الخاطرة 135 : الفتنة ومقارنة الديانات الجزء 2
خواطر من الكون المجاور
في الجزء اﻷول من مقالة ( الفتنة ومقارنة الديانات ) ذكرت بعض اﻹثباتات التي تؤكد أن أسلوب المرحوم أحمد ديدات في الدعوة للإسلام كان مناقضا تماما للأسلوب الذي علمه الله لنبي اﻹسلام محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن يبدو أن بعض القراء المسلمين لم يركزوا على هذه اﻹثباتات ليفهموها ويتأكدوا من صحتها فذهب بعضهم وأرسلوا لي تعليقات بأسطر قليلة هدفها الشتيمة فقط وليس نقد تلك اﻹثباتات ليحصل نوع من الحوار المفيد بين القراء يساهم بدوره في الوصول إلى الحقيقة. وطبعا لم أستغرب إرسال هذا النوع من الشتائم ﻷن من يتابع مناظرات أحمد ديدات ويعجب به سيكتسب شيئا فشيء هذا الأسلوب في الحوار وسيظن نفسه بأنه من خلال شتم الخصم وتجريح مشاعره أو إغاظته بأنه يدافع عن اﻹسلام ، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما ، فربما أحمد ديدات قد إستطاع أن يجعل بعض النصارى يدخلون اﻹسلام - الله أعلم - ولكنه في الوقت نفسه دفع الملايين من النصارى إلى كره اﻹسلام ورسوله ، ﻷنه جعلهم يظنون أن أسلوب ديدات الساخر اللاذع (إقلب الطاولة على الخصم) هو من تعاليم رسول الله والقرآن الكريم . بالنسبة لي فأنا لا أهتم بعدد المسلمين ولكن بنوعية إسلامهم، فـ 10 مسلمين يتبعون تعاليم الرسول بحذافيرها أفضل من 10 ملايين مسلم خوارجي سلوكهم مناقض لسلوك الرسول. فكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين الخوارج هم أشد أعداء الله.
هدف المقالة ليس المرور على المواضيع مرور الكرام ، ولكن هدفها هو تقديم كافة اﻹثباتات لتؤكد صحة الفكرة. وأنا في صفحتي أنشر آرائي ليقرأها الجميع ولكن هدفي اﻷول هو أن تصل معلومات المقالة إلى المختصيين أولئك الذين على عاتقهم تقع مسؤولية التأكيد على صحة الفكرة أو عدم صحتها. فاﻹنسان البسيط يؤمن بما يسير مع التيار ، فمثلا طالما أن معظم المسلمين يعتبرون أن أحمد ديدات داعية إسلامية شهير ، سيأخذ هؤلاء البسطاء هذه المعلومة وكأنها قد أنزلت من السماء ولن يقبلوا بأي رأي مخالف لما يعرفونه ، فهؤلاء يسيرون مع التيار ولن يغيروا إعتقادهم عن أحمد ديدات حتى ولو قُدِّم لهم مئات اﻹثباتات ، ولن يغيروا رأيهم إلا عندما تبدأ وسائل اﻹعلام جميعها بإدانة أسلوب ديدات وإتهامه باﻹساءة للإسلام وإلى نبي اﻹسلام. عندها فقط سيؤمن هؤلاء بالفكرة الجديدة التي كانت معارضة لفكرتهم السابقة. ومن المؤسف عليه أن هؤلاء الذين يسيرون مع التيار نسبتهم كبيرة في المجتمع.
لذا رأيت أنه من الأفضل أن أذكر بقية اﻷدلة عن أحمد ديدات والتي لم أنشرها في الجزء اﻷول بسبب طولها الذي كان لابد منه لبيان أشمل ، ولكي لا يبقى أي شك عند المختصين والمثقفين في أن أحمد ديدات من خلال أسلوبه في المناظرات قد أساء إلى اﻹسلام إساءة كبيرة وجعل غير المسلمين يعتقدون بأن الدين اﻹسلامي هو دين همجي يدعو إلى الكراهية وينظر إلى مصلحة اﻹسلام والمسلمين فقط ولا تهمه على اﻹطلاق المصلحة العامة للإنسانية جمعاء. وهذه اﻹثباتات الجديدة بنفس الوقت ستوضح لنا نوعية سلوك الدكتور ذاكر نايك .
يجب أن نعلم أن أحمد ديدات قد أسس مركز عالمي للدعوة اﻹسلامية يقوم بنشر كتبه، وكل مناظرة أو محاضرة يقوم بها أحمد ديدات يتم تسجيلها على اشرطة الفيديو لتوزع في اﻷسواق والقنوات التلفزيونية اﻹسلامية ،ويجب أن نعلم أنه كان بنفسه مدير هذا المركز وأن كل شيء فيه كان يتم تحت إشرافه.
