كلمة الرئيس التركي في كلمة أمام القمة الثالثة للزعماء الدينيين بإفريقيا
أردوغان: نريد لإفريقيا الإزدهار والغرب لا يريد لها النهوض
مباشرالرئيس التركي في كلمة أمام القمة الثالثة للزعماء الدينيين بأفريقيا، المنعقدة في إسطنبول:- العلاقات بين تركيا وإفريقيا بلغت بفضل جهودنا مستوى لم يكن من الممكن تصوره قبل 15 عاما
الرئيس التركي في كلمة أمام القمة الثالثة للزعماء الدينيين بإفريقيا، المنعقدة في إسطنبول:
- العلاقات بين تركيا وإفريقيا بلغت بفضل جهودنا مستوى لم يكن من الممكن تصوره قبل 15 عاما
- عند وصولنا إلى السلطة (2002) كان عدد السفارات في القارة الإفريقية 12، وقد رفعنا العدد إلى 42
- الدول الغربية لا تريد لإفريقيا أن تنهض وتستفيد من إمكاناتها الهائلة وتنعم بالسلام
- هناك وصمة مجازر أو احتلال أو استعمار، في ماضي معظم من يقدمون لنا الدروس في الحقوق والقانون والحريات
- لم ولن نقبل إطلاقا بمواقف الدول الغربية الاستعلائية الفظة وتدخلاتها في دول القارة الإفريقية
- نحن المسلمون سنراعي وعي الأمة وحقوق الأخوة دائمًا ولا يمكن للحدود المصطنعة أن تحصر آفاقنا
- العلاقات التركية الإفريقية تعيش عصرها الذهبي تقريبا
- حجم التبادل التجاري بين تركيا والقارة الإفريقية يبلغ 24 مليار دولار، ويزداد مع مرور كل يوم
- أنا على ثقة بإمكانية تجاوز حجم التبادل التجاري، مستوى 50 مليار دولار، خلال الفترة المقبلة
- تركيا توفر منحا دراسية في الليسانس والماجستير والدكتوارة، لنحو 4500 طالب إفريقي
- نشعر بالفخر عندما نرى الأطباء والأئمة والساسة والأكاديميين والمهندسين ورجال الأعمال من خريجي تركيا، في بلدان نزورها
- مستثمرونا يركزون على مشاريع تسهم في خلق فرص عمل، وتنمية القارة الإفريقية
- المسلمون باتوا أقلية في دول إفريقية كانت نسبتهم فيها تصل 70 إلى 80 بالمئة في وقت مضى
- للأسف نلتقي الكثير من الناس أسماؤهم مصطفى وأحمد وعبدالله، لكن صلتهم بالإسلام مقطوعة
- وسائل إعلام دولية تعمل على تنفير الرأي العام من الإسلام
- لن نسمح للإمبرياليين بتقسيمنا على أساس شيعة وسنة، وأبيض وأسود، وتركي وكردي، وعربي وفارسي
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن علاقات بلاده بإفريقيا تزدهر، بينما لا يريد الغرب نهوض القارة السمراء.
جاء ذلك في كلمة السبت، خلال مشاركته في القمة الثالثة للزعماء الدينيين المسلمين بإفريقيا، المنعقدة في إسطنبول، بتنظيم من رئاسة الشؤون الدينية بتركيا، تحت شعار "إفريقيا: التعاون على البر والتضامن بلا منفعة".
وأوضح أردوغان أن "العلاقات بين تركيا وإفريقيا بلغت بفضل جهودنا مستوى لم يكن من الممكن تصوره قبل 15 عاما".
وأضاف: "عند وصولنا إلى السلطة (2002) كان عدد السفارات في القارة الإفريقية 12، وقد رفعنا هذا العدد إلى 42 (سفارة)".
واستطرد: "لم ولن نقبل إطلاقا بمواقف الدولة الغربية الاستعلائية والفظة وتدخلاتها في دول القارة الإفريقية".
وأردف: "نحن المسلمون سنراعي وعي الأمة وحقوق الأخوة دائمًا ولا يمكن للحدود المصطنعة أن تحصر آفاقنا".
وأوضح أردوغان أن العلاقات التركية الإفريقية تعيش عصرها الذهبي تقريبا، مشيرًا أن حجم التبادل التجاري البيني بلغ 24 مليار دولار، ويزداد مع مرور كل يوم.
وأعرب عن ثقته بإمكانية تجاوز حجم التبادل التجاري بين الطرفين، مستوى 50 مليار دولار، خلال الفترة المقبلة.
