خواطر من الكون المجاور..الخاطرة 87 : فلسفة صيام رمضان

مفهوم الصيام لغويا  هو اﻹمساك عن الشيء،فالصيام عن الكلام له معنى اﻹمتناع عن الكلام. والصيام عن الكذب يعني اﻹمتناع عن الكذب..وهكذا.  أما المفهوم  الديني للصيام  فهو يشمل نوعين من اﻹمساك : اﻷول جسدي  وهو اﻹمتناع عن ممارسة اﻷنشطة التي تجلب نوع من المتعة للجسد  كتناول الطعام مثلا، أو شرب الماء أو ممارسة الجنس ، أو تناول الكحول ،وغيرها ، والثاني روحي ويقصد به  اﻹمتناع عن اﻷعمال السيئة كالكذب أو النصب أو اﻹحتيال..... .إلخ. 

 ولكن ما يهمنا في هذه المقالة هو المفهوم الفلسفي للصيام والذي حتى اﻵن لم يتكلم عنه أحد ، فهو الذي يفسر لنا الحكمة اﻹلهية  في  فرض الصيام على المؤمنين.  و قبل أن نشرح فلسفة الصيام سنحاول عرض نبذة مختصرة عن أنواع الصيام في مختلف شعوب العالم لنأخذ فكرة عن تطور فكرة الصيام عبر التاريخ :

         الصيام بشكل عام هو اﻹمتناع عن تناول الطعام بشكل كامل أو بشكل جزئي ، وهو عادة ظهرت في الشعوب الشرقية القديمة وإنتقلت من هناك إلى الشعوب اﻷخرى وتم فرضها ﻷسباب دينية على المؤمنين  من أجل التقرب إلى اﻵلهة أو من أجل التكفير عن اﻷخطاء والذنوب. 

         الصيام بالنسبة للشعب المصري القديم مثلا كما يذكر المؤرخ اﻹغريقي هيردوتس ،  كان يفرض على الشعب ﻷسباب دينية وأسباب صحية أيضا، فكانوا يصومون في مناسبات دينية مختلفة ولكن أهم تلك المناسبات  التي تتعلق بأعياد اﻹلهة إسيدا  زوجة اﻹله أوزيريس وأم اﻹله حوروس .كثير من  المؤرخين يعتقدون أن الصيام كعادة دينية إنتقل من الديانات المصرية القديمة إلى اليهودية واﻹغريقية.  ولكن الصحيح - كما سنرى بعد قليل - هو أن  النبي يوسف عليه الصلاة والسلام هو أول من فرض الصيام على الشعب المصري ،  ومن هناك أصبح الصيام من عماد الديانات المصرية ومنها إنتقلت مع خروج قوم موسى  من مصر إلى الديانة اليهودية ومن ثم إلى الديانات اﻷخرى.

         أسباب ونوعية الصيام تختلف من ديانة إلى أخرى ، فالديانة البوذية مثلا تمارس الصيام كنوع من أنواع التكفير عن الذنوب واﻷخطاء ، حيث تفرض نوعين من الصيام ، صيام قاسي والذي مدته 24 ساعة، حيث يمتنع به الصائم عن تناول أي شيء على اﻹطلاق ، والنوع الثاني  فهو أخف حيث يسمح للصائم تناول الطعام والماء في ساعات الليل.

         في بعض الطوائف الهندوسية عند أتباعها المتعصبين جدا  يتم فرض نوع قاسي جدا من الصيام حيث تدوم مدته إلى ثمانية أيام أو عشرة  وقد يصل إلى إسبوعين.  بعض الديانات اﻵسيوية  تفرض الصيام فقط عندما تصاب البلاد بكوارث طبيعية كنوع من التكفير عن ذنوب الشعب التي إرتكبها وكانت سببا لحدوث هذه الكوارث .