من يبحث بتمعن شديد في نسخة فيديو المناظرة المعنون بـ ( القرآن أم الكتاب المقدس أيهما كلام الله ) بين أحمد ديدات والقس أنيس شروس الذي قام مركز ديدات بتوزيعه في اﻷسواق ، سيجد نوعا من أساليب الغش في مونتاج هذا الفيديو ، مثلا بعد إنتهاء القس سروش من إلقاء خطابه، نسمع الرئيس المشرف على تنفيذ المناظرة يقول ( لقد تكلم القس سروش 90 دقيقة ) ولكن إذا عدنا ونظرنا إلى عدد الدقائق والثواني منذ بدأ سروش في الكلام وحتى نهايته سنجد أن القس سروش تكلم فقط 75 دقيقة ، أي هناك فرق 15 دقيقة بين ماحدث في المناظرة وما هو مسجل في الفيديو ،ماذا قال أنيس سروش في هذه الـ 15 دقيقة ولماذا تم حذف كلامه؟ مدة الفيديو 4 ساعات و10 دقائق ، نجد ديدات يتكلم 108 دقائق ، وسروش يتكلم فقط 86 دقيقة ، لماذا تم حذف 22 دقيقة من خطاب القس سروش؟
في نفس هذه النسخة نجد أن صوت الشخص الذي يترجم كلام ديدات ،واضح جدا ويسير معه كلمة كلمة ويستخدم نفس أسلوب ديدات في الكلام وفي كثير من اﻷحيان نفس لهجته الساخرة أيضا ، فطريقة دبلجة كلام ديدات تجدها مريحة ومفهومة ، بينما الشخص الذي يترجم كلام أنيس سروش نجد صوته غير واضح ويصمت لثوان عديدة ثم فجأة يرش الكلام رشا فنجده يلقي عدة جمل بدفعة واحدة وبسرعة كبيرة ،ثم يصمت بعدها لثواني عديدة ، ربما في البداية قد يستطيع المشاهد التركيز بشدة ليفهم ما يقوله المترجم ، ولكن هذه الطريقة متعبة جدا للمشاهد ولا تسمح له بالتركيز بشكل قوي لفترة طويلة تعادل مدة 75 دقيقة ، فنجد المشاهد يتوقف عن التركيز ويترك نفسه يفهم ما يمكن فهمه، عدا عن هذه الدبلجة الغير العادلة ، نجد أيضا أنه عندما يبدأ سروش بالرد على آراء أحمد ديدات نرى كتابات بالعربية تظهر على الشاشة كرد على الحجج التي يذكرها القس سروش، فيرى المشاهد نفسه يسمع في نفس اللحظة صوت سروش باللغة الإنجليزية وصوت المترجم يتكلم باللغة العربية عن جمل قالها سروش قبل فترة من الزمن وفي نفس الوقت يقرأ على الشاشة كتابات عربية كرد على سروش ليس لها علاقة لا بما يقوله سروش ولا بكلام المترجم. في نفس اللحظة المشاهد يجد ثلاثة أشياء مختلفة تعرض أمامه تجعله يضيع هل سيسمع كلام سروش أم كلام المترجم أم سيقرأ ما تعرضه الشاشة من جمل عربية.
هدف المناظرة هو إظهار الحقيقة ،ولكن كل شخص يبحث عن الحقيقة بنية صافية لن يقبل بهذه النسخة. ... المناظرة مثل المحاكمة تماما حيث القاضي سيسمع الطرفين ليحدد من هو على صواب ، أي قاضي سيقبل بهذا التلاعب في النسخة ؟ هذه النسخة ليس هدفها إظهار الحق ولكن هدفها هو إظهار أن أحمد ديدات قد إنتصر على القس سروش فقط، هذه النسخة المغشوشة لن يتقبلها أي مسيحي وأي إنسان يؤمن بالعدالة واﻹنصاف.
ونعود إلى نفس السؤال ، لماذا تم القيام بهذه المناظرة طالما أنها لن تقنع أي مسيحي بأن اﻹنجيل ليس كتاب الله؟ هل بهذا النوع من الخداع سنجعل المسلم يعتقد بأن المسيحيين من الضالين !؟....يقول الحديث الشريف ( من غشنا فليس منا ).
في نفس النسخة أيضا نجد أن القس سروش يعترض لرئيس المناظرة على أسلوب ديدات الذي خرج عن موضوع المناظرة ليجعله عداء شخصي ، حيث أن أحمد ديدات يخرج في شرحه عن موضوع اﻹنجيل أو القرآن ، ويبدأ بإتهام القس سروش بإرتباطه مع الصهاينة ويحاول بحديث طويل أن يثبت للمشاهدين بأن سروش عميل صهيوني ضد العرب والمسلمين. وبسبب هذه التهمة نجد القس سروش في إحدى القنوات التلفزيونية الدينية المسيحية ينكر تعامله مع الصهاينة و يتهم ديدات بأنه يستخدم أقذر اﻷساليب ليقنع المسلمين البسطاء أنه قد إنتصر على خصمه المسيحي . فإذا كان القس سروش عميل صهيوني - الله أعلم - لماذا طلبه ديدات للمشاركة في المناظرة ، لماذا لم يطلب من قس آخر يقبل به المسيحيون كممثل لهم.