وبين أن تركيا توفر منحا لدراسة الليسانس والماجستير والدكتوارة، لنحو 4500 طالب إفريقي.
وأوضح أنه في غضون الأعوام الـ 25 الأخيرة، تخرج 10 آلاف و480 طالبا إفريقيا من جامعات تركيا، وباتوا بمثابة سفراء لها في بلدانهم.
وأردف: "نشعر بالفخر عندما نرى الأطباء والأئمة والساسة والأكاديميين والمهندسين ورجال الأعمال من خريجي تركيا، في البلدان التي نزورها".
ولفت إلى أن المنظمات المدنية التركية، "تمد يد العون لأشقائنا الأفارقة" في مختلف أرجاء القارة، وهي تجازف بالتعرض لأخطار حقيقية في بعض الأحيان.
وأكد أن المستثمرين الأتراك، يركزون ليس على بيع منتجاتهم وحسب، بل على مشاريع تسهم في خلق فرص عمل، وتنمية القارة الإفريقية.
وبيّن الرئيس أردوغان أنه زار 27 دولة إفريقية بصفته رئيس للوزراء والجمهورية، ومعظمها تعد الأولى من نوعها في تاريخ تركيا.
ولفت إلى أن تركيا عززت حضورها في القارة من خلال مؤسسات مثل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، ومعهد يونس أمره، ووقف المعارف، ووكالة الأناضول، والخطوط الجوية التركية، وجمعية الهلال الأحمر.
وأشار إلى أن بعض الجهات منزعجة من الوجود التركي في القارة الإفريقية، ومن احتضان تركيا لأشقائها وأصدقائها هناك.
وبيّن أن الجهات نفسها استغلت ثروات القارة لسنوات، وعملت على كسب الرخاء على حساب دماء وأرواح ونفط مظلومي إفريقيا.
وأضاف: "لا يستطيعون أن يتحملوا تعاون تركيا القائم على أساس المساواة والاحترام المتبادل (مع إفريقيا)".
وتابع: "يريدون أن تبقى شعوب إفريقيا تابعة لهم، وأن تستخدم ثروات إفريقيا الطبيعية لإثراء الشركات والدول الغربية وليس القارة.. يريدون أن يكون أطفال الأفارقة ضحية للجوع والفقر والحرمان في أحضان أمهاتهم".
ولفت الرئيس التركي إلى أن الدول الغربية لا تريد لإفريقيا أن تنهض وتستفيد من إمكاناتها الهائلة وتنعم بالسلام.
واستدرك: "يستكثرون على إفريقيا والمناطق الأخرى ما يرونه حقًا لهم ولمواطنيهم.. يستكثرون علينا وعليكم الحرية والديمقراطية والرخاء والازدهار والتنمية الاقتصادية".
ومضى يقول: "يستخدمون كل ما لديهم من إمكانات لتحقيق هذا الأمر، بدءا من إذكاء الاختلافات العرقية والدينية وحتى الانقلابات وتحريك الحروب الأهلية والعقوبات".
وأردف مخاطبا المشاركين في القمة: "لا بد وأنكم تعلمون أفضل مني، أي دولة استعمارية لها يد في الإبادة الجماعية برواندا عام 1994".
وشدّد على أن دول الغرب والأمم المتحدة اكتفت بمشاهدة القتل الوحشي بحق 800 ألف إنسان طيلة 3 شهور في رواندا، حتى تحول نهر كاجيرا إلى مقبرة ضخمة، وفي يوم واحد فقط لفظت المياه جثث 60 ألف شخص على الضفاف".
وقال إن أولئك الذين يفرضون حظر السلاح على تركيا بسبب عملية "نبع السلام"، كانوا قد أغرقوا القتلة المجرمين بالسلاح والذخائر.
وأكّد أن الدول الغربية لم تفكر أبدًا بحظر السلاح على مرتكبي الإبادات الجماعية رغم الوحشية التي ارتكبوها.
وأفاد أردوغان أن "شركات الأسلحة والنفط الغربية تقف وراء العديد من الاضطرابات في القارة الإفريقية".
وأكد على أن "هناك وصمة مجازر أو احتلال أو استعمار، في ماضي معظم من يقدمون لنا الدروس في الحقوق والقانون والحريات".
وأشار إلى مقولة رجل الدولة الغربي ويليام تشرشل، بأن قطرة من البترول أثمن من قطرة الدم، ووصفها بأنها "اعتراف تاريخي".
