سبيل العزة والكرامة
إنَّ ثمنَ الكرامةِ كبير ، وتكاليفَ العِزّة غالية ، وإنما تحيَا الأمَم بجهاد أفرادِها وتُنصَر بتضحياتِ رجالها ، ولا خيرَ في أمّةٍ يوطَأ مِنَ العِدا أرضُها ويُداس مِنَ البُغاة حريمها ، فتَركنَ إلى الإخناع والإخضاع والاستسلام والإخشاع ، ولن تُحمَى الأوطانُ إلا بالتضحية والفداء ، ولن تُصَانَ الدماء إلاّ بالجهاد والإِباء ، ولا تقوم الممالِك والأمجادُ إلاّ على مركب العِزّة ومتنِ الكرامة.
عناصر للخطبة :
1- التسليم لقضاء الله تعالى.
2- سبب تسلّط الأعداء.
3- حياة الذل والمهانة.
4- ثمن الكرامة وثمن العزة.
5- سوء عاقبة الظالمين.
6- الحكمة من غلبة أهل الباطل.
7- الظهور للإسلام.
8- سبيل العز والكرامة.
9- نداء لأهل الغفلة والمعاصي.
10- سلاح الدعاء.
هدايات قرآنية :
1- يقول الله تعالى: ] وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [ [البقرة:216].
2- وقال تعالى: ] وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ [ [النساء:90]
3- وقال جل في علاه: ] وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً [ [النساء:141]
4- وقال جل جلاله: ] وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [ [آل عمران:178]
5- وقال جل جلاله: ] سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [ [الأعراف:182، 183]
6- ويقول سبحانه: ] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [ [الأنعام:82].
7- ويقول تعالى: ] وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [ [الزمر:54، 55].
قبسات نبوية:
1- عن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: سمعت رسولَ الله يقول: (( إذا تبايَعتُم بالعينة وأخَذتم أذنابَ البقر ورضِيتم بالزرع وتركتم الجهادَ سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزِعه عنكم حتى ترجِعوا إلى دينِكم )) سنن أبي داود: كتاب البيوع (3462)، وأخرجه أيضا أحمد (2/42، 84)، والروياني (1422)، وأبو يعلى (5659)، والطبراني في الكبير (12/432، 433)
2- ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: ((يا معشرَ المهاجرين: خمسٌ إنِ ابتليتم بهن ونزَلنَ بكم أعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطّ حتى يُعلِنوا بها إلاّ ظهر فيهم الطّاعونُ والأوجاع التي لم تكن مضَت في أسلافِهِم ، ولم ينقُصوا المكيالَ والميزان إلاّ أخِذوا بالسنين وشدّةِ المؤونة وجَور السلطان عليهم ، ولم يمنَعوا الزكاةَ إلاّ مُنعوا القطرَ من السماء ، ولولا البهائم لم يُمطَروا ، ولم ينقُضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله إلاّ سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم وأخَذوا بعضَ ما كانَ في أيدِيهم ، وما لم تحكُم أئمَّتُهم بكتابِ الله إلاّ ألقى الله بأسَهم بينهم )) مستدرك الحاكم (4/540)، شعب الإيمان (3/197) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وأخرجه أيضا ابن ماجه في الفتن، باب: العقوبات (4019)، والطبراني في الكبير (12/446) والأوسط (5/62)، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي
3- وقال عليه الصلاة والسلام: (( يوشِـك الأمم أن تـداعى عليـكم الأمم كما تدَاعَى الأكَـلَة إلى قصعتها )) ، فقال قائل: ومِن قِلّةٍ نحن يؤمئذ ؟! قال: (( بل أنتم كثير ، ولكنّكم غُثاء كغثاءِ السيل ، ولينزِعنّ الله من صدورِ عدوّكم المهابةَ منكم ، وليقذفنَّ في قلوبكم الوَهن )) ، فقال قائل: يا رسولَ الله ، وما الوهن ؟ قال: (( حُبّ الدنيا وكراهيةُ الموت )) سنن أبي داود: كتاب الملاحم (3745) عن ثوبان رضي الله عنه، وأخرجه أيضا أحمد (5/278)، والطبراني في الكبير (1452)، والبيهقي في الدلائل (6/534)
4- ويقول عليه الصلاة والسلام: ((مَن قُتِل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتِل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتِل دون دينِه فهو شهيد ، ومَن قتِل دون أهلِه فهو شهيد )) أخرجه أحمد (1/190)، وأبو داود في السنة (4772)، والترمذي في الديات (1421)، والنسائي في تحريم الدم (4095)، وابن ماجه مختصرا في الحدود (2580) من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (3194)، وهو في صحيح سنن أبي داود (3993).
5- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إنّ الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))، وقرأ: ] وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [ [هود:102] صحيح البخاري: كتاب التفسير (4686)، صحيح مسلم: كتاب البر (2583).
6- وعن تميم الداريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (( ليبلغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيتَ مدَر ولا وبَر إلا أدخله الله هذا الدين ، بعِزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل ، عزًا يُعزّ الله به الإسلامَ وذلاً يُذلّ به الكفر )) مسند أحمد (28/154-155) [16957]، وأخرجه أيضا البيهقي (9/181)، وصححه الحاكم (4/430)، ووافقه الذهبي
7- وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (( لن يبرَحَ هذا الدّين قائمًا يقاتِل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعَة )) صحيح مسلم: كتاب الإمارة (1922) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه.
ومضات متممة :
1- يقول أحد الشعراء:
نزعْنا
السَّرجَ عن ظهـرٍ تعالـى بعــزَّةِ أمَّـةٍ كــانـتْ مـثــالا
بها التــاريخُ سـلَّ المجـدَ سـيفـاً لأجيـالٍ
تعشَّـــقـتِ النضـالا
فلا الفرسـانُ مـلُّوا مـن جهـــادٍ ولا الرايـاتُ
ملَّتهـم رجـالا
سـقى الله الـزَّمـانَ جزيـلَ خيــرٍ بما بالخيـرِ
وفَّاَنـا الوصـالا
فكنـا من مـلوكِ الأرضِ شـعبـاً لأجلِ الحـق نقتـلـعُ
الجبـالا
2- ويقول آخر:
قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث وأزمان
بنـــو أميــة للأنبــــاء ما فتحــوا وللأحـاديث ما سـادوا وما دانـوا
كانوا ملوكا سرير الشرق تحتهم فهل سألت سـرير الغرب ماكانوا