خواطر من الكون المجاور..الخاطرة 117 : اﻷطفال والكلاب
في الفترة اﻷخيرة نجد شيوع موجة عارمة في كل ما نراه من حولنا في اﻷفلام السينمائية ،في المسلسلات التلفزيونية ، في الدعايات ، في الروايات ، في وسائل اﻹعلام بمختلف أنواعها ، وكأن هدفها إجبارنا على حب الكلاب والرأفة بهم. ووصلت اﻷمور أن العديد من اﻷطفال أصبحوا يطلبون من أبائهم أن يجلبوا لهم كلب صغير إلى البيت ليعيش معهم ويلعبوا معه. فالكلب في الفترة اﻷخيرة بدأ يظهر في وسائل التعليم والتسلية على انه حيوان جميل وعلى أنه أفضل صديق للإنسان وأنه يتمتع بصفات الوفاء والإخلاص والشجاعة في الدفاع عن صاحبه أمام كل من يريد به الضرر.
الكلاب من خلال ما نراه وما نسمعه عنها اليوم أصبحت تبدو وكأنها ذات أهمية كبيرة في عصرنا الحديث ، فالذين يدافعون عنها يؤيدون آرائهم هذه بأن الكلاب مفيدة جدا في حياة اﻹنسان فهي عدا عن فائدتها المعروفة في العصور القديمة في الصيد والحراسة والمساعدة في الرعي عن طريق حراسة اﻷغنام والماشية ودورها في منعها من الشرود عن القطيع وكذلك حمايتها من الذئاب واللصوص ، أصبحت اليوم أيضا تستخدم في اﻹنقاذ، وكذلك تستخدم لتحديد أماكن الجرحى الموجودين تحت أنقاض البيوت واﻷبنية المنهارة بسبب الزلازل أو الكوارث الطبيعية اﻷخرى. أيضا تستخدم الكلاب في الكشف عن المخدرات والمتفجرات في المطارات ومحطات السفر اﻷخرى ، وكذلك تستخدم في تتبع المجرمين الهاربين من العدالة.
أما من الناحية اﻹجتماعية فحسب رأي هؤلاء أن من فوائد الكلاب أيضا أنها تساعد الكفيف في السير في الشوارع وتكون له أفضل صديق ، وعدا عن ذلك فتربية الكلاب في البيوت لها فوائد عديدة وهي حماية اﻷطفال ومساعدتهم في اللعب حيث تخلق جوا من المرح والسعادة لدى اﻷطفال.
كل ما ذكرناه في اﻷعلى هو في الحقيقة رأي إنسان العصر الحديث الذي يعاني من ضعف البصيرة ، ﻷنه يرى سطحية اﻷشياء ويعجز عن رؤية مضمونها ، وليس غريبا أن يكون العصر الذي أصبحت فيه الكلاب من أعز أصدقاء اﻹنسان ، يصفه الجميع بأنه عصر يعاني من إنحطاط روحي في جميع مستوياته اﻹجتماعية. وهذا ما سنحاول إثباته في هذه المقالة.
الكلب ككلمة تستخدم كشتيمة لتعبر عن الإنسان الحقير أو المخادع ، وفي معظم اﻷقوال المأثورة والحكم يتم إستخدام كلمة كلب في المعاني السلبية ، فنقول مثلا ( القافلة تسير والكلاب تنبح ) فالقافلة هنا هي رمز ﻷولئك الذين يعملون بجهد وهمة وإخلاص في تحقيق هدف ما ، أما الكلاب فهم الحاقدين. في اليونانية يذكرون العبارة ( حياة كلبية ) وتعني حياة سيئة وقذرة ، وفي الفرنسية نسمع العبارة ( طقس كلبي ) وتعني طقس سيء ، وفي معظم شعوب العالم بشكل عام تستخدم كلمة كلب في الشتيمة لتعبر عن سوء طباع الإنسان المشتوم.
