تَدخُّل الشيعة وحزب الله في سوريا
خطبة الجمعة:
تَدخُّل الشيعة وحزب الله في سوريا
31/5/2013م
أما بعد عباد الله:
ـ لقد حذرنا الله تعالى وحذر الأمم من قبلنا من الغلو في الدين ومجاوز الحد، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّإِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ [النساء: 171]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 77].
وقد حرم الله الغلوّ لأنه يفتح أخطر أبواب الانحراف، فيتعصب الإنسان لباطل، لكنه يبرر لنفسه ويتعذر أمام الآخرين بالأصل الذي انطلق منه، وهو أصل صحيح، قد بنى عليه بناءاً باطلاً.
وقد استغل أعداء هذه الأمة عبر التاريخ أموراً في دين الله، ليفتحوا منها باب الغلو، فتهتم الأمة بأمور اهتماماً بالغاً زائداً عن حد الاعتدال، وليكون ذلك سبيل إهمال لأمور أخرى أو تضييع أو تحريف.
فكان من أخطر هذه الأبواب: دعوى حب أهل البيت.
وحب أهل البيت فرض، ولهم حقوق خصهم بها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا أصل صحيح، وأمر لا ينكره أحد من أهل السنة، لكن أن يُغالى في أهل البيت، ليصل هذه الغلو إلى منكرات خطيرة تحرف الدين وتهدم أصوله وأركانه؛ فذلك مرفوض وباطل، وواجبنا محاربة ذلك كما نحارب من يريد طمس دين الله وإطفاء نوره.
وقد دخل الشيعة الرافضة مدخل الغلو من أصل حب آل البيت، فبحجة حب علي رضي الله عنه وبحجة تعظيم قدره؛ أساؤوا إلى إخوان علي رضي الله عنه الذين سبقوا إلى الإسلام معه، كأبي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، والذين كانوا من أركان الدعوة، وتحملوا تضحيات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نشر الدين وتبليغه والجهاد لأجله، أساؤوا إليهم وادَّعَوا أنهم اعتدوا على مقام علي وسرقوا الخلافة منه.
وبحجة تعظيم آل البيت اتهموا الصحابة جميعاً بالتآمر مع أبي بكر وعمر في محاربة أهل البيت ومحاصرتهم ومنعهم حقوقهم، حتى اتهموا الصحابة بالكفر والردة، واتخذوا من ذلك ذريعةً إلى لعن الصحابة وأجلاء الصحابة وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم بَنَوا على ذلك أن هؤلاء الصحابةَ الذين نقلوا القرآن الكريم هم كفرة وظالمون ومرتدون، فنقلهم فيه تزوير وتحريف وتنقيص من القرآن.
وهؤلاء الصحابة هم أيضاً الذين نقلوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كانوا قد ارتدوا وكفروا ـ كما زعمت الشيعة ـ فلا تقبل روايتهم، ولا يصح ما ينسبونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فوصلوا من دعوى حب آل البيت، ووصلوا من خلال الغلو في ذلك إلى هدم الدين كله بدعوى تحريف القرآن والكذب في السنة. فهذا ليس حباً وإنما هو مكر وهدم للدين كله.
ثم كذبوا على آل البيت ونسبوا إليهم كلاماً كثيراً لا يثبت عنهم.
وحتى يجعلوا الكلام الذين اخترعوه ونسبوه إلى أئمة أهل البيت ديناً وبديلاً عن الكتاب والسنة؛ ادعوا أن أئمة آل البيت معصومون، فيكون كلامهم الذي ينسب إليهم كالوحي وكالناسخ لما يروى خلافَه.
ـ ولقد خفي على كثير من الأمة شأن هؤلاء الشيعة، في عقود مضت، وجهل كثير من الناس التحريف والمآسي التي عملوها بالأمة عبر التاريخ الإسلامي.
وجاءت دولة الشيعة المعاصرة في إيران وحزب الشيعة في لبنان، ليتظاهروا بالعداء والحرب لإسرائيل، ورفعوا شعار الممانعة والمقاومة، ورمَوا على إسرائيل بعض فتيشات، تغر الناس وتخدعهم، حتى صار بعض المسلمين يمجدون ما يسمى: نصر الله . . وحزب الله.
حتى جاءت الثورة السورية المباركة، وجاء معها ألوان من النصر: فأحيت الجهاد وروح الجهاد، وغيرت الخوف والجبن إلى الشجاعة والتضحية، وأنكرت المنكر على المجرم الظالم المستبد المفسد، وقطعت الأمة عن نصر الظالمين وعونهم والبقاء تحت باطلهم.
وكان من النصر الذي تحقق للمسلمين ولهذا الدين من أول أيام الثورة السورية المباركة: أن كشف الله الشيعة في إيران ولبنان وغيرهما، في عدائهما لروح الجهاد في الأمة، وفي عدائهما لأعداء إسرائيل الحقيقيين، وفي وقوفهم مع النصيريين الباطنية، الذين يحقدون على أهل السنة، ويحاربون الكتاب والسنة، إلى حد استباحة قتل الطفل واغتصاب المرأة وتدمير البلاد.
لقد كشفت هذه الثورة حقيقة الشيعة وموقفهم وعارهم، وما كان لمئات الألوف من العلماء أن يستطيعوا إقناع الناس بهذا الذي أظهره الله وكشفه من شأنهم وعدائهم وحقدهم.
