خواطر من الكون المجاور الخاطرة 128- 129 : الكواكب وتكوين اﻹنسان
قبل أيام قليلة أعلنت وزارة التربية والتعليم في اليونان بأنها ستفتح كلية جديدة متخصصة في تدريس علم التنجيم ، ومن المعروف أن اﻷوساط العلمية اﻷكاديمية في معظم دول العالم تعتبر علم التنجيم علم مزيف يعتمد على الخرافات والشعوذة ، لذلك ذهب العديد من الناس يكتبون تعليقاتهم الساخرة حول هذا القرار. فعلق أحدهم في التويتر قائلا " هل الكلية هذه تحوي أيضا فرع تخصص قراءة الكف وقراءة الفنجان. ... " وعلق شخص آخر " يبدو أن الحكومة قد يأست من المحاولات الفاشلة لعلماء اﻹقتصاد في حل مشكلة اﻷزمة اﻹقتصادية التي تعاني منها اليونان منذ أكثر من ستة سنوات لذلك قررت الحكومة أن تحل المشكلة عن طريق التنجيم وقراءة أوراق التارو " . وبسبب كثرة التعليقات الساخرة على هذا الخبر إضطرت وزارة التربية أن تلغي هذا القرار نهائيا ، وهكذا لم يعد أحد يتحدث عن هذا الخبر وكأنه كان كذبة اﻷول من نيسان.
قد يبدو اﻷمر في البداية وكأنه فعلا كذبة إبريل ، ولكن من يتمعن اﻷمر بشكل عميق ، يجد أن وزارة التربية لديها بعض الحق ، فنحن نعيش فعلا في عصر الماديات حيث اﻹنسان ينظر إلى ما حوله نظرة أرقام وقوانين فيزيائية مادية خالية من أي إحساس، وكأننا نعيش في عالم بلا روح ، فالمدارس لم تعد دور يخرج منها النور ليضيء الطريق أمام اﻹنسانية ولكن أصبحت دور تعلم الطلاب حب الذات والعنف واﻹباحة الجنسية ، فالمجتمع حقيقة بحاجة إلى علوم من نوع آخر علوم تتعلق بروح وكيان اﻹنسان لتجعله يتعمق في فكره ليبحث في سبب وجوده ومصيره في هذا الكون. ولكن من ناحية أخرى أيضا فأصحاب التعليقات الساخرة هم أيضا على حق فهل من المعقول أن يتقبل عقل علمي أن حركة النجوم والكواكب هي التي ستحدد مستقبل كل شخص، فاﻹيمان بصحة هذا المنطق وكأنه يلغي معنى الإرادة والكفاح في فكر وسلوك اﻹنسان ﻷن كل شيء سيكون تحت مصير ما سيقوله المنجم. فللأسف علم التنجيم كما وصل إليه اليوم ليس إلا نوع من شعوذة والإحتيال على عقول الضعفاء، ولكن أيضا أن ننظر إلى الكون والمجموعة الشمسية كما ينظر إليها علماء الفلك اليوم على أنها أشياء صماء ليس لها أي معنى روحي يساعدنا على فهم أنفسنا وتكويننا الروحي فهو أيضا يعتبر تشويه لمعاني الكون وهذا المنطق أصلا يعارض كل ما ذكر في الكتب المقدسة.
في الماضي كانت دراسة الفضاء تشمل الناحيتين معا كعلم فلك وكعلم تنجيم ، فاﻹنسان في ذلك الوقت كان يشعر أن كل ما يحدث في السماء يحدث من أجله تماما كما عبر عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( وتحسب أنك جرما صغير وفيك إنطوى العالم اﻷكبر ). ولكن اليوم فاﻷمر مختلف تماما ، فنحن اليوم نعيش فعلا في مشكلة فهم حقيقية ما يحدث حولنا ،ففي السنوات اﻷخيرة مثلا تم إنتاج عدد كبير من اﻷفلام الوثائقية عن المجموعة الشمسية وولادة الكون وتطوره بهدف توعية الناس بشكل أفضل ، فمن المعروف أن علوم الفلك والفيزياء والكيمياء بالنسبة للناس العامة غير مرغوبة للمطالعة وتمضية الوقت ، لذلك فإن عرضها بشكل فيلم وثائقي مبسط وشيق يساهم في جذب الناس أكثر من الكتب والمقالات العلمية ليكتسبوا ثقافةً عامة عن تكوين الكون بمختلف نواحيه.
إذا تمعنا جيدا في المنطق الذي تعتمد عليها جميع أفكار هذه اﻷفلام الوثائقية نجد بأن جميعها تتكلم عن كون بلا روح ، وكأن الكون قد ظهر هكذا بالصدفة ومن اللاشيء. فحسب آراء العالم الكوني الشهير ستيفن هوكينج كما يذكر في فيلمه الوثائقي " قصة كل شيء " بأن كل محتويات الكون وجدت من اللاشيء وأن الفضل اﻷول لتطور الكون ليصل إلى ما عليه اﻵن يعود إلى صفة النقص والفوضى التي تعتبر من أهم الصفات التي يتمتع بها الكون. فهو يقول بالحرف الواحد " في المرة القادمة إذا تذمر أحدهم منك ﻷنك إرتكبت غلطة ، أخبره أن ذلك الخطأ قد يكون شيئا جيدا ﻷنه بدون نقص لا أنت ولا هو ستوجدان اﻵن " أي بمعنى كلامه أن عدم الكمال ووجود النقص والفوضى هو سبب وجودنا في هذا الكون.