إرتباط كلمة كلب برمز السوء في معظم المجتمعات ليس عبثا ولكن مصدره الحقيقي من الديانات ، في الديانة اليهودية تم ذكر كلمة كلب كرمز للسوء في أماكن عديدة نذكرها منها مثلا اﻵية 18 من اﻹصحاح السابع من سفر التثنية والتي تذكر " لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك عن نذر ما لأنهما كليهما رجس لدى الرب إلهك "
في الديانة المسيحية أيضا تم ذكر الكلب كرمز روح السوء في أماكن عديدة ، منها مثلا الآية 6 من اﻹصحاح السابع من إنجيل متى تذكر " لا تعطوا القدس للكلاب. ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم " ف ( القدس ) في هذه اﻵية هي رمز لكل الطيبات التي يمكن أن يقدمها اﻹنسان للإنسان اﻵخر ، وهذا يعني أن تقديمها إلى الكلاب فإن هذه الطيبات ستذهب هباء ﻷنها لن تفيد في شيء.
في الديانة اﻹسلامية أيضا تم ذكر كلمة كلب مرات عديدة في القرآن الكريم وكذلك في اﻵحاديث الشريفة ، في اﻷية 175 واﻵية 176 من سورة اﻷعراف نقرأ " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه أياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى اﻷرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بأياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " . وهناك حديث شريف يقول " من إقتنى كلبا ليس بكلب صيد أو ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم " .
في الماضي كان الناس عامة تؤمن بشكل عام بأن الكلب هو حيوان نجس وهو رمز للسوء، ولكن اليوم إذا ذهبنا إلى اﻹنترنت ونظرنا إلى ما يكتب عن هذا الموضوع ، سنقع في الحيرة مما سنقرأ ، فنجد مثلا أن بعض علماء الدين يؤكدون على أن الكلب حيوان نجس وعلماء دين آخرين يؤكدون على أن الكلب هو حيوان غير نجس. وجميعهم يستندون على آيات من كتبهم المقدسة ، ونتيجة ذلك سنرى تناقض غريب عجيب، فمن يحب الكلاب سيجد إثباتات عديدة يذكرها علماء الدين تدفعه على الدفاع عن الكلاب وإقتنائها ، ومن يبغض الكلاب هو أيضا سيجد إثباتات عديدة يذكرها علماء الدين تؤكد على أن تربية الكلاب في المنازل محرمة ﻷنها نجسة. والسؤال هنا ما هي الحقيقة، هل الكلب هو نجس ورمز لروح السوء ، أم هو طاهر وله فوائد عديدة للإنسان ؟
كما ذكرنا في البداية نحن نعيش في عصر يعاني من إنحطاط روحي وسبب هذا اﻹنحطاط هو ضعف البصيرة في علماء هذا العصر ، لذلك نجد أن المقالات المذكورة في اﻹنترنت عن موضوع ( هل الكلب نجس أم لا ) جميعها تتكلم عن الناحية المادية للموضوع ،فجميع اﻹثباتات عن النجاسة تدور ضمن الناحية الصحية ، فيما إذا كان وجود الكلب بقرب اﻹنسان سيؤثر على صحة اﻹنسان الجسدية أم لا. لذلك نجد أن كثير من اﻹثباتات تعتمد على نتائج اﻷبحاث الطبية فيما إذا كان يوجد احتمالات إنتقال اﻷمراض من الكلب إلى اﻹنسان .