ـ لقد تبين لكل مسلم أن فتوى الغزالي وابن تيمية في النصيريين والشيعة؛ كانت فتوى صحيحة، بل ظهر لكل مسلم أنهم أكبر حقداً وإجراماً وأكثر انحرافاً وفساداً، مما ذكره الغزالي وابن تيمية.
ـ وتأتي معركة القصير في حمص: لتقطع كل شك في ولاء الشيعة للنصيريين الباطنيين الكفرة، حيث رضي الشيعي أن يكون جندياً ينصر النصيري العلوي، ويحمي باطله، ويسير في مخططه في تقسيم سوريا وإقامة دولة علوية للمجرمين القتلة من النظام السوري الفاجر.
ـ ولسنا نتعجب من الشيعة الرافضة والنصيريين الباطنيين؛ أن تظهر حقيقتهم، وينمو حقدهم، لكنا نعجب من حكام وشعوب تدعي أنها مع السنة، وتنتسب إلى أهل السنة؛ تترك شعب السنة السوري أعزل، فلا تُمِدُّه بما يكفيه من مال وجيوش وسلاح لمقاومة هذا العدو الفاجر ومقارعته.
فنستأثر بالمال الذي استخلفنا الله فيه، فنؤثر إنفاقه في الشهوات، بدلاً من أن نعطي ما زاد عن حاجتنا لإخواننا المجاهدين في سوريا، الذين يقاتلون بالنيابة عن الأمة كلها، وعن أهل السنة في العالم كله.
لو أن الشيعة والنصيريين انتصروا في هذه المعركة، فامتدت دولتهم من إيران إلى بلاد الشام، مروراً بالعراق؛ فهل ستكون في مأمن أيها الخليجي، وأيها الأردني، وأيها اليمني، من دولة التشيع أن تصل إلك وتهدد أمنك وتحرق نفطك، وتَحكُمَك، عندئذ ستندم على كل دينار منعته لإخوانك، فهل تظن أمريكا ستدافع عنك، أم سترى أمريكا راضية بحكم إيران لهذه البلاد، حتى تبقى الفوضى والحروب الأهلية والطائفية تطحن البلاد، فتحرق الشعوب وتدمر البلاد وتهدم الاقتصاد وتذهب بشعب السنة والشيعة معاً، لتبقى إسرائيل في مأمن، وأمريكا تتفرج وتضحك، وتضمن علوها واستكبارها لعقود أخرى.
ـ ونعجب لماذا لا تتحرك جيوش أهل السنة في المنطقة كلها لنصرة المؤمنين والمجاهدين والسنة في سوريا، ونحن إخوة . . أم إننا لا نعرف قول الله ﴿ إنما المؤمنون إخوة ﴾. . أم لا نعرف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله) . . أم لا نعرف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ...) . . أم إن أهل سوريا ليسوا من جسدنا. . أم ننتظر أن نؤكل كما يؤكل الثور الأبيض، من قبلنا.
هل نرضى إذا حل بنا كما بأهل سوريا . . أن يتفرج علينا أهل سوريا ولا ينصروننا؟ ويتفرج العالم ولا ينقذنا؟ هل نرضى أن يقال هذا شأن داخلي . . دعوهم يذبحوا بعضهم بعضاً. . أم إن سايكس بيكو التي مزقت البلاد صارت شرعاً . . وأمر الله الذي يأمرنا بنصر إخواننا ليس شرعاً ﴿ وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ﴾ . أم إننا لا نؤمن بتهديد الله لنا على تخلفنا عن الجهاد لنصرة ديننا وإخواننا وبلادنا وأعراضنا: ﴿ إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ﴾ رضيم بالحياة الدنيا واثاقلتم إليها؛ وتدعون أنكم مؤمنون؟
ـ أم إن شعوبنا نائمة؟ وحكامنا عبيد للغرب . . ماذا يصنعون في عشرات السنين . . تنمو قوة إسرائيل؛ ونحن لا ننمو . . تنمو قوة إيران؛ ونحن نضعف . . يتسابق العالم إلى القوة والتقدم، ونحن نتسابق إلى التبعية والنوم والشهوات . . نزداد هواناً وركوعاً لأعدائنا، وتصير أموالنا ونفظنا وقرارنا إلى أعدائنا من الغرب والشرق. . أفلا يستحق هؤلاء الحكام أن يُعزَلوا . . وقد ضيعوا الأمانة وخانوا . . وأوردونا المهالك . . وجعلونا لقمة سائغة لدول كبرى وصغرى . . بل وحتى لأقليات!.
ـ يا أهل الإسلام ويا أهل السنة: إن الشيعة يقولون: نحب الحسين بن علي والزهراء رضي الله عنهم، وحينما اقتدى أهل سوريا بالحسين رضي الله عنه في الخروج على الظلم، وقف الشيعة ضدنا.
فهل ستقفون يا أهل السنة ضد الظلم . . أم أنتم أيضاً أدعياء حب الحسين وحب آل البيت.
ـ أم إننا لن نتحرك للرد على النصيرية والشيعة إلا بعد أن تأمرنا أمريكا، وتأذن لنا إسرائيل، فلا نقاتل الكفر والباطنية والطائفية؛ لنحمي إسلامنا وديننا ومنهجنا وشعوبنا، وإنما نقاتلهم حينما يكون ذلك لحماية إسرائيل ومصلحة أمريكا في إضعاف أي نظام في العالم . . سنياً أو غيره. . نقاتل بالنيابة عنهم لمصالحهم، ولا نحصل شيئاً إلا قتلاً يحصدنا، ودماراً يَلحق بلادنا.