عدا عن هذا ، من يتابع مناظرات ومحاضرات أحمد ديدات سيجد أن أحمد ديدات يستخدم المال كنوع للمراهنة أو التشجيع ، في مناظرته مع القس سواجرات مثلا نجده يتحداه بأنه إذا قرأ النص المكتوب في كتاب المزامير سيعطيه مئة دولار ، فيقوم القس ويقرأ النص ويأخذ المئة دولار. ....في إحدى محاضراته يقول ديدات للقس بأنه سيعطيه عشرة آلاف دولار إذا أقنع احد القساوسة بمناظرته. .. أيضا في محاضرته في أستراليا نرى أحمد ديدات يسأل سؤالا ويخرج من جيبه ورقة نقدية بقيمة 50 دولار ويطلب من أي مسيحي يجيب على سؤاله سيعطيه الـ50 دولار ! ، فيقوم شخص مسيحي بسيط ويقول لديدات بنوع من اﻹستغراب ( أنت مبشر لماذا تستخدم المال في دعوتك ؟) وقصده أن المحاضرة دينية وهدفها اﻹرتقاء الروحي لماذا ديدات بأسلوبه هذا ينخفض إلى هذا المستوى الوضيع. طبعا أحمد ديدات في تلك اللحظة شعر بخطأه ، فنجده يصمت ويضع الـ50 دولار في جيبه ويغير الموضوع.
قد يظن المسلم بأن سلوك ديدات في إستخدام المال في محاضراته قد يكون خطأ بسيط وجل من لا يخطئ ، اﻷمر ليس هكذا ، أنظروا إلى برامج القنوات التلفزيونية معظمها أصبحت مسابقات واقعية ، حيث الفائز فيها يربح جائزة مالية كبيرة ، وكأن المال هو الهدف اﻷخير. إن ظهور هذا النوع من البرامج لهو دليل روحي يعبر لنا عن مستوى اﻹنحطاط الروحي الذي وصلت إليه اﻹنسانية ، فالمال أصبح اليوم هو أعظم قوة تسمح للإنسان أن يسيطر على كل شيء ليفعل ما يشاء ، بمعنى آخر أن اﻹنسان اليوم أصبح يؤمن- بعلمه أو بدون علمه- بأن المال هو أقوى إله في عصرنا الحالي ، وللأسف نسبة كبيرة من الناس اليوم يسيرون مع التيار في هذا اﻹعتقاد ، أيضا أحمد ديدات بدون أن يدري سار مع هذا التيار لذلك نراه بشكل لا إرادي يفعل تماما ما تفعله البرامج التلفزيونية.
لست وحدي من يحاول أن يثبت أن أحمد ديدات يسيء للإسلام ، وأنه بسلوكه العام قد أثار الفتنة والكراهية بين المسلمين والمسييحين ، هناك مفكرين وعلماء مسلمين إنتقدوه بشدة وإتهموه بنفس التهمة ، ويمكن للقراء أن يبحثوا في اﻹنترنت ، فهناك تهم ليست بسيطة نهائيا ، ولا يمكن إهمالها ، وبعضها خطيرة أيضا ، فنجد ديدات يكتب مثلا ( سلاحنا الوحيد نحن المسلمين في مواجهة هذا الخطر الداهم المفزع المروع المسمى بالتبشير هو القرآن وحمل السيف في سبيل الله. ...) هذا المنطق الفكري الذي يستخدمه ديدات يؤكد تماما بأنه يسير مع التيار بكامل قواه العقلية ، فأكبر مشكلة يعاني منها عصرنا الحاضر هي الوحشية وحب العنف. الزعيم الهندي مهاتما غاندي الهندوسي رأى مشكلة حب العنف التي بدأت تصبح شعار العصر، فأدرك أن تحقيق إستقلال بلاده باستخدام العنف والمقاومة المسلحة عن طريق قتل الجنود البريطانيين سوف يثير روح السوء في كل بريطاني ، فهناك أم بريطانية ستبكي على إبنها الذي قتله الثوار الهنود ، وزوجة ستصبح أرملة ﻷن الثوار الهنود قتلوا زوجها، وأطفال سيصبحون يتاما،وهؤلاء - اﻷم والزوجة واﻷبناء - ليس لهم ذنب بأن الحكومة البريطانية إستطاعت إقناع الجنود البريطانيين بإستعمار الهند، غاندي أدرك أن إستخدام العنف في طرد البريطانيين، سيجعل اﻷمر يحتد أكثر فأكثر و الكراهية بين الشعبين ستكبر وسيزداد عدد الضحايا بين الطرفين، لذلك ذهب غاندي وصنع أرقى ثورة عرفها التاريخ فصرخ في شعبه ( المقاومة السلمية هي سلاح الشجعان ) فلبى الشعب الهندي بجميع طوائفه ندائه ووقفوا أمام بنادق جنود اﻹستعمار البريطاني عراة الصدور ، وسمعت روح الخير في كل بريطاني صراخ غاندي وشعبه ، فلبوا هم أيضا نداء غاندي وشعبه ووقفوا بجانبهم وذهبوا بدورهم يطالبون حكومتهم بالخروج من الهند، فإضطرت الحكومة البريطانية في اﻷخير بسحب جيشها لتنال الهند إستقلالها.