ولكن هنا يجب أن نشير بأن الكتب المقدسة هدفها اﻷول هو اﻹصلاح الروحي ، ﻷن الروح هي أصل كل شيء ، أما اﻷمور التي تتعلق بصحة الجسد فهي أمور ثانوية في الكتب المقدسة ، وكلمة نجس في الكتب الدينية لها معنى روحي أكثر مما هو مادي ، وموضوع تربية الكلاب هنا هو موضوع روحي أولا وأخيرا وليس له علاقة نهائيا بالناحية الصحية لجسم اﻹنسان ، وخاصة أن تطور علم الطب في الفترة اﻷخيرة قد إستطاع علاج العديد من الامراض وحل الكثير من المشاكل الصحية التي تهدد صحة اﻹنسان ، لذلك فإذا كان موضوع ( تربية الكلاب) يتعلق فقط بالناحية الصحية فهذا يعني بأنه لا يوجد أي مشكلة نهائيا من دخول الكلاب للمنازل وتربيتها ، ﻷن اﻷطباء قد إستطاعوا بواسطة اللقاحات المختلفة القضاء على جميع اﻷمراض الموجودة في الكلاب والتي كانت في الماضي تنتقل من الكلب إلى اﻹنسان ، فلعاب الكلب الذي يعتبر في اﻹسلام نجسا حسب بعض اﻷحاديث الشريفة ، أصبح اليوم خال من أي مرض ، ونجد في الدول الغربية اليوم الكثير من الكلاب الملقحة ، تأكل من صحن صاحبها وتلعق وجهه وفمه ومع ذلك صاحبها لا يعاني من أي مرض، فهل طالما أنه تم تلقيح الكلاب ضد اﻷمراض هذا يعني أن لعاب الكلاب أصبح طاهرا؟ فإذا إعتبرنا أن موضوع النجاسة يتعلق باﻷمراض ، فهذا يعني أن لعاب الكلاب اليوم لا يعتبر نجسا بل طاهر ،ﻷنه لا ينقل أي مرض لصاحبه. ... ولكن كل هذا ليس صحيحا ،ﻷن الموضوع أصلا هو موضوع يتعلق بطهارة الروح وليس بطهارة الجسد.
الكلب هو من أوائل الحيوانات في التاريخ التي إقتربت من اﻹنسان وأصبحت صديقا له فنشأت بينهما علاقة راحت تنمو خلال العصور ، ورغم أن الكلب يعتبر من أوفى الحيوانات إلى اﻹنسان ورغم أن فوائده للإنسان عديدة كما ذكرناها في بداية المقالة ، ولكن مع ذلك نجد أن الديانات تعتبره حيوان نجس ورمز لروح السوء ، فهو الحيوان الوحيد بين الحيوانات الأهلية التي إسمها يستخدم في الشتيمة الكبيرة أو القاسية، فكلمة ( حمار ) مثلا تستخدم في الشتيمة للتعبير عن الغباء ، ولكن كلمة (كلب) فهي تستخدم في التعبير عن الخبث والحقارة أو بشكل عام عن القذارة الروحية . وهذا ليس صدفة على اﻹطلاق ، ﻷنه إذا تمعنا ليس في شكل ولكن في مضمون العلاقة بين اﻹنسان والكلب سنجدها تحقق هذا النوع من القذارة الروحية. وهذه العلاقة لا يراها صاحب الكلب نفسه ولكن يراها فقط من يرى العلاقات اﻹنسانية في المجتمع بشكلها الشامل ، وسنذكر بعض الحوادث الواقعية لتوضيح هذه الفكرة.
قبل فترة قصيرة حدثت في اليونان حادثة فظيعة ،ففي إحدى المناطق الهادئة في أثينا رأت إحدى اﻷمهات أن الطقس كان جميلا فقررت أن تأخذ طفليها إلى ملعب اﻷطفال القريب من المنطقة ليلعب طفلها ذوي الثلاث سنوات من العمر هناك مع بقية اﻷطفال. وضعت اﻷم طفلها الثاني الذي لايتجاوز عمره بضعة أشهر في العربة ، وخرجت مع طفليها نحو ملعب اﻷطفال، في الطريق أراد طفلها ذو الثلاثة أعوام أن يسير حرا أمامها ، وﻷن المنطقة هادئة نادرا ما تمر بها السيارات وبسبب عدم وجود أي خطر على حياة إبنها ، تركته حرا يركض أمامها هنا وهناك ، في الطريق رأى الصغير باب إحدى الفلل هناك مفتوحا فنظر إلى الداخل فرأى كلبا فظنه ربما حيوانا أليفا كما يحاول محبي الكلاب إظهاره في الأفلام والمسلسلات فدخل إلى الفيلا ليداعب الكلب كما يفعل اﻵخرون في التلفاز ، لم تفهم الأم ما الذي دفع الطفل إلى دخول الفيلا ، فصاحت به ، ولكن الطفل تابع دخوله ، وفجأة سمعت اﻷم صريخا حاداً من طفلها ،فأسرعت لترى ما يحدث فرأت كلباً من نوع روت وايلر ينقض على إبنها وكأنه عدوه اللدود ، فصاحت تستنجد مذعورة ، أسرع صاحب الفيلا وأشخاص آخرون ﻹنقاذ الطفل من فكي الكلب ، ولكن عندما وصلوا إليه كان الكلب قد مزق جسد الطفل شر تمزيق ، ومات الطفل على الفور.
