء قد تحولت إلى مادة هلامية شفافة لها شكل عدسة العين أو عدسة آلة التصوير ، وفي مركز هذه العدسة في اﻷسفل يوجد فتحة الفم ومن حولها تخرج أرجل عددها بنفس عدد عضلات العين ثمانية ، تتحرك وتساعد في تأمين الغذاء عن طريق اﻹمساك بطعامها لتنقله إلى الفم. قد يخرج من أطراف جسم في بعض أنواع قناديل البحر خيوط صغيرة تشبه اﻷسواط بأعداد وأحجام مختلفة ولكن هذه ليس لها علاقة باﻷرجل. ولا تدخل في حساب عدد اﻷرجل التي يملكها قنديل البحر.
للأسف علماء اﻷحياء وبسبب الرؤية الببغائية التي يستخدموها في دراسة الكائنات الحية لم يستطيعوا رؤية أي علاقة بين العين وقنديل البحر ،فحسب دراساتهم أن قنديل البحر له أنواع عديدة وأشكال مختلفة وعدد أرجل مختلفة ، وهذا صحيح ولكن دوما أثناء التطور يحدث تشوهات ،ولكن رغم ذلك يبقى الشكل الأصلي هو المسيطر على جميع اﻷشكال ، فهناك عدة أشكال لجسم قنديل البحر بعضها له شكل نصف كروي متطاول ، وبعضه قوس شبه مسطح ولكن جميعها تشبه العدسة تقريبا ، وكذلك بالنسبة لعدد اﻷرجل فقد تتحد كل أربعة أرجل مع بعضها البعض فتبدو وكأن قنديل البحر له رجلين إثنتين فقط ، أو قد تتحد كل إثنين معا فيصبح عدد اﻷرجل أربعة (كما في الصورة ) ، ولكن من يتمعن جيدا في قاعدة مكان خروجها يعلم أن العدد اﻷصلي لأرجل قنديل البحر هو الرقم ثمانية ، وأن هذا الحيوان هو فعلا الشكل البدائي للعين.
قنديل البحر يعتبر من أكثر أنواع الحيوانات البحرية التي تشكل خطر على حياة اﻹنسان بسبب كونها سامة عند ملامستها للجلد ، حيث يموت سنويا أكثر من 10000 شخص بسببها ، وكأن قناديل البحر بهذه الطريقة تحرض اﻹنسان بدلا من الغوص في أعماق البحار ، أن يحلق في أعالي السما ء. فبسبب خطأ العين خرج اﻹنسان من الجنة وهبط على اﻷرض.
وليس من الصدفة أن قنديل البحر له أسطورة إغريقية شهيرة ، معروفة بإسمه العالمي ( ميدوسا ) ، حيث تقول اﻹسطورة أن الميدوسا كانت فتاة عذراء جميلة لها شكل عروسة بحر تعمل في خدمة معبد إلهة الحكمة (أثينا ) ، ولكنها مارست الجنس مع إله البحار ( بوسيدون ) أو إغتصبها غصبا عنها كما تقول بعض النسخ ، فغضبت منها إلهة الحكمة ومسختها على شكل إمرأة قبيحة لها رأس يخرج منها أفاعي عديدة ( الصورة ) ، وكل شخص ينظر في عينها يتحول إلى قطعة من اﻷحجار.
إذا تمعنا جيدا في عناصر هذه اﻹسطورة نجدها تعبر بشكل رمزي عن قصة حواء ونوعية الخطأ الذي إرتكبته ، فالعين كانت أهم أعضاء اﻹدراك عند حواء (وهكذا كانت أيضا مكانة الميدوسا في معبد إلهة الحكمة ) ولكن بسبب عدم إستخدام عين حواء بشكل صحيح أدى إلى ( ممارسة الفحشاء ) والخروج من الجنة ( الخروج من معبد إلهة الحكمة ) ، وتحولت العين من أداة تساعد في نمو الروح إلى أداة توقف النمو ( تحويل اﻷشخاص إلى حجارة عديمة الحياة ).
بعد حوالي 300 مليون عام من ظهور قنديل البحر على سطح الكرة اﻷرضية ، ظهر الشكل المتطور الثاني للعين ، وهو حيوان اﻷخطبوط.
اﻷخطبوط يعتبر حيوان لافقاري يتبع فصيلة رأسيات اﻷرجل ،ظهر قبل 400 مليون سنة على سطح اﻷرض ، وهذا الحيوان أيضا يعتبر بالنسبة لعلماء اﻷحياء من أغرب المخلوقات على اﻹطلاق ، وبعضهم يظن بأنه مخلوق فضائي يختلف عن جميع الكائنات الحية اﻷخرى ، فعدد الجينات الوراثية فيه يعتبر عدد ضخم جدا بالنسبة لشكله وحجمه ، فعددها هو ( 33000 ) وهو أكبر من عدد الجينات عند اﻹنسان بعشرة ألاف جينة ( عند اﻹنسان 23000) ، ويعتبر ذكاء اﻷخطبوط عالية جدا بمقارنته مع جميع الكائنات اللا فقارية اﻷخرى ،فهو الكائن الوحيد بينهم الذي يستخدم اﻷداة لتحقيق أغراضه ، وهذه صفة تعتبر خارقة الذكاء لكائن من شعبة الرخويات.