إذا تمعنا بما فعله غاندي ،نجد أنه رغم كونه هندوسي ،قد طبق تعاليم اﻹسلام بكامل حذافيرها. فالرسول يقول في حديثه الشريف ( إذا جاءت الفتنة إكسروا سيفكم وإقطعوا أوتاركم وإلزموا فيها أجواف بيوتكم وكونوا فيها كالخير من بني آدم ) فأكبر مشكلة يعاني منها العصر الحديث هي الفتنة ، فنجد غاندي يسلك سلوك إبن آدم كما هو مذكور في الحديث الشريف ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي ﻷقتلك إني أخاف رب العالمين) .
أحمد ديدات الذي أصله هندي والذي عاش في فترة الثورة الهندية ، ورغم أنه مسلم ويدعي أنه عالم ديني ، لم يفهم حقيقة المشكلة التي يعاني منها العصر الحديث ، ولم يفهم المعنى الحقيقي للفتنة وأبعادها وطريقة ظهورها، ولم يفهم ما حققه غاندي من خلال ثورته السلمية لبلاده الهند. فنجده يطالب المسلمين لحل مشاكلهم عن طريق ( القرآن والسيف) ، لذلك نراه في محاضراته ومناظراته يستخدم أسلوبا جارح كالسيف ليثير روح السوء في داخل كل مسيحي ، أحمد ديدات لم يحاول على اﻹطلاق مخاطبة روح الخير في المسيحيين ، لذلك ليس من الصدفة أن المسيحيين يدعونه " داعية الكراهية ".
في عام 1985 يكتب أحمد ديدات " لقد قمت بكل حرية واقتناع بإقتباس اﻹكتشافات العلمية التي توصل إليها خادم اﻹسلام العظيم الدكتور رشاد خليفة. ... " وهذه اﻹكتشافات التي يقصدها هي نظرية الرقم 19 ،فراح ديدات وبدون أن يتحقق من صحة معلومات هذه النظرية وألف من هذه اﻹقتباسات كتابه ( القرآن معجزة المعجزات ) وذكر فيه عن معجزة الرقم 19 في القرآن. انبهر كذلك بعض علماء اﻹسلام في البداية من هذه النظرية ولكن عندما راحوا ودققوا في معلومات هذه النظرية التي تعتمد على النظام الحسابي للرقم 19 كما يتكلم عنه رشاد خليفة ، وجدوا أن معظم حساباته غير صحيحة وأنه هناك تزييف في الموضوع ، وأنه حتى يحقق تطابق اﻷرقام مع مضاعفات الـ19 إدعى أنه قد إكتشف آيتين مزيفتين تم إضافتهما إلى القرآن الكريم. مما دفع علماء المسلمين إلى مهاجمة كتبه وإتهامه بالغش والتزييف ومحاولة تحريف القرآن .عندها أضطر أحمد ديدات أن يتوقف عن إستخدام تلك المعجزات المزيفة عن القرآن في محاضراته ومناظراته.... تصوروا أحمد ديدات يطبع 20000 نسخة من كتابه ( القرآن معجزة المعجزات ) ويوزعها على المسلمين وبعد توزيعها يسمع من علماء المسلمين أن جميع المعجزات المذكورة في هذا الكتاب ليست بمعجزات، بعضها تهيؤات وبعضها مزيفة هدفها تحريف القرآن.