         الصيام في المسيحية يختلف من طائفة إلى أخرى بشكل بسيط  ومن مناسبة أيضا إلى مناسبة أخرى ، ولكن أهم مواعيد  الصيام عندهم هي فترة الصيام التي تسبق عيد الفصح المجيد والتي تدوم مدتها أربعين يوما ، والمعروفة بإسم ( كرنفال ) والتي أتت من اللاتينية ومعناها اﻹبتعاد عن اللحوم أي الصيام عن المنتجات الحيوانية ، كاللحوم والألبان ،والبيض.. إلخ.

        البارسيون بقايا الديانة  زرادشتية هم الوحيدون الذين لا يتبعون أي نوع من الصيام وحسب إعتقادهم بأن الراحة الجسدية التي يشعر بها اﻹنسان الذي يأكل بشكل جيد تجعله يمجد الله بشكل أفضل من اﻹنسان الجائع أو الضعيف جسديا.  وحسب كتبهم الدينية فهم يعتقدون أن الروح  عندما تكون موجودة في جسد يمتاز بالصحة والقوة تكون أقوى في مقاومة وسوسة روح السوء وشهواتها.

         الصيام كما ذكرنا في البداية كمفهوم عام هو اﻹمتناع عن الطعام ، أما  بمعناه الفلسفي فهو عبارة عن عملية منع اﻹنسان من اﻹنصياع لتحقيق رغبات كائنه السفلي.  فكما ذكرنا في المقالات الماضية اﻹنسان ككائن حي يتكون من كائنين : علوي وسفلي. حيث الكائن العلوي في اﻹنسان يحوي على الحواس الأربعة ( البصر والسمع والشم واللمس) وهذه الحواس هي المسؤولة عن الشعور بالصفات الروحية للأشياء، جميل ،قبيح ، ناعم، خشن ، رائحة ذكية ،رائحة كريهة ، تناسق ، عشوائية. ..إلخ وهذه الحواس هي أداة التغذية الروحية في اﻹنسان ، فليس من الصدفة أن إسم الله (ΘΕΟΣ ) في اللغة اليونانية ( لغة اﻹنجيل ) له القيمة الرقمية 284 في نظام الكابالا اليونانية :

        حيث هذه اﻷرقام الثلاثة عند كتابتها باﻷحرف الهندية ، ترمز إلى اﻷعضاء الحسية الثلاث ( عين، أنف، أذن ) في وجه إنسان جانبي  يتطلع إلى السماء (كما توضح الصورة ) ، حيث الرقم 2 ( Υ )  يرمز لشكل العين، والرقم 8 ( Λ ) فيرمز لشكل اﻷنف ، أما الرقم 4 (ε) فيرمز لشكل اﻷذن ( كما توضح الصورة ) فإسم الله في اليوناني هو في الحقيقة رمز لهذه للحواس الثلاثة التي يستخدمها ذلك الجزء من روح الله الموجود في اﻹنسان لإدراك ما يحدث حوله من أشياء وأحداث من خلال  رؤية روحية. وهي المسؤولة عن وجود العواطف االسامية التي يشعر بها اﻹنسان والتي تجعله كائن مختلف نهائيا عن جميع الكائنات الحيوانية اﻷخرى ، هذه الروح هي التي تربط روح اﻹنسان مع الروح العالمية فتجعله يشعر بآلام ومعاناة اﻵخرين من حوله فتدفعه إلى مساعدتهم والتعاون معهم ، والذي مع مرور اﻷجيال يتحول الشعور باﻹنتماء إلى مستوى أرقى ، ففي بداية ظهور اﻹنسان على سطح اﻷرض كان الشعور باﻹنتماء يشمل محيط بسيط وهو اﻹنتماء إلى العائلة ، ثم تطور وتحول إلى اﻹنتماء إلى العشيرة تربط بينهم علاقة قرابة دموية،   ثم  اﻹنتماء نحو شعب تربطهم لغة واحدة ، ثم إنتماء نحو اﻷمة تربط بين أفراده ديانة واحدة.. .... وهكذا..