أما بالنسبة لظهور الحياة على سطح اﻷرض فهو يقول " قد يبدو لنا أن ظهور الحياة من الصعب أن يكون مجرد صدفة ، ولكن إذا فكرنا في اﻷمر جيدا . ...سنرى أن اﻷرض بالصدفة موجودة في البعد المناسب تماما عن الشمس ليسمح للماء أن يوجد في حالة سائلة. . والشمس بالصدفة لها الحجم المناسب تماما لتبقى مشتعلة لمليارات السنين مدة طويلة كافية للحياة لتتطور. ..بالصدفة أيضا النظام الشمسي مليء بالعناصر الكيميائية اللازمة للحياة.وبالصدفة ..... وبالصدفة. ...وبالصدفة ... " ويتابع كلامه بنفس المنطق ليحاول إقناع المشاهد بأن ظهور الحياة وولادة اﻹنسان على سطح اﻷرض حدث بالصدفة بسبب قانون اﻹحتمالات وأنه لا حاجة لوجود خالق ليرتب هذا الحظ الوفير ليكون كل شيء مناسب لولادة الحياة. فكما يقول عن حقيقة وجود إله خالق " حين يسألني الناس ، إن كان الكون مخلوق من قبل إله ما. أقول لهم أن السؤال نفسه غير منطقي ، ﻷن الزمن لم يكن موجودا قبل اﻹنفجار الكبير. لذلك لا يوجد وقت لإله ما ﻷن يصنع كونا، إنه مثل السؤال عن اﻹرشادات نحو حافة اﻷرض، فاﻷرض كروية لا توجد حافة لها. لذلك فالبحث عن الحافة لا جدوى منه. ..نحن أحرار في أن نؤمن بما نريد ، وبرأيي أن أبسط تفسير هو : الله غير موجود ، والكون لم يخلقه أحد ، ولا أحد يتحكم بأقدارنا. . لا يوجد جنة ، ولا حياة أخرى. ... "
آراء ستيفن هوكينج بشكل عام تعبر عن معظم آراء الوسط العلمي المختص في دراسة الكون في عصرنا الحديث ، فألبرت أنشتاين نفسه والذي في بداية حياته كان يتكلم عن الله في آرائه العلمية ، تحول في آخر حياته إلى إنسان يسخر من قصص اﻷنبياء المذكورة في الكتب المقدسة. حيث ذكر في رسالته لصديقه الفيلسوف اليهودي إريك جوتكيند " كلمة الله هي بالنسبة لي ليس أكثر من تعبير ومنتج للضعف البشري. الكتاب المقدس عبارة عن مجموعة من اﻷساطير البلهاء والتي لا تزال بدائية ومع ذلك فهي جميلة وصبيانية" ، تصوروا أن أذكى رجل في العصر الحديث والذي على نظرياته وآرائه يتم تفسير الظواهر الكونية، لم يفهم بأن قصص اﻷنبياء هي في الحقيقة قصصا تحمل في أحداثها رموزا تفسر لنا تطور الروح سواء في الكون أو على سطح اﻷرض ، ولم يفهم أيضا أن اﻷساطير هي قصص رمزية أيضا لها دور في مساعدة قصص الكتب المقدسة ليستطيع اﻹنسان من خلالها أن يفهم تكوينه الروحي وسبب وجوده والهدف الحقيقي من هذا الوجود . ولم يفهم أيضا أن الكتب المقدسة واﻷساطير هي وحي من الله ليساعد اﻹنسان في فهم ما لا تستطيع رؤيته عين اﻹنسان واﻷجهزة والمناظير. وأن هذه القصص كتبت بإسلوب يناسب التطور العلمي للإنسان في جميع العصور ولكن يبدو أن أنشتاين وعلماء العصر الحديث ينظرون إلى هذه القصص كما ينظر إليها اﻹنسان القديم الذي كان مستوى معارفه لا تفوق مستوى معارف طفل في المرحلة اﻹبتدائية. فالخطأ ليس في هذه القصص ولكن في هؤلاء العلماء الذين لم يشعروا بعظمة هذا النوع من القصص.