حادث آخر من نوع مختلف توضح حقيقة الكلب بشكل أفضل.... في إحدى اﻷيام كنت في طريقي إلى البيت فرأيت من بعيد إمرأة قادمة ومعها عربة جلس فيه طفلها بعمر عام ونصف تقريبا وفي يدها اﻷخرى كانت تمسك بزمام كلبها ، إلتقت هذه المرأة بإمرأة أخرى لديها كلب هي اﻷخرى ، وما إن إلتقى الكلبان حتى راح كل واحد يشم اﻵخر ، وراحت اﻹمرأتان تتحدثان ، وتداعب كل واحدة كلب اﻷخرى وتسألها - كما يحدث عادة - عن إسم كلبها وعن عمره وحياته وما شابه ذلك . .... أما الطفل فكان ينظر إلى المرأة الغريبة وهو يبتسم لها ينتظر منها أن تداعبه هو اﻷخر وتسأله عن إسمه ، ولكن تلك المرأة كانت مشغولة بكلبها والكلب اﻵخر، وإنتهى اللقاء بينهما فتابعت المرأة طريقها مع كلبها دون أن تعطي أي إهتمام لذلك الطفل الجالس في العربة والذي كان ينظر إليها طوال الوقت . من ينظر إلى وجه الطفل في تلك اللحظة وهو يرى أن المرأة الغريبة ذهبت دون أن تعطيه أي إهتمام سيشعر وكأن روح الطفل في تلك اللحظات كانت تبكي وتشتكي. ولكن للأسف لم يشعر أحد ببكاء روح هذا الطفل لا تلك المرأة الغريبة ولا حتى أم الطفل نفسه.
هذه هي حقيقة نتيجة تربية الكلاب ، ولهذا السبب حرمت الديانات وجود الكلاب مع اﻹنسان ، وإعتبرتها حيوانات نجسة ﻷنها تلوث البيئة الروحية للأطفال.
الكلب لا يسمح للغريب أن يدخل بيت صاحبه ليس ﻷنه يحرسه كما نظن ولكن في الحقيقة ﻷنه يظن بأن هذا الغريب القادم سيأخذ مكانه ، هناك كثير من العائلات عندما أنجبوا طفلا جديد إضطروا إلى طرد كلبهم ارغم حبهم الشديد له ، وسبب طرد الكلب كان الغيرة. حيث وجدوا أن الكلب أصبح يغار من المولود الجديد ﻷنه أخذ مكانه في قلوب أصحاب البيت.
من يتمعن جيدا في سلوك الناس في المجتمعات التي تربي الكلاب ، سيجد أن الناس هناك عندما يرون شخصا ومعه كلب ، يذهبون ويداعبون الكلاب ، أما عندما يرون شخصا معه طفلا صغير فنجدهم لا يعطون أي أهمية للطفل، الطفل في المجتمعات التي تربي الكلاب هم أطفال محرومين من حنان ومداعبة الغرباء ،فلا يهتم بأمرهم سوى أبائهم وأمهاتهم فقط.