         أما بالنسبة  للكائن السفلي فهو يؤلف القسم الحيواني في اﻹنسان ويحوي على الحواس المادية  كحاسة الطعم واﻹحساسات الداخلية في جسم اﻹنسان ، فحاسة الطعم نجدها تابعة للقسم  السفلي في رأس اﻹنسان( اللسان ) والذي يبدو وكأنه تابع للحنك السفلي المنفصل تقريبا عن بقية عظام الرأس ، أما اﻹحساسات الداخلية  اﻷخرى فهي إحساسات عمياء لا فائدة منها في اﻹدراك الروحي ﻷنها متعلقة بمصلحة  الفرد ، حيث بواسطتها يحس المرء بما يجري داخل جسمه من جوع أوعطش أو نعاس ، تعب ، ألم ، شهوة جنسية. ..إلخ ، فهدف هذه الأحاسيس الداخلية  هو حماية اﻹنسان نفسه ولنفسه فقط. لذلك فإن تنمية هذه اﻹحساسات العمياء يؤدي إلى استغلال اﻹحساسات الخارجية ( البصر والسمع والشم واللمس ) لتحقيق رغبات وشهوات هذه اﻹحساسات المادية العمياء ، والتي تؤدي شيئا فشيء إلى تنمية حب اﻹنسان لنفسه وشعوره باﻷنانية  التي من شأنها حب الطعام والمال والمجد والشهوات الجنسية فيتحول اﻹنسان من كائن إنساني إلى كائن حيواني تسيطر عليه الغرائز  لا يهمه سوى تحقيق رغباته الجسدية وشهواته الحيوانية.

         كما ذكرنا في الخاطرة. ..فلسفة الخروج من الجنة ، بأن طرد اﻹنسان من الجنة كان بسبب  سيطرة الكائن السفلي على سلوك  حواء وآدم، فكانت النتيجة أكل ثمار الشجرة المحرمة وممارسة الفاحشة ومن ثم إرتكاب جريمة قتل قابيل ﻷخيه هابيل .  لذلك نجد  أن الحكمة اﻹلهية في تصميم سفر التكوين ( الكتاب اﻷول في التوراة )  قد وضعت قصة النبي يوسف عليه الصلاة والسلام في  نهاية هذا الكتاب ( أي نهاية تكوين اﻹنسان ) ، بهذه الطريقة الحكمة  الإلهية وبإستخدام عدة رموز  أشارت إلى الفرق بين الكائن السفلي ( الحيواني )  والكائن العلوي ( اﻹنساني ) في اﻹنسان   لتشرح لنا فلسفة الصيام  وسبب فرض الصيام على المؤمنين.

       إسم يوسف مثلا مشتق من ثمرة اليوسفي وهو رمز الكائن العلوي ، فالكائن السفلي رمزه الحيوان (مستودع  الغرائز ) فالحيوانات بشكل عام تعتمد على التغذية المادية في نموها ومعيشتها ، أما الكائن العلوي  فرمزه النبات (العواطف ) ، وهذا الرمز نجده أيضا في الديانة المسيحية واﻹسلامية ، فرمز ميلاد عيسى المسيح  هي شجرة الميلاد المعروفة ، وكذلك اﻵية القرآنية 37 من سورة عمران  تذكر عن مريم ( ...وأنبتها نباتا حسنا. ...) وكذلك يصف القرآن الكريم رسول الله والمؤمنين في اﻷية 29 من سورة الفتح ( مثلهم في التوراة ومثلهم في اﻹنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. ...) .

        التغذية عند الكائنات النباتية هي رمز للتغذية الروحية  فالنباتات بشكل عام تعتمد على التغذية الضوئية ( التركيب الضوئي ) . حيث الكلورفيل ( اليخضور ) يمتص اﻷشعة الضوئية ويحولها إلى طاقة كيميائية تستخدم في صنع المواد السكرية إعتبار من العناصر البسيطة ماء وثاني أكسيد الكربون. أي بهذه العملية الكائن النباتي لا يعتمد في تغذيته على أجسام الكائنات الحية  اﻷخرى  كما يحدث عند الكائنات الحيوانية والتي تعتمد في تغذيتها على اﻷنواع الأخرى من الكائنات الحية الحيوانية والنباتية حيث بعضها يضطر لقتل الكائنات اﻷخرى من أجل تأمين غذائه.  لذلك نجد أن الصيام في الديانة المسيحية يعتمد بشكل عام  على اﻹبتعاد عن اللحوم ، والمقصود بها  اﻹبتعاد عن الغرائز الحيوانية والتي أهمها غريزة القتل.