في اﻷسطر التالية سنتكلم عن المجموعة الشمسية وعلاقتها في تكوين جسم اﻹنسان ، ﻹثبات أن ولادة الكون والمجموعة الشمسية وتطور كل شيء لم يحصل عن طريق الصدفة بسبب النقص والفوضى كما يحاول إقناعنا به العالم ستيفين هوكينج ولكن بأن كل شيء وكل تغيير قد تم حسب مخطط إلهي هدفه الوصول إلى الكمال الروحي والمادي. فمصطلح (الله ) هو ليس تعبير ومنتج للضعف البشري كما يتصوره آنشتاين ولكن هو " قانون اﻹنسجام الذي يوحد بين اﻷشياء واﻷحداث بشكل متناسق ليستمر تطور الكون بشكل دائم نحو اﻷرقى " أما مصطلح الشيطان " فهو قانون الفوضى والعشوائية الذي يدمر كل تناغم وإنسجام ليمنع تطور الكون نحو اﻷرقى وليجعل كل شيء يسير نحو الفناء المطلق " وعلى هذا فحسب رأي ستيفن هوكينج بمعناه الديني فإن الشيطان نفسه ( النقص والفوضى ) هو الذي خلق الكون والحياة . ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما. فولادة اﻹنسان حصلت نتيجة لقانون اﻹنسجام والتوافق المطلق بين الأشياء واﻷحداث ، وهذا ما سنحاول إثباته في اﻷسطر التالية.
المجموعة الشمسية حسب علماء الفلك في العصر الحديث تتألف من نجم ( الشمس ) في المركز ، ومجموعة داخلية من الكواكب (عطارد، الزهرة،اﻷرض،المريخ) يحيط بها حزام الكويكبات ،ومجموعة خارجية من الكواكب ( مشتري، زحل، أورانوس ، نبتون ) يحيط بها حزام كايبر و القرص المبعثر وفي اﻷخير سحابة أورط.... إن تقسيم المجموعة الشمسية على هذا النحو يعتمد رؤية سطحية مادية لا تفيدنا شيئا في فهم تلك العلاقة التي تربط تكوين اﻹنسان مع تكوين المجموعة الشمسية ، فلإنسان ظهر داخل هذه المجموعة الشمسية لذلك فتكوينه ليس صدفة ولكن مرتبط بتكوين عناصر هذه المجموعة ، لذلك يجب أن يحمل شيئا منها يدل على أنه منها ، فالمجموعة الشمسية ليست إلا رمزاً للأم التي ولدت في داخلها ذلك الكائن الذي يدعى إنسان.
طبعا من المستحيل ان نرى تلك العلاقة بين تكوين اﻹنسان وتكوين المجموعة الشمسية من خلال رؤية من هذا النوع ، ﻷنها رؤية مادية والمادة غير قادرة على الخلق ، لذلك حتى نستطيع رؤية هذه العلاقة يجب علينا إضافة الرؤية الروحية لنحصل على رؤية شاملة ( علم فلك وعلم تنجيم ) .فحسب هذه الرؤية إن المجموعة الشمسية تتألف من قسمين قسم روحي مؤنث وقسم مادي مذكر.
القسم الروحي هو القسم الداخلي من المجموعة الشمسية ، ويتألف من الشمس والكواكب اﻷربعة اﻷولى ( عطارد، الزهرة، اﻷرض، المريخ ) وأقمارها وكذلك حزام الكويكبات الذي يتألف من ملايين اﻷجرام الصغيرة.
هذا القسم من المجموعة الشمسية هو رمز الكائن العلوي في اﻹنسان ، وكما ذكرنا في مقالات ماضية بأن الكائن العلوي هو القسم الذي يشمل الرأس وعظم الترقوة والذراعين في اﻹنسان. إذا تمعنا جيدا في القسم الروحي من المجموعة الشمسية وقارناه مع الكائن العلوي سنرى تطابقا كاملا بينهما :
1 -الشمس هي الرأس ، وكما هو معروف أن الشمس تعتبر مركز المجموعة الشمسية وهي أهم مكوناتها وهي التي تسيطر على جميع محتويات المجموعة وتجعلها تدور حولها ولذلك سميت على إسمها ( المجموعة الشمسية ) . أيضا الرأس يحوي على الدماغ والذي يعتبر هو أيضا أهم جهاز من أجهزة جسم اﻹنسان الذي يسيطر ويتحكم في عمل جميع بقية اﻷجهزة اﻷخرى. فالدماغ هو في الحقيقة شمس جسم اﻹنسان ، والشمس هي أيضا دماغ المجموعة الشمسية.
2 - الكواكب اﻷربعة وأقمارها الثلاثة هي الفقرات العنقية من العمود الفقري والتي لها نفس العدد سبعة ( عطارد - الزهرة - اﻷرض والقمر - المريخ وقمريه: فوبوس وديموس ) . فالعدد سبعة الذي هو عدد الكواكب واﻷقمار في المجموعة الداخلية ليس صدفة ولكن هو الذي حدد عدد الفقرات العنقية في العمود الفقري للإنسان. والرقم سبعة هنا أيضا ليس صدفة ولكن هو رمزي يعبر عن فتحات أجهزة اﻹحساس في الرأس. فهناك (2 عين ) في جهاز البصر و( 2 أذن ) في جهاز السمع و( 2 فتحة أنف ) في جهاز الشم و ( 1 فم ) في جهاز الطعم فمجموع عدد فتحات أجهزة اﻹحساس في رأس اﻹنسان هو العدد ( 7 ). فعدد الفقرات العنقية في الحقيقة ليس صدفة ولكن يعبر عن عدد فتحات أجهزة اﻹحساس في رأس اﻹنسان ، وهذا العدد لم يأتي صدفة ولكن من تكوين القسم الداخلي من المجموعة الشمسية ( الكواكب واﻷقمار ).