وتابع: "قاموا بإنشاء أكبر سوق للعبيد بالعالم في دكار قبل 300 عام، وكدّسوا مئات الآلاف من الناس في السفن لنقلهم من جزيرة غوريه إلى أمريكا وأوروبا، وحولوا حقول المطاط في الكونغو إلى حقول موت للناس".
واستطرد: "لقد أضافوا وصمة عار على تاريخ البشرية من خلال جرائمهم في الجزائر ومجازرهم في ناميبيا".
وأشار الرئيس التركي أن الاستعمار الذي يقال إنه انتهى متواصل عبر وسائل جديدة، مبينًا أن الاستعمار الجديد هو السبب وراء اقتران ذكر إفريقيا بالجوع والفقر والحرمان حتى اليوم.
وأردف: "أجدادنا راعوا العدالة والحق في كل شبر من الأراضي التي حكموها والبالغ مساحتها 22 مليون كيلومتر مربع".
وأضاف: "لهذا السبب لا توجد عنصرية ولا استعمار واحتلال ولا ظلم ومجازر في أي من مراحل تاريخنا البالغ آلاف السنين".
ومضى قائلا: "لم نسعَ في تركيا دولة وشعبًا إلى تحقيق الرخاء على حساب موارد وعرق جبين وجهود ودماء أي من المجتمعات الأخرى".
كما شدّد على أن تركيا لم تحتقر أو تقلل من قيمة أي إنسان بسبب لغته ولونه ومعتقده، ولم تنظر إلى القارة الإفريقية من نافذة الذهب والألماس والنفط بخلاف الإمبراليين.
وأردف: "عملنا من أجل التنمية والبناء والإعمار دائمًا أينما ذهبنا على مر التاريخ، ولأجل ذلك نرى اليوم المساجد والمدارس ودور العلم والعرفان التي بناها الأجداد في أنحاء القارة، من كيب داون إلى جزيرة سواكن، ومن هرر إلى طرابلس".
وتابع : "لا نترك صديقا إلا ونطرق بابه وقلبا إلا ونضمد جراحه، ودولة إلا ونتعاون معها في إفريقيا".
وأوضح الرئيس التركي أن المسلمين باتوا أقلية في العديد من الدول في شرق وغرب إفريقيا التي كانت نسبة المسلمين فيها تصل 70 إلى 80 بالمئة في وقت مضى.
وأضاف: "للأسف نلتقي الكثير من الناس، في الأماكن التي نزورها، أسماؤهم مصطفى وأحمد وعبدالله، لكن صلتهم بالإسلام مقطوعة".
وتابع" لا شك أن للأنشطة التبشيرية التي جرت على مدار أعوام طويلة تحت رعاية القوى الكبرى، دور كبير للغاية في هذا المشهد المدمي للقلوب".
وأردف أن المنظمات الإرهابية مثل "داعش" و"بوكو حرام" و"الشباب" و"غولن"، إنما تساهم من خلال شرورها في مفاقمة هذا الوضع.
كما لفت أردوغان إلى أن وسائل إعلام دولية تعمل على تنفير الرأي العام من الإسلام، من خلال تغطياتها المنحازة، والخاطئة التي تنم عن سوء نية.
وأشار إلى أن هذا هو السبب الكامن وراء تسويق مصطلح "الإرهاب الإسلامي" مباشرة بعد كل حدث شنيع.
واضاف أن أيا من وسائل الإعلام تلك، لم تستخدم مصطلح "الإرهاب المسيحي" عقب الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، أو "الإرهاب البوذي" عند الحديث عن الممارسات الوحشية في أراكان.
كما لفت إلى تجنبها استخدام مصطلح "الإرهاب النازي الجديد" عند وقوع هجمات تستهدف دور عبادة المسلمين في أوروبا ومحالهم التجارية.
وأردف: "علينا أن ندرك أن هذا الأمر ليس صدفة، ويكمن وراءه عداء مقصود للإسلام".
من ناحية أخرى، شدد أردوغان على أن تركيا أبدت رد فعل قوي على حالات غياب العدالة، قائلة "العالم أكبر من خمسة"، و"القدس خطنا الأحمر".
وأكد الرئيس أردوغان على ضرورة نبذ التفرقة بين المسلمين، مشددًا بهذا الصدد: "لن نسمح للإمبرياليين بتقسيمنا شيعة وسنة، وأبيض وأسود، وتركي وكردي، وعربي وفارسي".
كما شدد على أن المسلمين يجب أن يحبوا بعضهم من أجل مرضاة الله فقط، وليس من أجل الهوية الإثنية أو القبلية أو العرقية.
وسوم: العدد 847