الطفل أثناء نموه ينمو روحيا وجسديا ، فكما هو بحاجة إلى الطعام لينمو جسديا ، هو أيضا بحاجة إلى نظرات محبة وإبتسامة مشرقة ويد دافئة مليئة بالحنان تمسح على رأسه ، وهذه اﻷشياء تأخذ معناها الحقيقي في روح الطفل عندما تكون من أشخاص غرباء ، وليس عندما تكون من اﻷب واﻷم ، ﻷن الوالدين تربطهم به صلة الدم، لذلك مداعبة اﻷهل للطفل ليس لها قيمة كبيرة في روح الطفل ﻷن هؤلاء مجبرين على ذلك ، ولكن عندما تأتي المداعبة الحنونة من شخص غريب عندها تشعر روح هذا الطفل بأنها تعيش في بيئة مليئة بالمحبة والسلام ، تجعل روح الطفل تشعر بأنها محبوبة من اﻵخرين وأن كل من حوله يريدون له الخير والسعادة فتشعر مع كل نظرة وكل مداعبة بأنها في أمان وهذا الشعور يعتبر من أهم ما تحتاجه روح الطفل لينمو نموا مثاليا روحيا وجسديا .
كل نظرة حنونة، كل إبتسامة محبة ، كل مداعبة دافئة يكتسب بها الطفل طاقة روحية تجعل روحه تشعر أنها غنية روحيا وأنها قوية وأنه هناك الكثير من الناس سيساعدها لتصل إلى هدفها المنشود ، وعندما يكبر الطفل يكبر معه حبه للآخرين وتتحول هذه المحبة إلى شعور بالواجبات نحو اﻵخرين ، فيقوم هو نفسه بإعادة تلك الطاقة التي أخذها منهم وذلك عن طريق مساعدتهم في حل مشاكلهم وتدبير أمورهم و حمايتهم.
أطفال المجتمعات الحديثة التي تربي الكلاب للأسف هم أطفال فقراء روحيا فرغم أنهم أفضل حال من أطفال بقية المجتمعات من ناحية مستوى المعيشة والتغذية، ولكنهم أطفال محرومين من الحنان والمحبة فروحهم منذ صغرهم تشعر بعدم اﻷمان بسبب الغربة الشديدة التي يشعرون بها نحو اﻵخرين ، فيبدأ عندهم منذ صغرهم تنمية غريزة البقاء ، فتنمو فيهم مشاعر الأنانية بدل الشعور بالمسؤولية نحو اﻵخرين ، وشيء فشيء تختفي فيهم جميع العواطف الدافئة والقيم السامية ، فتتفكك الروابط الإنسانية بينهم ، وتنمو فيهم الغرائز الحيوانية كحب الذات وحب التملك.
وجود القوانين الحضارية لحماية حقوق اﻹنسان اﻹجتماعية واﻹقتصادية في المجتمعات الغربية هي في الحقيقة ثمرات عصر النهضة وليست ثمرات عصر تربية الكلاب الذي بدأ قبل حوالي نصف قرن ، فثمرات عصر تربية الكلاب هي التي نراها اليوم وهي اﻹباحة الجنسية والمخدرات و الموسيقى الصاخبة والسرقات والجرائم . فعصرنا الحاضر والذي يعتبر من أكثر العصور وحشية في تاريخ اﻹنسانية هو في الحقيقة عصر الكلاب واﻹنحطاط الروحي.
كثيرة هي الدعايات التي تتكلم عن فوائد تربية الكلاب في المنازل ، ولكن تلك التي تتكلم عن أضرار تربية الكلاب فهي إما قليلة أو معدومة ونذكر هنا لمحة عنها ليعلم بها الجميع. .. في الولايات المتحدة اﻷمريكية فقط تحدث سنويا خمسة ملايين تقريبا حالة عض بسبب الكلاب ، وتتكلف الحكومة اﻷمريكية وشركات التأمين أكثر من مليار دولار سنويا. ....ألف شخص يوميا تتلقاهم المستشفيات اﻷمريكية فيحتاجون إلى رعاية طبية بسبب عضة كلب واﻷطفال للأسف هم الضحايا اﻷكثر شيوعا في هذه الحالات وغالبا ما يعانون من هذه العضات تشوهات دائمة بسبب ذلك.
لذلك. .....قبل أن نفكر في حقوق الكلاب يجب علينا أن نفكر ألف مرة في حقوق اﻷطفال.
وسوم: العدد 703