الرأس كما ذكرنا يمثل الشمس وهو قطعة منفصلة عن قطع فقرات العمود الفقري ، فإذا أضفناه كرقم إلى عدد الفقرات العنقية السبعة سيكون المجموع هو رقم ثمانية. هذا الرقم ليس صدفة ولكن له شكل الكائن العلوي في اﻹنسان ( كما توضح الصورة ).
3 - حزام الكويكبات والذي يتألف من آلاف الكويكبات المتنوعة اﻷحجام ، فهو يمثل عظام الترقوة والكتف والذراع والأصابع والتي هي أيضا تتألف من عدد كبير من القطع العظمية. كف يد اﻹنسان اليمنى كما نعلم تحتوي على خطوط لها شكل ( Λ ا ) وهذا الشكل كما ذكرنا ليس صدفة ولكن يمثل رمز روح الله التي نفخها في آدم. فهذا الرمز في الحقيقة يعبر عن القسم الروحي ( الداخلي ) في المجموعة الشمسية ، حيث الشمس والكواكب اﻷربعة وأقمارها الثلاثة والتي عددها كما ذكرنا هو الرقم ثمانية وهو الذي يمثل الشكل ( Λ ) ، أما حزام الكويكبات فهو الذي يمثل القسم الثاني من الرمز وهو الشكل ( ا ). فالقسم الروحي من المجموعة الشمسية هو الذي يأخذ رمز شكل الخطوط الموجودة في كف اليد اليمنى في اﻹنسان ( كما توضح الصورة ).
حتى نفهم العلاقة بين مكونات القسم الخارجي من المجموعة الشمسية مع القسم السفلي من جسم اﻹنسان لا بد في البداية من شرح ملاحظة هامة عن طبيعة مكونات القسم الداخلي من المجموعة الشمسية. فكما رأينا في المقالة السابقة بأنه يوجد تطابق عددي بين مكونات محتويات القسم الداخلي من المجموعة الشمسية مع القسم العلوي من جسم اﻹنسان. فهذا التطابق كان في الناحية العظمية ، أي الجمجمة وعظام الفقرات العنقية والتي عددها سبعة، فالتطابق هنا قد حدث مع القسم الصلب ( العظم ) من القسم العلوي من جسم اﻹنسان ، ولهذا السبب كانت جميع كواكب القسم الداخلي تتكون هي أيضا من طبيعة صلبة (صخرية ) ، وهذا ليس صدفة ولكنه يعبر لنا عن حقيقة هذا القسم وعلاقته بتكوين اﻹنسان ، فهذا القسم في الحقيقة هو رمز المملكة النباتية ، فالحياة بشكل عام تتألف من من نوعين من الكائنات الحية ،نباتية وحيوانية ، فالمملكة النباتية تمثل القسم المؤنث في الكائنات الحية ، أما المملكة الحيوانية فتمثل القسم المذكر. وكما هو معروف بشكل عام كائنات المملكة النباتية تعتبر كائنات ذات طبيعة صلبة فهي تتألف عادة من خشب وألياف.
قد يبدو للبعض وجود بعض التناقض في هذه الفقرة فمن المعروف أن المرأة بشكل عام هي الكائن الرقيق والناعم بينما الرجل هو القاسي والخشن لذلك فيجب عليه هو أن يكون رمز المملكة النباتية والقسم الداخلي من المجموعة الشمسية ، هذا صحيح لو أن القسم الداخلي كان فقط الكواكب ، ولكن كما ذكرنا في القسم اﻷول أن أهم قسم من مكونات القسم الداخلي من المجموعة الشمسية هو الشمس ، والشمس تعتبر كتلة هائلة من الغازات ، أي أن القسم الداخلي في الحقيقة هو كتلة غازية ، وهذا يجعلنا نفهم اﻷمور أكثر في طبيعة تكوين الكائنات الحية ، فصحيح أن الكائنات النباتية عديمة الحركة وتبدو وكأنها كائنات صلبة وأنها أقل تطورا من الكائنات الحيوانية ، ولكن في الحقيقة الكائنات النباتية ذات روح أرقى من الكائنات الحيوانية وهي تشكل القسم الروحي في تكوين اﻹنسان وقد أشارت الكتب المقدسة على هذه الناحية فالقرآن الكريم يذكر عن مريم ( وأنبتها نباتا حسنا ) وفي سورة الفتح في اﻵية 29 نجد الله عز وجل يصف المؤمنون بالزرع ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ...... مثلهم في التوراة ومثلهم في اﻹنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه. ... ) وهناك آيات كثيرة في الكتب المقدسة في الديانات الثلاث ( اليهودية والمسيحية واﻹسلامية ) تربط بين تكوين اﻹنسان والنبات ، وأفضل مثال على ذلك هو أن سفر التكوين ينتهي بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام وإسم يوسف مصدره من شجرة اليوسفي ، فالسفر الذي عنوانه ( التكوين ) إي تكوين روح اﻹنسان يبدأ بالشجرة المحرمة التي كانت سببا في طرد اﻹنسان من الجنة وينتهي بقصة يوسف الذي يرمز إلى الشجرة التي بارك الله بها، ومشكلة نظرية داروين في تفسير تطور الكائنات الحية أنه أعطى أهمية كبيرة للقسم المذكر من الكائنات الحية ( الحيوانات والرجل ) ﻷنه سهل الرؤية بينما أهمل القسم المؤنث ( المرأة والنباتات ) في فهم أسباب التطور واﻹرتقاء ﻷن هذا القسم يحتاج إلى بصيرة وليس فقط بصر ، لذلك خرج بنظرية ( أصل اﻹنسان قرد ) بينما أصل اﻹنسان في الحقيقة هو روح الله ،ولهذا السبب نرى أن اﻹنسان هو الكائن الوحيد الذي شق في تطوره طريقا مختلفة نهائيا عن بقية الكائنات الحية ليصبح كائن مخلوق ولكنه أيضا خالق حيث إستطاع إنشاء الحضارات والمدن والتكنولوجيا لتسمح له اﻹنتصار على الجاذبية اﻷرضية وإرسال مركبات في الفضاء لدراسة الكون.