لا بد أن نذكر هنا أن المشكلة ليست في أن أحمد ديدات قد أخذ من رشاد خليفة بعض إكتشافاته المزيفة ، ولكن المشكلة هي سرعة إقتناعه بمعجزة الرقم 19 ، بسبب وجود هذا الرقم في اﻵية 30 من سورة المدثر " وعليها تسعة عشر " هذه اﻵية هي في الحقيقة حكمة إلهية تكشف أولئك الذين ينظرون إلى القرآن بعين واحدة ، أي يقرأون القرآن برؤية مادية ببغائية ،وليس برؤية شاملة ، فكل إنسان يقتنع بهذه النظرية لمجرد ذكرها في القرأن يكشف عن حقيقته بأنه يقرأ القرآن قراءة ببغائية ، فالمقصود باﻵية " وعليها تسعة عشر " هو ما سيأتي بعد الرقم ثمانية عشر ، اي أن المعجزة تكمن في الرقم ثمانية عشر وليس الرقم 19، فالذي يقرأ القرآن برؤية شاملة سيرى معجزة الرقم ثمانية عشر ، واﻵية (عليها تسعة عشر ) هي آية مساعدة لرؤية معجزة الرقم ثمانية عشر. اذا نظرتم إلى الخطوط الموجودة في الكف الأيمن في يد كل واحد منكم ستشاهدون خطوط لها الشكل ( Λ ا ) والذي يمثل الرقم ثمانية عشر ، ولكن نفس شكل هذه الخطوط أيضا تعبر عن أحرف يونانية ،حيث الشكل ( Λ ) هو الحرف ( ل ) ، والشكل ( ا ) هو حرف( ي) ، أي أن شكل هذه الخطوط باللغة اليونانية يمثل الكلمة ( إل ) وهو إسم الله في العبرية ، كما هو في إسم إسماعيل أي (إسمع - إل ) ومعناها بالعبرية الله يسمع ، والكلمة جبرائيل (جبرا- إل ) ومعناها بالعبرية رجل الله أو بمعنى خادم الله. إن وجود هذا الرمز على كف يد اﻹنسان له حكمة إلهية لها معنى ، أن لغات الكتب المقدسة هي اللغة العربية ( لغة القرآن ) واللغة اليونانية ( لغة اﻹنجيل ). بمعنى أن الباحث الذي يريد أن يبحث في تفسير آيات الكتب المقدسة حتى يستطيع اﻹحساس بوحي الله في هذه الكتب يجب أن يبحث في الإنجيل النسخة اليونانية ، والقرآن بالنسخة العربية ، وقد أشار إنجيل يوحنا على أهمية اللغة اليونانية بشكل رمزي في اﻹصحاح 12 اﻵية 23 ، فعندما يعلم يسوع أن بعض اليونانيين قد أتوا لمقابلته يقول ( قد أتت الساعة ليتمجد إبن اﻹنسان ) .
ليس من الصدفة أن أناجيل العالم جميعها قد تم ترجمتها من اللغة اليونانية، وأن اﻷماكن المقدسة المسيحية في فلسطين منذ تحول الديانة الإمبراطورية الرومانية من الوثنية إلى المسيحية وحتى اﻵن تقع تحت إشراف الكنيسة اليونانية.
البحث في تفسير آيات الكتب المقدسة بلغتها اﻷصلية ، يختلف كثيرا عن البحث في النسخ المترجمة لها ، كإختلاف الفرق بين صورة لمنظر طبيعي باﻷلوان عن صورة لنفس المنظر ولكن باﻷسود واﻷبيض. يكفي أن نقول أن 45000 كلمة في اللغة الإنجليزية مصدرها اللغة اليونانية ، ولكن في اللغة الإنجليزية هذه الكلمات تأخذ معنى بسيط بينما في اليونانية لها معاني متعددة. وهذا ما يجعل اﻵيات بالنسخة اليونانية غنية بالمعاني ولكن عند ترجمتها إلى الإنجليزية تأخذ معنى واحد فقط. بالإضافة إلى ذلك فاللغة اليونانية لها نظام رقمي يكشف عن مضمونها ، هكذا هي أيضا اللغة العربية تماما ، لذلك أختار الله هاتين اللغتين في كتابة كتبه المقدسة ، أما ما يذكره أحمد ديدات عن إنجيل يسوع المكتوب باللغة العبرية أو الآرامية فمثل هذا اﻹنجيل غير موجود ﻷن يسوع لم يكتب شيئا على اﻹطلاق ، وكل ما كتب عن حياة يسوع وأقواله كتب بعد صعود المسيح إلى السماء من الذاكرة ووحي إلهي.
للأسف أحمد ديدات و الدكتور ذاكر نايك أيضا ،كلاهما لا يجيدان لا العربية ولا اليونانية ، فهما يعتمدان في أبحاثهما على النسخ الإنجليزية للقرآن واﻹنجيل، ولو تمعنا جيدا في أسلوب البحث والتفسير التي يستخدمها ديدات وذاكر نجد طريقة بحثهم لا تختلف عن البحث التي يتبعها الآخرون في دراسة الروايات اﻷدبية والنظريات العلمية ، ولكن اﻹنجيل والقرآن كتب مقدسة لها أسلوبها الخاص في البحث.
