إلا رسول الله!
خاطرة مدنية
د. عبد السميع الأنيس
من علامات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حفظه في الحياة وبعد الممات!
أما في الحياة، فاﻷمر واضح، فقد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم ﻷكثر من عشرين
محاولة اغتيال، وقد نجاه الله منها!
وصدق الله تعالى القائل: "والله يعصمك من الناس".
وأما بعد انتقاله إلى الرفيق اﻷعلى فقد تعرض لعدة محاولات اعتداء، لكنها باءت باﻹخفاق!
وحفظ الله تعالى جسد نبيه صلى الله عليه وسلم من اعتداء المعتدين، كما حفظ سنته. وقد مضى على ذلك خمسة عشر قرنا! رغم الحروب الكثيرة، وشدة الصراعات التي وقعت في العالم، وما زالت على أشدها!
ما أجمل أن نقف أمام الحجرة النبوية لنسلم على سيد اﻷنبياء والمرسلين، وحبيب رب العالمين، امتثالا لتوجيه نبوي أليس قد قال: "ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي، حتى أرد عليه السلام".
فأي شرف يفوق شرف رد السلام من النبي العدنان عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام!
بينما لا تجد مثل هذا المشهد عند أصحاب الديانات الأخرى!
وها هي الجموع الغفيرة من أنحاء العالم تأتي، فتحط الرحال في مسجده، وتسلم عليه، وتنعم بقربه صلى الله عليه وسلم.
هناك حيث تسكن اﻷفئدة المضطربة، وترتاح النفوس التائهة، وصدق من قال:
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد
ذاك النعيــم هو المقيـم إلى الأبـد
أصبحت في كنف الحبيـب ومن يكن
جار الحبيب فعيشه عيش الرغد
حفظ الله الحرمين الشريفين، ففيهما عز اﻹسلام، وهيبته، ورونقه.
وفيهما مواسمه المباركة، وأعراسه الكبرى
وهما مأوى أفئدة أهله، ومأرز اﻹيمان في اﻷرض.
وحفظ لهذه البلاد المباركة أمنها واستقرارها.ورد الله كيد من يكيد لها بمنه وكرمه.
اللهم يا من حفظت الحرمين الشريفين فاحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين، ومكر الماكرين.
د. عبدالسميع الأنيس
المسجد النبوي - المدينة المنورة