لذلك نستنتج مما شرحنا أنه حتى نستطيع رؤية العلاقة بين مكونات القسم الخارجي من المجموعة الشمسية مع القسم السفلي من جسم اﻹنسان يجب علينا أن ننظر إلى هذا القسم على أنه قسم مذكر أي أنه يتألف من القسم اللحمي وليس العظمي ، ولهذا السبب كانت كواكب هذا القسم بشكل عام ذات طبيعة غازية. وهي تمثل اﻷجهزة الداخلية في جسم اﻹنسان حسب التسلسل التالي :
- كوكب المشتري يمثل القلب وجهاز الدوران
- كوكب زحل يمثل المعدة وجهاز الهضم
- كوكب أورانوس يمثل الرئة وجهاز التنفس
- كوكب نبتون يمثل الكلية وجهاز اﻹطراح
- كوكب بلوتو يمثل جهاز التناسل
- أجرام حزام كايبر والقرص المبعثر وسحابة أورط تمثل عظام الساق والقدم
قد يبدو لنا في البداية بأن هذا التطابق لا يعتمد على قاعدة علمية ، والسبب في ذلك أنه حسب رأي علماء المختصين بعلم الفلك ، هو أن كوكب بلوتو لا يعتبر كوكب مثل بقية الكواكب المذكورة ،ففي عام 2006 ظهر تعريف جديد من اﻹتحاد الفلكي الدولي مما جعل الكوكب التاسع بلوتو يشذ عن هذا التعريف ،لذلك تم وضعه في نوع آخر من الكواكب تدعى الكويكبات أو الكواكب القزمة ، فعدد الكواكب اليوم حسب علماء الفلك هو ثمانية وليس تسعة ، إن تحويل عدد الكواكب من تسعة إلى ثمانية يعني مباشرة أن علماء الفلك ليس لديهم أي إدراك روحي عن مضمون المجموعة الشمسية ، ﻷن الرقم ثمانية حسب رموز اﻷرقام هو رقم يعبر عن الروح، فليس من المعقول أن تكون الكواكب هي رمز القسم الروحي وأن الشمس هي القسم المادي. فمن المعروف أنه بدون ضوء ( نور ) مستحيل أن تظهر الحياة على سطح اﻷرض ، فبدون الشمس ستكون الكواكب مظلمة وباردة وخالية من أي نشاط مهما كان نوعه.
إن تعريف الكوكب كما وضعه علماء الفلك هو تعريف مادي سطحي لا يعطي الكوكب حقه في فهم التكوين الروحي للمجموعة الشمسية ، لذلك هنا نستخدم رؤية شاملة بحيث تعطي مكونات المجموعة الشمسية دورها الحقيقي في خطوات تسلسل التطور ، فمكونات القسم الخارجي من المجموعة الشمسية في الحقيقة هي رموز تشرح لنا تطور الكون. فالكون بأكمله ليس إلا مصنع لصناعة المادة التي سيتكون منها جسم اﻹنسان والبيئة المحيطة به ليعيش ويتطور فيها ليستطيع تنظيف روحه من الشوائب ليصل ثانية إلى الكمال الروحي والجسدي كما خلقه الله قبل إرتكابه للخطيئة التي كانت سببا في طرده من الجنة.