حتى نوضح هذه الفكرة سنذكر هذا المثال :
في المقالة الماضية ذكرت أنه عندما علم المسيحيون أن أحمد ديدات أصيب بالشلل الكامل ، مباشرة إعتبروا الحادث دليل إلهي وراحوا ونشروا مقاطع فيديو بعنوان ( هذا عقاب من يشتم اﻹنجيل ) ، أنا متأكد تماما بأنه لو الحادثة حصلت مع قس مسيحي ناظر أحمد ديدات في إدى المناظرات ، لفعل بعض المسلمين نفس الشيء ولإعتبروا الحادثة دليل إلهي لكل من يجرؤ على التفوه بسوء نحو القرآن . ولكن دعونا ننظر بعين محايدة تبحث عن حقيقة الحادثة نفسها بغض النظر كون المصاب هو من طرفنا أو من الطرف الآخر. فتزوير معاني اﻷحداث لا يختلف نهائيا عن تحريف الكتب المقدسة ، فلا شيء ولا حدث يحدث بالصدفة ولكن كل شيء يحدث قضاء وقدر أي ضمن خطة إلهية ،والله من خلال اﻷحداث التي تحصل حولنا يتكلم معنا ويرشدنا لفهم حقيقة ما يحصل حولنا.
عندما ذهب الدكتور ذاكر نايك إلى زيارة أحمد ديدات المصاب بالشلل نظر إليه بعين طبيب ( رؤية مادية ) وكل الذي رآه في ديدات هو أنه أصيب بجلطة أدت إلى حدوث خلل في طرق اﻹتصال العصبي بين خلايا الدماغ وبقية أعضاء الجسم ، لذلك فقد ديدات إمكانية التحكم في أعضاء جسده فأصبح عاجزا عن الحركة والتكلم. هذا التحليل العضوي كان بالنسبة للدكتور ذاكر كافي لتفسير سبب الحالة التي كان عليها أحمد ديدات ، ولكن هل تفسير ذاكر يكشف فعلا عن الحقيقة الكاملة لحالة أحمد ديدات؟ حسب رأيي أن الدكتور ذاكر نظر إلى الحادثة بعين واحدة أي برؤية مادية ، وهذه الرؤية فقيرة لا يمكنها الوصول إلى الحقيقة. تعالوا اﻵن ننظر إلى الحادثة بنظرة شاملة ترى أحمد ديدات وكل ما يتعلق به :
قبل أن يصاب أحمد ديدات بالشلل بأسابيع قليلة ، إحدى القنوات التلفزيونية تقوم بإجراء مقابلة تلفزيونية معه ( موجودة في اﻹنترنت بعنوان ديدات المتطرف - لقاء مسجل بكاميرا سرية ) في المقابلة نجد أحمد ديدات في الدقيقة 57 من المقابلة يقول بالحرف الواحد ( الله سبحانه يدبر أمري ، ويعينني في أعمالي ، ويفتح لي اﻷبواب أمامي ) ، ثم بعد هذه المقابلة يذهب أحمد ديدات إلى إستراليا ليلقي محاضرته عن ( الجمعة العظيمة ) وكما ذكرنا في المقالة الماضية ، كانت الظروف هناك واﻷسئلة المحرجة التي تعرض لها من الصحافة ، جعلته يظهر على حقيقته بشكل واضح تماما بأنه يساعد على إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.
اﻵن لنذكر اﻷشياء التي حصلت في اﻷسابيع اﻷخيرة قبل إصابة ديدات بالشلل :
- يوم ( الجمعة العظيمة ) ، هذا اليوم يمثل أقدس أيام العام بالنسبة للمسيحيين ﻷنه ذكرى صلب ووفاة يسوع المسيح ، كلمة جمعة ، مصدرها فعل ( جمع ) لهذا السبب الذي يحمله معنى إسم هذا اليوم كان (يوم الجمعة ) عند المسلمين أيضا أقدس أيام اﻹسبوع ، ﻷن الجمع بين اﻷشياء يعتبر قانون تطور كل شيء في هذا الكون ، فروح الخير العالمية هي التي تجمع وتوحد اﻷشياء للإنتقال من البسيط إلى المركب ، بينما روح السوء تقوم بعمل معاكس حيث تفكك اﻷشياء لتعود إلى شكلها البسيط ومن ثم الفناء والموت. أحمد ديدات يختار هذا اليوم الذي يحمل معنى ( الجمع والتوحيد ) ، ولكن نتيجة سلوكه كانت عكس ذلك ، فهو أغاظ الشعب اﻹسترالي وجعلهم يشعرون بأن أحمد ديدات قد أتى إلى إستراليا في هذا اليوم ليشتم دينهم.