         أما الصيام عند المسلمين فهو يعتمد على الصيام عن كل شيء يدخل إلى الفم سواء كان طعام أو ماء ، في فترة زمنية من ظهور الضوء ( الفجر) وحتى إختفائه (غروب الشمس ) كما تذكر اﻵية 187 من سورة البقرة ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط اﻷبيض من الخيط اﻷسود من الفجر ثم اتموا الصيام إلى الليل. .. ) فالمقصود هنا بمعناه الرمزي وهو ان المسلم في شهر رمضان يصبح  كائن نباتي لا يحتاج إلى غذاء مادي كما هو عند الكائنات الحيوانية  ، فطالما أنه يوجد  ضوء فإن تغذيته ستتحول إلى تغذية ضوئية كما هو عند الكائنات النباتات ، لذلك شاءت الحكمة اﻹلهية في الخلق أنه عندما نقلوا العرب  أسماء الشهور عن اﻷسماء القديمة سموها باﻷزمنة التي فيها ،فسمي الشهر الثالث من اﻷشهر القمرية بربيع اﻷول ﻷن الطقس كان في ذلك الوقت  مشابه للطقس عندما يكون في بداية فصل الربيع.  أما الشهر التاسع  فسمي برمضان  لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه  وقت تسميته  . فكلمة رمضان تعني شدة الحر، أي أن معنى إسم شهر الصيام في اﻹسلام له علاقة بدرجة سطوع ضوء الشمس التي  كانت  في أشدها عندما تم تسميته ، وبناء على معنى إسم شهر الصيام فإن  شدة الضوء  ملائمة جدا لعملية التركيب الضوئية والتي تحمل رمز التغذية الروحية.

         من الرموز التي شرحناها نصل إلى المفهوم الحقيقي للصيام في شهر رمضان ، فالمسلم الصائم في هذا الشهر  أثناء صيامه - أي أثناء وجود الضوء - يحذف كائنه السفلي ( الحيواني ) كوجود.  ويتحول إلى كائن علوي فقط  أي أنه يتحول إلى كائن نباتي  خالي من جميع أنواع الغرائز.  وهنا تكمن عظمة الصيام عندما يحمل معناه الحقيقي ، فاﻹنسان الذي يستطيع حذف جميع إحساسات الكائن السفلي يصل إلى قمة اﻹيمان ﻷنه يتحول إلى إنسان بروح طفل خالي من جميع الشوائب الشيطانية.

           عيسى عليه الصلاة والسلام هو رمز حقيقي  للإنسان ( النباتي ) فهو ولد من  الكائن العلوي فقط ( أمه مريم التي أنبتها الله  نباتا حسنا)  من دون إن يمسها رجل ،أي من دون حدوث اﻹرتباط الجسدي بين الرجل والمرأة.  لذلك وهبه  الله المقدرة على صنع أعظم المعجزات.  وكان أهمها معجزة إحياء الموتى ، وهذه المعجزة أيضا لها معنى رمزي يوضح لنا أهمية دور الكائنات النباتية ، فظهور الحياة على سطح اﻷرض بدأت بظهور خلايا نباتية ، فالكائنات الحية النباتية هي التي جعلت من الكرة اﻷرضية كوكب حي.  حيث  حولت مناخ اﻷرض إلى مناخ صالح لوجود الحياة على سطحه وذلك عن طريق التركيب الضوئي الذي حرر ذرات اﻷكسجين من غاز أكسيد الكربون إلى الجو ليعطي سماء اﻷرض لونها اﻷزرق. فالحياة يمكن أن تستمر بدون وجود كائنات المملكة الحيوانية  ولكنها لا تستطيع اﻹستمرار بدون وجود كائنات المملكة النباتية، فكل شيء على سطح اﻷرض يتوقف على مصير الكائنات النباتية.