لنعود ثانية إلى كواكب القسم الخارجي لنشرحها بشكل مفصل لنفهم ما قصدناه في اﻷسطر السابقة :
كوكب المشتري حسب علماء الفلك هو الكوكب الخامس ، ولكن حسب الرؤية الشاملة هو رقم واحد في القسم الخارجي من المجموعة الشمسية وهو هنا يحل مكان الشمس في هذا القسم ، ولهذا السبب نجد أن إسم هذا الكوكب هو إسم اﻹله اﻷكبر في الحضارات الغربية ( اﻹغريقية والرومانية ) ، فهذه التسمية ليست صدفة ولكن حكمة إلهية تساعدنا على فهم العلاقة بين التكوين الروحي للإنسان والمجموعة الشمسية ، ومن المعروف أن الحضارات الغربية قد لعبت دورا كبير في تطوير العلوم المادية، بينما حضارات الشعوب الشرقية لعبت دورا كبيرا في تطوير العلوم الروحية لذلك كانت الشمس بالنسبة لهم هي اﻹله اﻷكبر . فهذا السلوك الروحي في الشعوب الشرقية والشعوب الغربية ليس صدفة ولكن مرتبط بشكل تام مع التكوين الروحي للمجموعة الشمسية ، فإذا قارنا بين رمز الشمس ورمز كوكب المشتري سنجد شبهاً كبيراً في طبيعة وظيفة وعمل اﻹثنان ، وبشكل مطابق تماما لنوعية فكر الحضارات الشرقية والحضارات الغربية.
فالشمس كما ذكرنا تمثل الدماغ فهو يستقبل اﻹحساس العصبي ثم يرسله من خلال اﻷعصاب إلى جميع أنحاء الجسم ، فما ينتقل هنا هو إحساسات لها معاني تشعر بها الروح. ومعنى عمل الدماغ بشكل عام هو تغذية الحاجات الروحية للإنسان.
أما القلب فهو يستقبل الدم ثم يرسله من خلال اﻷوعية الدموية إلى سائر أنحاء الجسم ، ودوره هو نقل العناصر الغذائية الموجودة في الدم، إلى جميع خلايا الجسم ، أي له دور تأمين الحاجات المادية لجسم اﻹنسان. لذلك يعتبر القلب أهم جهاز في القسم السفلي في اﻹنسان. وهذا السبب الذي جعل كوكب المشتري مختلفا عن بقية الكواكب ، فلولا وجود الشمس لكان هو الذي أصبح نجم المجموعة الشمسية بأكملها ، فلو كان كوكب المشتري قد إستطاع أن يكبر في حجمه أكثر بأربعين مرة مما هو عليه لكان قد سمح في مركزه القيام بالتفاعل النووي ليتحول إلى كتلة مضيئة مثل الشمس ، ولكن وجود الشمس هي التي لم تسمح له ذلك.
إن هذا الشبه المعنوي بين الشمس والمشتري يشير لنا بأن طريقة نشوء هذا الكوكب مشابه لنشوء الشمس و تختلف نهائيا عن طريقة نشوء الكواكب اﻷخرى ، لذلك نجد أن حجم كوكب المشتري أكبر بحوالي 8773 مرة من الكوكب الذي يسبقه في الترتيب ( المريخ ) وهذا الفرق الشاسع في الحجم يؤكد أن كوكب المشتري له طبيعة خاصة به ، وأن نظرية نشوء المجموعة الشمسية التي تدرس اليوم في الكتب المدرسية هي خاطئة ويجب إعادة النظر فيها لفهم حقيقة آلية نشوء مكونات المجموعة الشمسية وبالتالي لنستطيع معرفة آلية ظهور الحياة في داخل هذه المجموعة الشمسية.
بعد كوكب المشتري يأتي كوكب زحل وهو يمثل المعدة وجهاز الهضم. وظيفة المعدة كما هو معروف هي طحن وتفكيك المواد الغذائية إلى أجزاء بسيطة ليسهل إمتصاصها ﻹستخدامها في تغذية خلايا الجسم.
كوكب زحل في اﻷساطير اليونانية هو إله الزمن ( كرونوس ) ، ولكن حتى نفهم معنى العلاقة بين كوكب زحل وإله الزمن والمعدة لا بد لنا من العودة إلى تلك اﻷساطير لتوضيح معنى أحداثها.
اﻷساطير اليونانية تذكر أن إله الزمن ( كرونوس ) قتل والده وأخذ العرش منه ،وﻷن والده قبل موته قد أخبره يأن أحد أبنائه سيفعل به كما فعل هو بأبيه ، لذلك راح إله الزمن ( كرونوس ) يلتهم كل طفل مذكر تنجبه له زوجته ليحافظ على حياته وعرشه. عندما رأت زوجته ( ريا ) يلتهم إبنها نبتون ثم إبنها الثاني بلوتو قررت أن تحتال على زوجها ﻹنقاذ حياة أطفالها ، وعندما أنجبت إبنها الثالث زيوس أرسلته إلى جزيرة كريت ليكبر هناك بعيدا عن أعين أبيه وبدلا منه قدمت لزوجها حجرة لها شكل طفل رضيع ، فأخذها والتهمها ظانا بأنها إبنه الجديد، وبعد سنوات عندما كبر زيوس وأصبح شابا عاد إلى بلاده لينتقم من أبيه، وطلب من زوجته ( ميتيس ) أن تساعده في تحقيق إنتقامه ، وهذه بدورها إحتالت على كرونوس وأعطته دواء جعلته يتقيأ ويخرج أخوة زيوس ، نيبتون وبلوتو من معدته. وهكذا وبمساعدة إخوته اﻹثنين شن زيوس حربا ضد أبيه دامت عشر سنوات معروفة بإسم ( صراع الجبابرة ) حيث إنتصر فيها زيوس على أبيه وأخذ العرش منه. ومن ذلك الوقت راح سكان هذه المنطقة المعروفة اليوم بإسم أولمبيا يقومون بتنظيم اﻷلعاب اﻷولمبية إحتفالا بذكرى إنتصار زيوس إله البرق على أبيه كرونوس إله الزمن.