- عندما سأله الصحفيون عن سبب إختياره لهذا اليوم بالذات ، أجابهم بأنه لم يعلم أن يوم المحاضرة يصادف في يوم ( الجمعة العظيمة ) وأن تطابق اﻷيام قد حدث بالصدفة ، فطالما أن أحمد ديدات في المقابلة التلفزيونية قبل قدومه إلى أستراليا يقول ( الله يدبر أمري ) ، هذا يعني أن الله هو الذي إختار له هذا اليوم ليثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ، وكما ذكرت في المقالة الماضية أنه من يقرأ ملامح وجه ديدات وهو ينكر معرفته بتطابق موعد المحاضرة مع يوم الجمعة العظيمة ، يكتشف أن أحمد ديدات يكذب.
- كما قلنا أن يوم محاضرة أحمد ديدات كانت في يوم ( الجمعة العظيمة ) وهي ذكرى صلب يسوع المسيح ، كلمة صلب في اللغة العربية تعني أيضا ، عديم الحركة.
إذا جمعنا معاني اﻷحداث والرموز التي ذكرناها ووضعناها بشكل إنسجامي ، سنجد أنها تعطينا دليل إلهي بأن حادثة إصابة ديدات بالشلل هي دليل إلهي له معنى أن الله عز وجل بريء تماما من أفعال أحمد ديدات ، لذلك بهذه الحادثة يشير لنا بأنه ( لا يدبر أمر أحمد ديدات ) وأنه هو بنفسه يفعل ما يحلو له ، وطالما أنه أراد إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ، في ذكرى الصلب ، لذلك صلبه الله ( منعه من الحركة ) ليمنعه من متابعة أعماله وذلك عن طريق سد اﻷبواب بين دماغه وبقية أعضاء جسمه، بعكس ما يدعي هو بأن الله يفتح له اﻷبواب، لذلك أصبحت أعضاء جسده مفككة منفصلة عن الدماغ ( بعكس معنى الجمع والتوحيد ) حيث كل عضو من جسده أصبح لا يشعر بوجود العضو اﻵخر.
من يرى حدث شلل أحمد ديدات برؤية شاملة ، سيتأكد بأنه لا شيء يحدث صدفة وأن الله يتدخل ليساعدنا في فهم حقيقة ما يحدث حولنا. وهذه الحادثة هي دليل إلهي بأن أحمد ديدات كان سلوكه مناقض لتعاليم القرآن واﻷحاديث الشريفة لذلك عندما قال بأن الله يدبر أمره ويفتح له اﻷبواب ، منعه الله من متابعة أعماله و أغلق أمامه جميع اﻷبواب وجعله بقية حياته يستلقي على الفراش دون أي حركة.
أرجو من القراء أن لا يسيئوا فهم ما أقوله ، ليس كل شخص يصاب بالشلل يعني أنه عقاب من الله ، فالقصد هنا ليس هذا ابدا ، ولكن بالنسبة ﻷحمد ديدات اﻷمر مختلف ، فأحمد ديدات وصل إلى مرحلة أصبح قدوة لملايين المسلميين ، وبنفس الوقت رمز للكراهية لملايين المسيحيين ، لذلك أصبح له وضع خاص وما يحصل معه يعتبر علامة إلهية تساعد الناس الذين تأثروا به إيجابيا أوسلبيا في فهم حقيقته ، فعندما يصبح شخص معين له تأثير كبير على عدد كبير من الناس تصبح أحداث حياته علامات ورموز تكشف حقيقته.
سنضرب لكم مثالا آخر :
ملا محمد عمر القائد اﻷعلى والزعيم الروحي لطالبان اﻷفغانية والذي ساعد أسامة بن لادن في نقل تنظيم القاعدة إلى أفغانستان ليكون مركزها ومكان تدريب أعضائها ، في إحدى المعارك يصاب في عينه اليمين ، فيصبح أعور ، للأسف العلماء المسلمين لم يعطوا أي أهمية لهذه الحادثة ، ونظروا إلى الحادثة على أنها صدفة ، ولكن اﻷمر لم يكن كذلك ، فالمسلمون في أفغانستان كانوا يلقبونه بأمير المؤمنين ، وكما هو معروف عند المسلمين أن أعور الدجال هو أعور بعينه اليمنى كما حصل مع الملا محمد عمر ، فما حدث لزعيم طالبان لم يكن سوى دليلا إلهيا يؤكد لجميع المسلمين على أن هذا اﻷمير وجماعته لم يتبعوا تعاليم اﻹسلام ورسله ولكن تعاليم أعور الدجال، ﻷن ما يفعلونه مناقض تماما لتعاليم الدين اﻹسلامي فهم يقرأؤون القرآن واﻷحاديث الشريفة بعين واحدة وكما يقول الحديث الشريف ( .....وإن ربكم ليس بأعور. .) بمعنى أن الكتب المقدسة مكتوبة برؤية شاملة وليس بالرؤية المادية الببغائية التي هي رمز لرؤية أعور الدجال، لذلك نجد أنه منذ طرد اﻹتحاد السوفيتي من أفغانستان وحتى اﻵن هذه البلاد قد تحولت إلى دولة يحكمها الشيطان نفسه بسبب الحروب اﻷهلية التي يعاني منها شعب هذه البلاد. فاليوم دولة أفغانستان يعشعش بها الحقد والكراهية واﻹنتقام ، وذلك بفضل وجود جماعة طالبان ومنظمة القاعدة فيها. فتحول زعيم طالبان إلى أعور هو دليل إلهي له معنى أن اﻹسلام بريء من هذه الجماعات اﻹرهابية.
