في كل مقام مقال

عهد هيثم عقيل

تنقطع الكهرباء، فيسود صمتٌ رهيب..

وكأن الحياة توقفت عن مسيرها، كأن الدماء تتوقف عن جريانها..

وقتها نستذكر نعمة "الكهرباء" علينا، وكيف أننا من دونها لا نستطيع عمل أي شيء خاصةً

إن فقدت مساءاً، عندما يكون الظلام قد غطى كل شيءٍ بعتمته، وغلّف الفضاء بظلمته..

لا نستطيع القراءة أو الكتابة، لا نستطيع الكي أو الحياكة، لا نستطيع فعل أي شيء سوى المهم جداً من الأعمال وعلى ضوء الشمعة الخافت..

لا أدري.. استوقفني هذا الموقف المتكرر، سرح بي خيالي إلى مكان آخر، إلى حياة أخرى..

مازلنا أحياء نرزق على وجه الأرض، ومازلنا نمتلك قوانا على مواجهة الحياة، والدم يمشي في الأوردة ولا نستطيع فعل الكثير عند انقطاع الكهرباء؛ لقيلة حيلتنا..

فكيف غداً ونحن تحت التراب، حيث لا ماء ولا غذاء ولا حتى كهرباء؟!

كيف بنا ونحن مستلقون هناك من غير حول منا ولا قوة، حيث نتمنى قراءة القرآن لكن يكون قد فات الأوان..

نتمنى الإكثار من الصلاة، الصدقة ومن كل عملٍ خيّر.. فلا نستطيع!!

كيف بنا والعجز يشلُ أطرافنا فلا نستطيع حراكاً أو حتى دفاعاً عن أنفسنا؟!

ربما تقولون متشائمة! فأجيبكم بل متفائلة كلَ الفأل بربٍ ودودٍ جوادٍ رحيمٍ عظيم، لكن تلك الفكرة حين تسيطرعلى الإنسان، تكسبه رهبةً وخشيةً من الرحمن، دفعةً لعالي الجنان وربما حباً ومقربةً من الرحمن..

ولهذا كان هذا المقال..

فلكل مقامٍ مقال