جميع علماء الفضاء اليوم يعتقدون أن هذه اﻷسطورة هي قصة خرافية صنعها عقل إنسان ،لذلك أثناء دراستهم للكواكب والنجوم لا يحاولون الربط بين ما يحدث في هذا الكون وبين أحداث هذه اﻷسطورة ، ولكن في الحقيقة أن هذه اﻷسطورة هي من عند الله وأحداثها لها معنى رمزي يساعدنا على فهم الناحية المادية لقصة الخلق. فأبطال هذه اﻷسطورة يمثلون القسم المادي من المجموعة الشمسية وهذا القسم هو أيضا يمثل رمز التطور المادي الذي حدث منذ بداية هذا الكون وحتى ظهور الحياة ، فالإله زيوس والذي يمثل كوكب المشتري هو إله البرق وهو رمز ولادة النور وظهور النجوم في الكون ، أما إله الزمن كرونوس والذي يمثل كوكب زحل والمعدة فهو رمز الثقوب السوداء في الكون ، فالثقب اﻷسود هو أيضا نجم ولكنه نجم مظلم فهو أيضا له قوة جاذبية كبيرة قادرة على جذب كل ما حولها ، ولكن بدلا من تحويل ما يجذبه إلى ضوء عن طريق التفاعل النووي كما يحصل في الشمس والنجوم ، يقوم بتحطيم كل ما يجذبه إليه كما يحدث في المعدة من عملية طحن ولكن في الثقوب السوداء يستمر هذا التحطيم حتى يصل إلى الفناء المطلق ، لذلك الزمن في الثقوب السوداء يعتبر زمن من النوع السلبي. فبدلا من أن يؤلف البعد الرابع والذي سيؤدي إلى تطور اﻷبعاد الثلاثة ( طول ، عرض، إرتفاع ) ، نراه يقوم بتحطيم الراوابط بين هذه اﻷبعاد لتخسر المادة حجمها كما يحدث في المعدة ، لذلك تذكر اﻷسطورة أن إله كرونوس إبتلع إبنه اﻷول نبتون ثم إبنه الثاني بلوتو ثم أراد إبتلاع إبنه الثالث زيوس ، فهؤلاء الثلاثة هم في الحقيقة رمز للأبعاد الثلاثة الطول والعرض واﻹرتفاع.
إسطورة ( صراع الجبابرة ) هي في الحقيقة رمز لظاهرة Big Bang الإنفجار الكبير التي حدثت في بداية الكون والتي فيها ظهر النور وراح الكون يتمدد مع تكوين النجوم والمجرات. فالكون في البداية كان عبارة عن ثقب أسود ومع حدوث اﻹنفجار الكبير تم تحطيمه ليتم تحرير ما في داخله قبل أن يتم فيها الفناء اﻷبدي ، فخروج آدم وحواء والشيطان من الجنة لم يكن خروج جسدي كما يعتقد الجميع ، ولكن كان خروج روحي فهذا الكون الفسيح بأكمله كان في بدايته أصغر من ثقب اﻹبرة ولكن نتيجة تحرر اﻹبعاد الثلاثة للمادة ( الطول والعرض واﻹرتفاع ) في هذا الثقب اﻷسود نتيجة اﻷنفجار الكبير أدى إلى التوسع السريع الفجائي لحجم الكون ليصل مع مرور الزمن إلى حجمه الحالي. فالزمن في الكون هو في الحقيقية يعبر عن درجة نشاط الروح وليس بُعداً رابع كما تنظر إليه النظرية النسبية ، لذلك يوجد نوعين من الزمن زمن سلبي ويعني إضمحلال الروح لتصل إلى الفناء المطلق كما يحدث في داخل الثقب اﻷسود ، وزمن إيجابي ويعني إرتقاء الروح لتصل إلى الكمال المطلق.
الله عز وجل ترك علامة تشرح علاقة المعدة والثقب اﻷسود وكوكب زحل حيث نجد أن حول هذا الكوكب تدور كميات هائلة من القطع المتحطمة المتناثرة حوله والمعروفة بإسم حلقات كوكب زحل ( الصورة ) .
بعد كوكب زحل يأتي كوكب أورانوس ، وهو يمثل الرئة وجهاز التنفس ، لذلك نجد أن إسم هذا الكوكب هو إسم إله السماء في اﻷساطير اليونانية ، والمقصود هنا ليس السماء بمعناها الحرفي ولكن الغلاف الجوي المحيط بالكرة اﻷرضية ، والذي يتألف من غازات والتي يستخدمها اﻹنسان في عملية التنفس.