الدكتور ذاكر يقول في إحدى تصريحاته " أنا لا أعرف أسامة بن لادن ولم أقم بأي بحث عنه. لذا أنا لا أستطيع إدانته ولا أستطيع عدم إدانته ولا أستطيع أن أقول بأنه مستقيم ولا أستطيع أن أقول أنه إرهابي " .
الدكتور ذاكر لم يرى في حادثة شلل أحمد ديدات سوى ما يراه أي طبيب ، أما بالنسبة لرأيه عن أسامة بن لادن فالدكتور ذاكر لم يرى تلك العلامة اﻹلهية التي حولت صديقه في الجهاد المزيف محمد عمر إلى أعور عين اليمنى ، ماذا ينتظر الدكتور ذاكر حتى يحكم على أسامة بن لادن بأنه إرهابي أو ليس إرهابي ، أن يجلس معه ويسأله عن كل عملية تفجير أمر بها إسامة ليعلم بالتفصيل عن سبب إختيار هذه العملية وفائدتها للمسلمين ؟ كل هذه العمليات اﻹرهابية التي خططها أسامة بن لادن والتي راح ضحاياها آلاف اﻷبرياء والتي أسامة هو نفسه أعترف بتخطيطها ؟ كل تلك التصريحات ألتي أدلاها أسامة بن لادن بضرورة الجهاد المقدس المسلح والتي فيها أخذ من آيات القرآن ما يناسبه ليجعل من القرآن الكريم يبدو في نظر غير المسلمين وكأنه كتاب قتل وسفك الدماء. كل هذه اﻷشياء لم تكن للدكتور ذاكر إثباتات كافية تؤكد أن أسامة بن لادن كان زعيما للإرهاب؟
إن عدم مقدرة الدكتور ذاكر على رؤية معنى حادثة شلل أحمد ديدات ، وكذلك عدم رؤيته معنى تحول أمير المؤمنين صديق أسامة بن لادن إلى أعور ، وعدم رؤية معنى كل ما فعله إسامة بن لادن ، يؤكد هذا على أنه هو اﻵخر يرى بعين واحدة وهي العين اليسرى ، بمعنى آخر أن الدكتور ذاكر نايك ضعيف البصيرة لذلك لا يحق له البحث في تفسير الكتب المقدسة. المختص بعلم الفيزياء مثلا هو فقط من يحق له بشرح النظريات الفيزيائية ، والكيميائي لشرح المعادلات الكيميائية ، وليس من المعقول أن يأتي شاعر أو أديب روائي ليشرح لنا نظرية اﻷوتار الفائقة في الفيزياء ، هكذا اﻷمر تماما في تفسير الكتب المقدسة ، فهذه الكتب أنزلت على اﻷنبياء وسبب اختيار الله لهم هو كونهم يملكون البصيرة. والدكتور ذاكر إنسان ذكي ربما ذكي جدا في العلوم المادية ولكنه ضعيف البصيرة. فهو يستطيع أن يحفظ غيبا أشياء كثيرة جدا ولكن هذا شيء والبصيرة شيء آخر. فالبصيرة هي المقدرة على دمج اﻷشياء ذات المعاني البسيطة لتأخذ هذه اﻷشياء معنا واحد يعبر عن مضمون الحدث بشكله العام. فكما شرحنا عن حادثة شلل أحمد ديدات ، جميع اﻷشياء المتعلقة بحياة ديدات في اﻷسابيع اﻷخيرة من الحادثة كانت متفرقة بحيث كل عنصر فيها كان له معنى خاص به ، ولكن البصيرة هي التي قامت بتوحيد هذه العناصر لتجعلنا نفهم أن حادثة الشلل كانت علامة إلهية لها معنى أن أحمد ديدات لم يكن يطبق تعاليم دينه ولكنه كان يفعل ما يحلو له. البصيرة هي الرؤية الوحيدة التي تسمح لنا برؤية المخطط اﻹلهي من حولنا.
في المقالة القادمة إن شاء الله سنذكر أمثلة عن أخطاء الدكتور ذاكر ونشرحها بشكل مفصل.
الفيديو المرفق ( أنواع الرؤية ) يعطي فكرة عن الفرق بين الرؤية المادية والرؤية الشاملة ( البصيرة ).
وسوم: العدد 723