          النبي يوسف عليه الصلاة والسلام هو أول نبي يحمل رمز كائن نباتي. فعدا عن إسمه المشتق من ثمرة اليوسفي ، أيضا نجد في  سفر التكوين أن  يعقوب عليه الصلاة والسلام والد يوسف  في اﻵيات 26،25،24،23،22 من اﻹصحاح التاسع واﻷربعين يصف إبنه يوسف بالشجرة المثمرة ،  لهذا السبب كان يوسف  أرقى من جميع أخواته روحيا، حيث إستطاع بسلوكه الذي يعتمد على العفة والسلام الوصول إلى عرش مصر ، وبسبب حلم ملك مصر الذي تنبأ به يوسف عن سبع سنوات أمطار وسبع سنوات جفاف  التي ستمر بها البلاد.  فرض يوسف على الشعب المصري نوع من الصيام مشابه لصيام المسلمين في سنوات المطر  ليكتسب الشعب   قوة تحمل الجوع والعطش والصبر ليستطيع إجتياز مرحلة سنوات الجفاف ، وفي نفس الوقت ليكون هذا الصيام نوع من تطهير النفوس من الشوائب الشيطانية  التي تأتي من تنمية رغبات وشهوات الكائن السفلي.

         مع ظهور فكرة الصيام في بلاد مصر والتي ترمز إلى إنتصار الكائن العلوي على الكائن السفلي. تحولت هذه البلاد فجأة من دولة بسيطة إلى دولة عظمى سمحت بظهور أول حضارة بمفهومها الحقيقي في تاريخ البشرية وهي حضارة عصر الأهرامات والتي لا تزال أسرارها  تعتبر من أكبر الألغاز في تاريخ البشرية. والتي دفعت بعض المفكرين إلى اﻹعتقاد بأن حضارة عصر الأهرامات ليست من صنع سكان اﻷرض ولكن من صنع سكان الفضاء! ولكن الحقيقة هي أن هذه الحضارة هي من صنع اﻹنسان النباتي  ﻷن الإنسان عند إعتماده بشكل رئيسي على قدرات الكائن العلوي  يتحول إلى إنسان نباتي يستطيع صنع المعجزات ، وحضارة عصر الأهرامات ليست إلا مثال حي عن هذه المقدرات.

         للأسف اليوم وبسبب إنحطاط العلوم روحيا ، أصبح مفهوم عصر الأهرامات  سطحي عشوائي ليس له علاقة لا بسيرة اﻷنبياء ولا بتكوين اﻹنسان ، وكذلك أصبح مفهوم  الصيام  مفهوم سطحي لا يتعدى  عن اﻹمتناع عن الطعام والماء  ، جوع وعطش دون أي سبب جوهري يساعد اﻹنسان في فهم  تكوينه  الروحي ونوعية علاقته بكل ما يجري حوله  ليعلم ان هدف المخطط اﻹلهي في تطور اﻹنسانية هو الوصول اﻹنسان إلى الكمال ، والكمال يعني إعتماد اﻹنسان في سلوكه مع اﻵخرين على المحبة والسلام  كما فعل  يوسف عليه الصلاة والسلام الذي وضع جميع مواهبه الخارقة في خدمة اﻵخرين ، لذلك سماه الشعب المصري القديم بإسم (إمحوتب) ومعناه الذي أتى بسلام. أو بمعنى آخر اﻹنسان الذي جلب معه السلام إلى اﻹنسانية.

عسى أن يكون شهر رمضان المبارك لهذا العام وكل عام  شهر محبة و سلام لسكان أهل حلب وسكان سوريا وجميع شعوب العالم بإذن الله. كل عام وانتم بخير.

وسوم: العدد 672