فهل يتحقق الحلم ؟...
أين وزارات الثقافة.. وماذا تفعل.. وأين اسهاماتها في المشهد الثقافي.. وماذا قدمت للثقافة وأهلها في العاصمة والولايات.. والسادة وزراء الثقافة أين موقعهم من الأعراب في كل الجمل التي تهم الثقافة وأهلها.. وهل يحتاج الرد على هذه التساؤلات لادنى تفكير للاجابة عليها.. بالطبع لا وألف لا فالاجابة واضحة مثل الشمس نحن لا نشعر ولا نحس بوجود هذه الوزارات في العاصمة والولايات فهي باتت كحال المثل الذي يردده أهل الثقافة بشتى ضروبها بأنها مباني من غير معاني، وصدقوا في وصفهم هذا ...
لذلك لم التفت لأمر انعقاد اجتماعات وزراء الثقافة قبل أيام بالمدينة الساحرة الجنينة ولم أعره أدنى اهتمام لأنني وبكل صراحة أعتقد بأنها اجتماعات من غير معنى وعديمة التأثير في ظل الوضع البائس الذي تعيشه هذه الوزارات حالياً ولا جدوى منه لأن كل مخرجاته التي يتفق عليها السادة وزراء الثقافة لن تخرج إلى أرض الواقع ولن ترى النور ابداً وسوف تظل حبيسة أدراج مكاتبهم، رغم أن الفكرة جميلة وعميقة وتدعم قضايا البلاد السياسية نحو سلام شامل نحن معه بكل تأكيد وبكل ما اوتينا من قوة الا أنها لن تفعل بالوجه الأكمل والأمثل بدون ميزانيات معتبرة من الدولة تحرك هذه المشاريع الثقافية وتدفع بعجلتها إلى الأمام خاصة وأن الثقافة تمثل سلاحا قويا جداً في عملية التأثير ولها مفعول السحر في ذلك، ولا أعتقد بأن هذه المعلومة تغيب عن قيادات الدولة، ولكن ظلت هذه الوزارات طوال الأعوام الماضية مكتفة الأيدي في العاصمة والولايات ولا بتهش ولا بتنش ولا حس لها ولا خبر, وعندما تسأل أي وزير منهم يفتح لك باب الشكاوى لعدم وجود تمويل لمشاريعه الثقافية وخططه للنهوض بها، وبعض الوزراء يحاول تجميل صورته ويسرد لك مشاريع ضعيفة قامت بها وزارته تدفعك للضحك، ولكن المعلوم للجميع هو ضعف ميزانية هذه الوزارات من قبل الدولة لذلك فشلت فشلاً زريعاً في وضع بصمتها على المشهد الثقافي ووقفت موقف المتفرج ولسان حال قادتها يقول (ما باليد حيلة)، وللأسف الشديد لم نسمع بأي نشاط لوزارات الثقافة في الولايات على الاطلاق وهذا شيء مؤسف للغاية، أما وزارة الثقافة في العاصمة فتعمل على حياء وخجل بصورة متقطعة جداً مثل مقرها المتنقل كل شهر من مكان لآخر حتى بتنا لا نعلم موقعها الجغرافي دعك من موقعها في المشهد الثقافي ...
أما كبيرة الكيانات الثقافية وزارة الثقافة الاتحادية فحدث ولا حرج لانشاط يذكر ولا يحزنون وتعيش مكبلة الأيدي لدرجة أن عددا من الزملاء الصحفيين لا يعرفون حتى اسم وزيرها حتى نخبرهم به نحن على حياء بأن اسمه الطيب حسن بدوي وفي داخلنا سؤال مثلهم ماذا قدم سعادة الوزير الاتحادي للثقافة حتى لا يتردد اسمه..!! فلا نجد اجابة تشفع ومن الطبيعي أن يكون في طي النسيان … فهل يتحقق الحلم ؟.
وسوم: العدد 644