قصة وطن
مصطفى العلي
عصارة وجدان .. ألم وتحنان ..قصة ليست كالقصص ..غصص تتحشرج في الحلوق ما مثلها كل الغصص .. بلاد كانت تضج حياة وجمالا ومهابة وجلالا .. قد هُدِّمت .. دُمِّرت زُلزِِلت زلزالا.. الموت القادم من الشرق.. من الغرب.. موت ينهمر عليها من جهات الكون الأربع.. يراود الذل بلادا حلفت لغير الله لا تركع ضربت أمثلة في البطولة لا أعلى ولا أغلى ولا أروع لكأن الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نُنثَر في فجاج الأرض في الطول منها والعرض كما ينثر الزارع حبّه لنرى أن ليس في غربها ولاشرقها ولا شمالها ولا جنوبها خيرا من هذه البلاد طيب هواء , عذوبة ماء , صفاء سماء, مودة وإخاء, كرم وسخاء, وشهامة وإباء, دماثة وحميمية في أخلاق أهلها ما مثلها في الأصقاع والأنحاء....كأن الله تبارك أراد أن يقول لنا بلادكم تستحق بذل الدماء...تجلدوا تصبروا لايراودنّكم الكلل والملل والضعف والخور والإعياء كلا ولا عبرات بكاء ..البكاء ليس لكم حتى ولا للنساء ... نساؤكم يوم النزال رجال ورجالكم جبال أنتم ورثة الصاعدين إلى السماء المؤتزرين بمآزرالضياء ارجعوا إليها براكينا كما كنتم وعودوا ميامينا مهما اشتد بكم الضيق مهما التهمكم ثيابكم الحريق واصلوا الطريق خلف الأكمة طوفان من البريق مؤذنا بانقراض عصر الرقيق .قد أذن في الأموي بلال فتردد الصدى فوق التلال الصلاة خير من النوم ..الصلاة خير من النوم هلمّوا يا قوم بادروا لصلاة الفجر قبل أن يفوتكم الأجر ساعة بعد الشروق نحتفل بعيد النصر والدعوة لعموم أهل الصبر.