لا بد هنا أن أذكر حادثة لها علاقة بهذه الفكرة :
في كتابي ( الرموز واﻷرقام في الفكر اﻹلهي ) ظهر وﻷول مرة في هذا الكتاب شرح الحكمة اﻹلهية في خلق الأخطبوط وعلاقته بعين اﻹنسان وتطورها ، في عام 2010 وبعد عام واحد من ظهور الكتاب ، بدأت وسائل اﻹعلام العالمية تتحدث عن ظاهرة غريبة عن أخطبوط يدعى ( بول ) حيث شهرته إكتسحت كل أصقاع بلدان العالم ، فقد إستخدمه اﻷلمان، في تنبؤ نتائج المنتخب الألماني في مباريات كأس العالم لكرة القدم. وكانت جميع توقعاته بالنسبة لمباريات المنتخب اﻷلماني صحيحة تماما دون أن يرتكب أي خطأ ،و بسبب تنبؤه بفوز أسبانيا على ألمانيا بالمباراة النهائية ،كثير من الألمان طالبوا بتقطيعه وطبخه بالمقلاة ، ولكن رئيس الوزراء اﻷسباني أرسل عددا من الحرس الشخصي لحمايته من المشجعين اﻷلمان.
ظاهرة ( اﻷخطبوط بول ) لم يفهمها للأسف أحد ، فهذه الظاهرة -حسب رأي طبعا - لم تكن إلا علامة إلهية تؤكد على صحة ما ذكرته في كتابي عن اﻷخطبوط وعلاقته بعين المرأة ، لذلك كانت بصيرة اﻷخطبوط بول في التنبؤ لا تخطئ ﻷنه أصبح رمزا للإدراك الروحي. اليوم نجد كثيرا من البلدان تستخدم أنواع مختلفة من الحيوانات لتساعدها في التنبؤ عن نتيجة مباريات منتخبها الوطني ، وسمعت قبل فترة بأن أوكرانيا تستخدم خنزيرا بدل اﻷخطبوط بول ،للأسف هكذا هو مستوى الإدراك في اﻹنسان المعاصر للظواهر الغريبة التي تحصل حولنا ، فهم ببغائي لا معنى له نهائيا . حسبنا الله ونعم الوكيل.
وعودة إلى شرح العلاقة بين اﻷخطبوط وعين اﻹنسان. كلمة أخطبوط هي كلمة يونانية لها نفس اللفظ تقريبا وتتألف من كلمتين (أختا - بودا) ومعناها (ثمانية - أرجل ) ، واﻷخطبوط فعلا يتألف شكله من كتلة شبه نصف كروية تمثل الرأس ويخرج منها ثمانية أرجل (الصورة ) ، إذا تمعنا جيدا في شكل الأخطبوط نجده وكأنه صلة الوصل بين قنديل البحر وعين اﻹنسان ،فأرجله الثمانية تمثل عضلات العين وأرجل قنديل البحر ، حيث نجد أيضا أنه يستخدم إثنين منها فقط في الحركة تماما كما هو في عضلات عين اﻹنسان ،عضلة رافعة الجفن العلوي وعضلة جوف العين المسؤولتان عن فتح وإغلاق العين. أما رأسه والذي يمثل جسم اﻷخطبوط فنجد انه يتألف من الملايين من الخلايا الحساسة والتي تمثل رمزا لخلايا شبكية العين ، حيث الشبكية تتكون من عدة طبقات مكونة من أنواع مختلفة من الخلايا ، حيث بعضها يعمل في الظلام وبعضها يعمل في الضوء ، وتستجيب لكل نوع من اﻷلوان لتعطي صورة دقيقة عن ألوان وشكل المشهد الذي تراه العين. اﻷخطبوط أيضا له نسيج سطحي معقد من الخلايا حيث تغطي جلده ملايين من الخلايا الملونة تخضع لسيطرة النظام العصبي تسمح له في أقل من الثانية تغيير لونه إلى ألوان مختلفة لتأخذ نفس ألوان البيئة المحيطة به ، حيث هذه المقدرة كعملية تمويه تساعده في اﻹمساك بفريسته أو اﻹختباء من أعدائه (صورة).
ولكن أهم طرق دفاع الأخطبوط عن نفسه ضد أعدائه عندما يتعرض إلى الخطر هو عن طريق إفراز سائل غامق مثل الحبر تساعده على صنع سحابة قاتمة أمام عين أعدائه تمنعهم من رؤيته ، وتسمح له بالهروب. هذا المبدأ في محاولة دفاع اﻷخطبوط عن نفسه ، هو الذي سيتطور حيث سيتحول هذا السائل المعتم إلى دموع لزجة شفافة في عين المرأة ، تسيل عند تأثرها عاطفيا، ولتكون هذه الدموع حكمة إلهية تساعدنا في فهم العلاقة بين قنديل البحر واﻷخطبوط وعين المرأة.
الجدير بالذكر عن حياة اﻷخطبوط أن اﻷنثى بعد التزاوج ، تذهب وتبحث عن عش مناسب لوضع بيوضها الملقحة فيه وتبقى قربها تحرسها وتنظف البيئة حولها وتقوم بتجديد المياه حولها بشكل دائم بدون إنقطاع ،لذلك فإن شدة إعتنائها ببيوضها تضطرها إلى التوقف عن التغذية طوال فترة الحضانة ( من 2- 11 إسبوع حسب درجة حرارة المياه)، وعادة قبل أن تفقس البيوض بقليل تموت اﻷم بسبب اﻹرهاق والجوع ،لذلك يعتبر اﻷخطبوط المولود حديثا دوما يتيم اﻷم.
في نظام الكابالا الذي أخذه الحكماء اليهود من النبي سليمان عليه الصلاة والسلام هناك عبارة تقول ( الله يعد دموع المرأة ).
" أيها الرجل عندما ترى دموع المرأة تملأ عينيها ، إعلم أنها تستخدم أرقى وسيلة وهبها الله في الدفاع عن نفسها وعن حقوقها وإعلم هذه الوسيلة في الدفاع عن النفس إحتاجت مئات الملايين من السنين من تطور مستمر لتصل إلى شكلها الذي تراه في عين المرأة كدموع "
وسوم: 638