بعد كوكب أورانوس يأتي كوكب نبتون ويمثل جهاز اﻹطراح حيث يقوم بتصفية السوائل من المواد الضارة في الجسم والتي تخرج على شكل سائل وهو البول ، لذلك نجد أن إله نبتون في اﻷساطير اليونانية يمثل إله البحار ، إي اﻹله المسؤول عن السوائل بشكل عام.
بعد كوكب نبتون يأتي كوكب بلوتو، وكما ذكرنا في البداية بأن هذا الكوكب هو كوكب حقيقي رغم أن حجمه صغير جدا ، وأن حذفه من قائمة الكواكب يعتبر تشويه لمخطط تصميم المجموعة الشمسية ، فهذا الكوكب يمثل جهاز التناسل في جسم اﻹنسان ، وبما أن جهاز التناسل هو المسؤول عن الغريزة الجنسية ، وكما شرحنا في المقالة (فلسفة الخروج من الجنة ) بأن طرد اﻹنسان من الجنة كان سببه إرتكاب الفاحشة ( الزنى ) لذلك ليس من الصدفة أن إسم هذا الكوكب يحمل إسم إله الظلام بلوتو في اﻷساطير اليونانية ، ونجد أن القرآن الكريم قد أشار بشكل غير مباشر عن هذه الفكرة ، فالسورة القرآنية التي تحمل عنوان ( النور) والذي معناها معاكس لكلمة (ظلام ) ، نجد أحدى آياتها تقول ( الزانية والزاني ) فذكر هذه اﻵية في بداية هذه السورة هو حكمة إلهية تساعدنا على فهم العلاقة بين كوكب بلوتو ( إله الظلام ) مع جهاز التناسل في جسم اﻹنسان. وإذا تمعنا جيدا في طريقة دوران هذا الكوكب حول الشمس نجده مطابق لموقع جهاز التناسل في جسم اﻹنسان ، فبما أن جهاز التناسل في الرجل يقع خارج الجسم ، بينما في المرأة يقع داخل الجسم ، لذلك نجد كوكب بلوتو أثناء دورانه حول الشمس يقترب منها ويصبح أقرب لها من كوكب نبتون ، في هذه الحالة يمثل جهاز التناسل في المرأة حيث المبيض يقع قبل المثانة والتي هي قسم من جهاز اﻹطراح الذي يمثله كوكب نبتون ، ولكن عندما يبتعد عن الشمس ويصبح أبعد من كوكب نبتون عندها كوكب بلوتو يمثل جهاز التناسل في الرجل حيث الخصية تقع خارج الجسم.
بعد كوكب بلوتو تأتي أجرام الحزام الخارجي والذي يتألف من ثلاثة أنواع من اﻷجرام ( أجرام حزام كايبر وأجرام القرص المبعثر وأجرام سحابة أورط ) جميعها هذه اﻷجرام - بإستثناء النجوم المذنبة - تمثل عظام الساق والقدم.
هناك إثباتات عديدة أخرى تؤكد على صحة فكرة وجود علاقة متكاملة بين تكوين المجموعة الشمسية وتكوين جسم اﻹنسان ، ولكن لﻹسف المعلومات التي جمعها علماء العصر الحديث عن المجموعة الشمسية والتي تم نشرها في الكتب ،فرغم أنها مهمة جدا وتعطينا الوصف المادي لمكونات المجموعة الشمسية ولكنها تبقى معلومات مادية تصف الشكل فقط وعاجزة عن فهم مضمون هذه المكونات ولهذا السبب كانت نوعية تفسير العلماء لكثير من الظواهر بدلا من أن يساهم في توضيح الصورة الروحية للمجموعة الشمسية ليستطيع اﻹنسان رؤية المخطط اﻹلهي في تصميم المجموعة الشمسية وعلاقتها بتكوين اﻹنسان ، نجدها للأسف بدلا من ذلك قامت بتشويه هذا المخطط وحولت المجموعة الشمسية إلى كتلة من اﻷشياء العشوائية، لذلك أصبحت اﻵية القرآنية الكريمة التي تذكر (11) كوكب ( إذ قال يوسف ﻷبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. ..) وكأنها تتكلم عن شيء آخر ليس له أي علاقة بتكوين المجموعة الشمسية. وهذا ما جعل الفضاء الخارجي في فكر اﻹنسان المعاصر وكأنه عبارة عن مادة فقط خالية نهائيا من أي شيء له علاقة بالروح.
كل ما نستطيع قوله في ختام هذه الموضوع هو أن الرقم ( 11 كوكب ) الذي تم ذكره في اﻵية القرآنية هو رقم حقيقي ولكن رؤيته يحتاج إلى فهم مضمون مكونات المجموعة الشمسية وليس ماديتها فقط . وإن شاء الله سنتحدث عن هذا الموضوع بشكل مفصل في إحدى المقالات القادمة بإذن الله.
وسوم: العدد 716